خامنئي: أميركا تسلح التكفيريين عبر مطارات العراق
أوضح المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية السيد علي خامنئي، أمس، نظرة بلاده الجازمة بوقوف الدول الغربية وراء التنظيمات المتشددة، مثل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـــ «داعش»، رابطاً بين آليات عمل هذه التنظيمات وتوظيفها خصوصاً في العراق وسوريا، وبين أهداف «دول الاستكبار العالمي والكيان الصهيوني»، مبينا في معرض حديثه عن تزويد طائرات نقل أميركية تنظيم «داعش» بالسلاح في العراق.
واعتبر خامنئي خلال استقباله، أمس، وفد العلماء المسلمين المشاركين في مؤتمر تحت اسم «خطر التيارات المتطرفة والتكفيرية من منظار علماء الاسلام» في قم، أن «التيار التكفيري» والحكومات الداعمة له تتحرك تماماً في «مسار الأهداف الاستكبارية أي أميركا والحكومات الاستعمارية الأوروبية والكيان الصهيوني وهي في خدمتهم عمليا بظاهر إسلامي»، في إشارة بشكل أساسي إلى تنظيم «داعش».
وأبرز قائد الثورة الإيرانية أمثلة عدة في هذا السياق تشير إلى تحرك هذه التيارات في خدمة المشروع الأميركي، معتبراً أنها حولت «الصحوة الإسلامية» من قوة مواجهة للولايات المتحدة إلى حرب داخلية و«اقتتال الاخوة بين المسلمين»، كاشفاً عن ما اعتبره «خير دليل» على الترابط بين التنظيمات المتشددة والولايات المتحدة، وهو «الإجراء الأخير والمكرر الذي قامت به طائرات النقل الأميركية بانزال معدات حربية لداعش في العراق»، مشيراً إلى أن الطائرات الأميركية «ألقت الذخائر التي كان يحتاجها داعش جوا على معقل داعش في العراق وقد تكرر الأمر 5 مرات».
وفي ظل استمرار الحديث حول إمكانية التقارب بين إيران والولايات المتحدة التي تقود «التحالف الدولي» ضد «داعش»، أشار خامنئي إلى أنه «على رغم وجود هذه الإجراءات (عمليات التسليح) إلا أن الأميركيين يدعون في الظاهر لتشكيل تحالف ضد داعش وهو محض كذب، لأن الهدف الأساس للتحالف هو الابقاء على فتنة الحرب وخلق النزاع بين المسلمين، وهم بطبيعة الحال لن يبلغوا مآربهم».
وأشار خامنئي إلى أن «الخط الأمامي لكفاح المسلمين في هذه المنطقة كان فلسطين المحتلة»، الا أن التيارات التكفيرية غيّرت هذا الخط الأمامي، وحولته إلى داخل شوارع ومدن العراق وسوريا وباكستان وليبيا.
وفي سياق تحضيرات المسؤولين الأميركيين المستمرة لتهيئة أرضية عمل قواتهم، التقى رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة راي أوديرنو وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي في بغداد، أمس، كما زار إقليم كردستان واجتمع برئيسه مسعود البرزاني، من أجل «بحث الحرب ضد تنظيم داعش».
وكان أوديرنو، قد تولى قيادة القوات الأميركية في العراق بين العامين 2008 و2010، وأكد في آخر تصريح له، أن الضربات الجوية التي تشنها طائرات «التحالف الدولي» وحدها لن تكون كافية للقضاء على مسلحي «داعش» في العراق وسوريا.
إلى ذلك، عاد تنظيم «داعش» للظهور في مدينة بيجي، بعد أقل من أسبوع على إعلان الجيش العراقي عن طرد المسلحين منها. وأكد ضابط في الجيش العراقي أن مسلحي التنظيم اشتبكوا مع القوات العراقية وسط بيجي، بينما رجحت مصادر عراقية بأن يكون هدف التنظيم إعادة فرض الحصار حول مصفاة النفط التي تبعد حوالي أربعة كيلومترات إلى الشمال من المدينة.
وذكرت مصادر محلية أن مسلحي «داعش» يتواجدون في أربعة من أحياء بيجي الإثني عشر وفي مناطق على محيط مجمع المصفاة، لكن الجيش سيطر على مداخلها الجنوبية، كما بث التنظيم تسجيلا مصوراً نفى فيه خروج مسلحيه من المدينة، كما أظهر ما بدا أنهما تفجيران انتحاريان استهدفا تحصينات المصفاة.
وأشارت المصادر إلى أن مسلحي التنظيم شنوا هجوما وسط بيجي وتقدموا إلى حي العصري فيها، كما اندلعت معارك أيضا في حيّي النفط والكهرباء، بينما أكد أحد السكان أن المسلحين ما زالوا يسيطرون على مجمع سكني على الطرف الغربي من المصفاة ويحفرون خنادق في تلال مخمور المطلة على المنشأة من الشمال رغم تعرضهم للقصف من طائرات هليكوبتر.
وفي هذه الأثناء، أعلن قائد شرطة الأنبار اللواء كاظم محمد الفهداوي عن بدء تسليح فوجين من الشرطة بعد إخضاعهما للتدريب في معسكر الحبانية شرقي مدينة الرمادي، بينما وصلت تعزيزات عسكرية إلى المدينة لحماية المجمع الحكومي فيها من الهجوم الذي يشنه «داعش» منذ أيام.
وأشار الفهداوي إلى أنه تم تزويد الفوجين بالسلاح والعتاد وتجهيزات أخرى مثل الدروع وواقيات الرصاص، وسيتم إدخالهما في المعارك إلى جانب الجيش ومقاتلي العشائر في الرمادي.
وفي هذا السياق أكد الفهداوي، أن تعزيزات عسكرية متمثلة بفوج من لواء الرد السريع التابع لوزارة الداخلية وصلت إلى المدينة من بغداد، وأشار إلى أن الفوج تمركز في محيط المجمع الحكومي في الرمادي وذلك لحمايته من هجوم «داعش».
سياسيا، اتفق رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ونائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، على التوصل إلى حلول «عادلة»، بشأن حكم الإعدام الصادر بحق النائب السابق أحمد العلواني، وتقدير دور عشيرة البو علوان في المعركة ضد «الإرهاب»، وأكدا على ضرورة الانتهاء من مسودة قانون تشكيل «الحرس الوطني».
وكالات
إضافة تعليق جديد