تنسيق روسي - إيراني - سوري عشية "جنيف 2"

17-01-2014

تنسيق روسي - إيراني - سوري عشية "جنيف 2"

قبل ستة أيام من انعقاد مؤتمر "جنيف 2" في مدينة مونترو السويسرية، عقد اجتماع روسي - سوري - إيراني رفيع المستوى في موسكو أمس، لتنسيق مواقف الدول الثلاث من المؤتمر الدولي.
وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف وإيران محمد جواد ظريف وسوريا وليد المعلم، الذي وصل إلى موسكو على متن طائرة الوزير الإيراني، عقدوا اجتماعاً مشتركاً، خرج بعده لافروف مؤكداً تمسك بلاده بضرورة إشراك طهران في المؤتمر، ومعرباً عن قلقه "من محاولات تضييق قائمة أطياف المعارضة التي سيكون لها تمثيل في جنيف 2".
وأعلن مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق أن الحكومة السورية أرسلت إلى الأمم المتحدة رسالة تؤكد فيها مشاركتها بوفد رسمي في جنيف 2، برئاسة المعلم"، لكنه لم يعرف بعد مَن سيمثل المعارضة، حيث أن "هيئة التنسيق الوطنية" أعلنت مقاطعة المؤتمر، و"الائتلاف الوطني السوري" المعارض سيصدر قراره، خلال اجتماع في اسطنبول اليوم.لافروف يتوسط المعلم (الى اليمين) وظريف خلال لقائهم في موسكو امس (ا ف ب)
وحضّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري "الائتلاف" على الموافقة على المشاركة في المؤتمر الدولي. وقال "عشية الجمعية العامة التي سيتخذ خلالها الائتلاف الوطني للمعارضة السورية قراراً في شأن مشاركته في مؤتمر السلام في جنيف، تدعو الولايات المتحدة إلى تصويت ايجابي". وأضاف "ينبغي تمكين الشعب السوري من تحديد مستقبل بلاده. ينبغي الاستماع إلى صوته". وتابع "يجب أن يكون هناك اتفاق بين الطرفين على من يقود سوريا، ومن غير المتصور أن توافق المعارضة على السماح لـ(الرئيس السوري بشار) الأسد على قيادة البلد".
وأعرب كيري عن قلق واشنطن من تنامي خطر التطرف. وقال "العالم لا يحتاج من يذكره بأن سوريا أصبحت بمثابة مغناطيس للجهاديين والمتطرفين، وأقوى مغناطيس للإرهاب من أي مكان في الوقت الراهن".
وأعلن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، الذي اتصل برئيس "هيئة التنسيق" حسن عبد العظيم، أنه "يحترم قرار الهيئة عدم الانضمام إلى وفد المعارضة في المحادثات، لكنه يأسف بشدة على عدم مشاركتها". وأعرب عن "ثقته في أن هيئة التنسيق ستواصل العمل من أجل عودة السلام وظهور سوريا جديدة وديموقراطية".
 وبعد ساعات من وصول ظريف والمعلم على متن طائرة واحدة إلى موسكو، عقدا اجتماعاً مشتركاً قصيراً مع لافروف. وقال مصدر في وزارة الخارجية الروسية إن "محور اللقاء الرئيسي كان النزاع في سوريا والتحضيرات لعقد جنيف 2"، مشيراً إلى أن الوزراء الثلاثة "نسقوا مواقفهم حول هذه المسألة". يشار إلى أن لافروف سيلتقي المعلم اليوم أيضاً.
وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي مع ظريف، إن اللقاء الثلاثي "لا يعني أن لدينا مشروعاً ثلاثياً أو موقفاً منفرداً للبلدان الثلاثة"، مضيفاً "ليس هناك شيء نخفيه، وليس لدينا أي جدول أعمال سري".
وتابع "ندعو إلى أن تكون سوريا دولة ذات سيادة، والى ضمان وحدة أراضيها والحقوق المتساوية لجميع المكوّنات الإثنية والطائفية والفرق الأخرى التي تقطن هناك، لتعيش سوريا بسلام وأمن مع جيرانها. وطبعاً نحن، مثل الشعب السوري وإيران، نهتم باجتثاث بؤر الإرهاب في الأراضي السورية". وتابع "هذا هو موقفنا المشترك، ويشاطرنا فيه المجتمع الدولي برمّته. وهذه هي الأهداف التي نسعى لتحقيقها، عندما نساهم في تسوية الأزمة السورية. أما السبل لتحقيق هذه الأهداف، فليس بمقدور أحد أن يُقرّها، باستثناء الأطراف السورية نفسها".
واستغرب "طرح شرط إضافي لمشاركة إيران في جنيف 2"، موضحاً أن "القبول بالبيان الذي صدر عن جنيف الأول، ضروري لجميع المشاركين في المؤتمر، كما أن بيان جنيف يشكل أساس المؤتمر الجديد"، معتبراً أن "قبول الدعوة يعني أوتوماتيكياً القبول ببيان جنيف نفسه".
واتفق معه ظريف، الذي التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الرأي، مشدداً على أن "إيران لن تقبل بأية شروط مسبقة، لم تفرض على المشاركين الآخرين في المؤتمر"، موضحاً أن "طهران سبق أن رحّبت بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها في جنيف 1".
وكرر لافروف مطالبته بمشاركة إيران والسعودية في المؤتمر، موضحاً أن "موسكو تنطلق من أن الجانب الإيراني سيكون جزءاً من الجهود المشتركة لتسوية الأزمة السورية في أي حال من الأحوال"، مشيراً إلى أن "طهران مهتمة بحل القضية السورية بطرق سلمية، ولها تأثير على العمليات التي تجري داخل سوريا".
وقال لافروف "لا أحد يعرف الوقت الذي ستتطلبه العملية، ويجري حالياً التنسيق بشأن الأطر الزمنية للجولة الأولى، لكن من الواضح أنه ستكون هناك أكثر من جولة، ولذلك لن ينتهي جنيف 2 في 22 كانون الثاني بل سيبدأ". وأعلن أن "نجاحه رهن بإبداء الجميع إرادة طيبة، وهو ما يتطلب ضمان تمثيل مؤثر خلال المؤتمر، وذلك يتعلق بالأطراف السورية، وقبل كل شيء، بالمعارضة، لأننا قلقون للغاية من محاولات تضييق قائمة أطياف المعارضة التي سيكون لها تمثيل في جنيف 2".
واعتبر ظريف، في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم"، أن "المطالبة باستقالة الرئيس بشار الأسد كشرط لبدء التفاوض بين الحكومة السورية والمعارضة أمر غير مقبول"، مؤكداً أن "طهران تعارض الحديث عن النتائج قبل بدء التفاوض. في نهاية الأمر لا يوجد أي بلد يمكنه تقرير ما يحدث في سوريا غير الشعب السوري، وفي حال حاولوا فرض أمور ما على الشعب السوري، فعاجلاً أم آجلاً، ستفشل العملية".
وقال بوتين، خلال تسلمه أوراق اعتماد عدد من السفراء الجدد، إن موسكو "ستعمل كل ما بوسعها كي ينجح جنيف 2، في إطلاق الحوار بين الأطراف السورية وإيقاف سفك الدماء في البلاد". وشدد على "ضرورة تأييد جهود المجتمع الدولي لعقد جنيف 2".

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...