ثورة سوريا إسلامية عنصرية

د. سامح عسكر:

خدعوك فقالوا أنه لولا أن بشار الأسد (فتح النار) على المتظاهرين ما انقلبت الثورة لداعشية..

قلت:  مبارك فتح النار على ثوار يناير ولم يتحولوا لدواعش

الإخوان فتحوا النار على ثوار يونيو منذ الإعلان الدستوري ولم تتحول الثورة لداعش..

عمر البشير فتح النار على ثوار السودان ولم يتحولوا لدواعش

ملك البحرين فتح النار على المتظاهرين سنة ٢٠١١ ولم يتحول المتظاهرين لدواعش

أردوغان فتح النار على متظاهري الكورد ومعارضيه ولم يتحولوا لدواعش..

شاوشيسكو وبينوشيه وصدام حسين فتحوا النار على المتظاهرين المعارضين ولم يتحول هؤلاء لدواعش..

الحقيقة أن ثورة سوريا منذ بدايتها وهي إسلامية عنصرية هتفت ضد الأقليات والأديان والمذاهب..كان فيها قليل من الليبراليين الطامحين للتغيير فتحالفوا مع الإسلاميين بحُسن نية...

ثورة منذ بدايتها لا خير فيها ولا علم ولا برنامج ولا قيادة ولا حتى شعور وطني، فطلبوا تدخل الأجانب ودوّلوا قضيتهم عربيا ثم دوليا، وبمنتهى البجاحة طلبوا من حلف الناتو ضرب بلادهم...

سقطوا في عين عدوهم ولم ينالوا احترامه..

ثورة جمعت ٢٠٠ ألف جهادي عالمي في ظرف عامين بقدرات حشد ودعم خيالية لا يمتلكها سوى أثرياء الأرض وأقويائهم من الغرب للخليج لإسرائيل وكل من له خصومة مع سوريا..

فوضى هددت دول الجوار والمنطقة فانتقلت كالعدوى الفيروسية للعراق وهددت لبنان ومصر وليبيا واليمن، نكبة جعلت من نصف الشعب السوري لاجئين ومشردين.. أبدا لم تكن عملا حكيما في البداية..

فات أوان تحميل المسئولية لأحد فالثورة انتهت لعمامة سوداء وسيف وذبح وقطع وتكفير، والعبرة دائما بالنتائج..

الأولى أن تبحثوا لماذا فشلتم وكيف تتعلمون الدرس لا أن تعيدوا المأساه بسؤال خارج الزمن وتخطته البشرية...

*باحث ومفكر إسلامي مصري