خلافات جنرالات واشنطن حول الحرب الأفغانية وانعكاساتها الداخلية

15-10-2009

خلافات جنرالات واشنطن حول الحرب الأفغانية وانعكاساتها الداخلية

الجمل: تزايدت الخلافات الأمريكية – الأمريكية حول مستقبل الأداء السلوكي العسكري للقوات الأمريكية في مسرح الحرب الأفغانية وتقول المعلومات والتسريبات بأن تعدد وجهات النظر بين البنتاغون والكونغرس والبيت الأبيض قد تفرعت عنه جملة من المسارات والتي أصبحت معها الإدارة الأمريكية في حالة من الإرباكات الجديدة والعجز عن حسم الخيارات النهائية.
* ماذا تقول الخلافات الأمريكية - الأمريكية الجديدة؟
تشير الوقائع والمعطيات في الساحة الأمريكية إلى أن البيت الأبيض الأمريكي يقف حائراً أمام وجهات النظر الآتية:
• وجهة نظر الجنرال ستانلي ماكريستال (قائد القوات الأمريكية في أفغانستان): يتولى قيادة القوات الأمريكية وقوات حلف الناتو الموجودة في أفغانستان وتقول المعلومات أنه قد طالب بزيادة عدد القوات بحوالي 40 ألف جندي كحد أدنى بالإضافة إلى 65 ألفاً كان قد طلبهم إلى جانب 39 ألفاً آخرين تابعين لقوات بلدان الناتو غير أمريكا. وأضافت التقارير أن الرئيس أوباما تلقى طلباً إضافياً خاصاً من الجنرال ماكريستال برفع العدد من 40 ألف إلى 80 ألف جندي وأكدت التقارير أن الجنرال ماكريستال طالب أن يكون قوام القوات الأمريكية التي ستقاتل في المسرح الأفغاني من "القوات الخاصة" الأمريكية حصراً مبرراً ذلك بأنه يرغب في تغيير استراتيجية الحرب من الأسلوب التقليدي إلى مكافحة التمرد الذي يندرج ضمن أسلوب العمليات العسكرية غير التقليدية منخفضة الشدة.
• وجهة نظر السيناتور جو بايدن (نائب الرئيس الأمريكي): يعتبر من أبرز المسؤولين المشككين في مدى قدرة وفعالية أسلوب الجنرال ماكريستان في الحرب الأفغانية، وتقول المعلومات أن بايدن يفضل استخدام القوات الأمريكية بتركيز أكبر لجهة القضاء على تنظيم القاعدة في الساحتين الأفغانية والباكستانية، وتقول الترتيبات أن بايدن هو بالأساس لم يكن متحمساً لسياسة الانسحاب من العراق والتركيز على أفغانستان وبالتالي فإن موقف بايدن الحالي يحمل مؤشرات السعي لدفع إدارة أوباما لجهة التركيز على العراق مرة أخرى والتخلي عن الانسحاب منه.
• وجهة نظر راحم إيمانويل (رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض): تقول المعلومات أن إيمانويل يسعى حالياً من خلال منصبه وعضويته في مجلس الأمن القومي الأمريكي باتجاه ترتيب الأوراق من أجل تعزيز موقف السيناتور جو بايدن وعلى ما يبدو فإن ارتباط ثنائي البيت الأبيض بايدن – إيمانويل الوثيق بدوائر اللوبي الإسرائيلي هو السبب في توجيهاتهما الساعية لتوجيه إدارة أوباما باتجاه العودة إلى تصعيد الحرب في المسرح العراقي.
• وجهة نظر روبرت غيتز (وزير الدفاع الأمريكي): ويعتبر من المؤيدين لفكرة زيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان ولكنه أكثر تشدداً في ضرورة التركيز على القضاء على حركة طالبان باعتبارها الأكثر عدداً والحاضنة لتنظيم القاعدة لأن القضاء على حركة طالبان سيجعل تنظيم القاعدة في حالة انكشاف بحيث لا يكون أمامه سوى خيار مغادرة المنطقة أو مواجهة الاستئصال على يد القوات الأمريكية وقوات الناتو.
• وجهة نظر هيلاري كلينتون (وزيرة الخارجية): وتعتبر من أبرز اللاعبين الذين يؤثرون من وراء الكواليس في قرارات الإدارة الأمريكية وتعتبر من أبرز المؤيدين لزيادة القوات الأمريكية مع ضرورة تحقيق التوازن في العمليات ضد تنظيم القاعدة وحركة طالبان.
• وجهة نظر الجنرال جيمس إل جونيز (مستشار الأمن القومي): ويعتبر من المترددين إزاء حسم الخيارات المطروحة فقد ظل يسعى إلى التشكيك في جدوى كل الآراء ويطالب بضرورة العمل من أجل إدماجها ضمن منور موحد يشكل خيار الإدارة الأمريكية النهائي.
• وجهة نظر ريتشارد هولبروك (المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان وباكستان): ويرى ضرورة زيادة القوات الأمريكية بشرط قيام الإدارة الأمريكية بتطبيق سياسة تؤدي إلى الإطاحة بالرئيس الأفغاني أو إجباره على القيام بتطبيق الإصلاحات السياسية المطلوبة أمريكياً.
وما هو جدير بالانتباه أن وجهات النظر المتعددة هذه ليست بين الخبراء والمحللين وإنما بين الأطراف المعنية بقرار سياسة أفغانستان وهذا معناه أن هذه الأطراف عندما تقوم بالجلوس لاتخاذ القرار النهائي فإنها سوف لن تصل إلى نتيجة واحدة.
* التطورات العسكرية – الأمنية في مسرح الحرب الأفغانية: إلى أين؟
خلال فترة الحرب تمركزت حركة طالبان الأفغانية في المناطق الباشتونية الواقعة شمال خط الحدود الأفغانية – الباكستانية ثم ظهرت حركة طالبان الباكستانية وتمركزت في المناطق الباشتونية الواقعة جنوب خط الحدود الأفغانية – الباكستانية.
كانت منطقة شمال أفغانستان تمثل منطقة آمنة واقعة تحت سيطرة قوات تحالف الشمال، ولكن وكما أوردت التقارير والمعلومات فقد أصبحت حركة طالبان الأفغانية لا تسيطر على جنوب أفغانستان وإنما على 75% من شمال أفغانستان وهذا معناه أن خطوط إمداد قوات الناتو القادمة عبر روسيا وبلدان آسيا الوسطى سيتم قطعها بواسطة مسلحي طالبان الذين أصبحوا ينتشرون كالنار في الهشيم في شمال أفغانستان على حد تعبير أحد الخبراء الأمريكيين.
جنوب ووسط باكستان كان يعتبر من المناطق الآمنة بسبب وجود قبائل البنجاب ولكن بإعلان قيام حركة طالبان البنجابية وتنفيذها للتفجيرات الأخيرة التي استهدفت مقرات قيادة الجيش الباكستاني فإن الساحة الباكستانية أصبحت تنذر بالخطر.
على هذه الخلفية يمكن الإشارة إلى أن التصعيدات المتواترة غير المسبوقة في المسرحين الأفغاني والباكستاني وردت ضمن تقرير سري أعده الجنرال ماكريستال وسلمه لوزير الدفاع وللرئيس الأمريكي وما هو مثير للجدل يتمثل في النقاط الآتية الواردة في التقرير:
• إن حسم الحرب في أفغانستان غير ممكن في ظل الظروف الحالية.
• يجب زيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان بشكل متدرج ليصل العدد الكلي في النهاية إلى 500 ألف جندي أمريكي.
• يجب وضع خطة زمنية لاستمرار الحرب في أفغانستان بما يتيح لأمريكا البقاء حتى العام 2050 على الأقل.
وتقول المعلومات والتسريبات أن تقرير ماكريستال أدى إلى خلق حالة من التوتر في أوساط الإدارة الأمريكية والكونغرس والبنتاغون إضافة لقيام بعض معارضي الحرب ضد الإرهاب بوصف الجنرال ماكريستال بأنه ليس سوى قاتل محترف يسعى لتوريط أمريكا في واحدة من أكبر عمليات القتل الجماعي بدم بارد، وهي العمليات التي تعود ماكريستال القيام بها خلال فترة عمله قائداً للعمليات الخاصة المشتركة في العراق خلال أعوام 2003 حتى 2008 حيث نجح في إدارة عمليات القوات الخاصة الأمريكية التي نجحت في حصد أرواح آلاف العراقيين وقتلهم بدم بارد.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...