تراجع في صادرات الفواكه السورية
تحتل سورية الموقع السابع عالمياً في إنتاج المشمش والعاشر في إنتاج الكرز والثالث عربياً في إنتاج التفاح وحلت بالمرتبة الأولى عربياً في إنتاج المشمش والكرز في عام 2005 وبالمرتبة الثانية في إنتاج الخوخ.
وكشفت دراسة أنجزها قسم السياسات التجارية بمديرية السياسات الزراعية هذا الاسبوع أن المساحة المزروعة بالتفاح ازدادت في عام 1995 من 24800 هكتار الى 48 ألف هكتار في العام الماضي في حين بقيت المساحة المزروعة بالمشمش والكرز والاجاص والدراق والخوخ مستقرة.
وسلطت الدراسة الضوء على واقع تجارة الفواكه في العالم حيث بدا واضحاً أن الصين من أكثر دول العالم إنتاجاً للفواكه وفي حين إنتاج أوروبا لا يستهان به إلا أن هذه القارة تعتبر من المستوردين الرئيسيين خاصة في فترات عدم وجود إنتاج محلي واتضح أن الصين المنتج الرئىسي العالمي للتفاح والدراق والخوخ والاجاص .
بينما تعتبر أوروبا المنتج العالمي للكرز والمشمش ونظراً لأهمية السوق الأوروبية في تصريف منتج الفواكه المحلي فبينت الدراسة أن الدول الأوروبية الرئيسية المستهلكة هي ذاتها الرئيسية المنتجة .
فبالنسبة للتفاح والمشمش هي ايطاليا وفرنسا وكذلك الحال فهي من المستهلكين الرئيسيين لهذين النوعين كما أن اسبانيا هي منتج ومستهلك رئيسي للمشمش وتعتبر النمسا واسبانيا وفرنسا هي أهم الدول المستوردة .
أما أهم الدول المستوردة للاجاص والخوخ فهي بلجيكا وهولندا وفرنسا وايطاليا واسبنانيا وتعتبر ايطاليا واسبانيا وفرنسا واليونان أهم الدول المنتجة والمستوردة للدراق على السواء.
ويهيمن على سوق الفواكه في الدول الأوروبية خمس شركات كبرى وترتبط بالعديد من الاتفاقيات متوسطة الأمد مع الدول المتوسطية المصدرة للفواكه وهذه الشركات تعد وسيلة لضمان ملاءمة المنتج القادم الى السوق الأوروبية للمعايير المطلوبة خلال الفترة غير الإنتاجية في الاتحاد الأوروبي والتأكد من أن السعر والكمية المستوردة لن يتسببا بفرض التعرفة المانعة التي يمكن أن توجد في الاتحاد الأوروبي في حالات معينة.
تراجعت الصادرات السورية من الفواكه ما بين عامي 1995 و2004 وبلغت نسبة التراجع 15,3% وانعكس ذلك على نسبة مساهمة الفواكه في الصادرات الزراعية إذ تراجعت النسبة من 13,9% ففي الفترة 1995-1997 الى 6% في الفترة 2002-2004 وبلغت قيمتها العظمى في عام 1999 حوالى 20% بينما شكلت عام 2004 حوالى 3,5% بقيمة 1,8 مليار ليرة سورية.
يذكر أن الدول المستوردة للفواكه المحلية سابقاً هي السعودية والأردن ولبنان والإمارات العربية ومصر,أما في السنوات الأخيرة فأضحت مصر ولبنان اللتان كانتا تحتكران جميع صادرات سورية من التفاح في عام 2000 لاتستورد إلا القليل بل تحولت لبنان الى مستورد ثانوي من سورية.
لا يزال قطاع الفواكه في سورية يعاني من مشكلة تسويق وبيع الفوائض,ويمكن لهذه المشكلة أن تكون أكثر جدية كون الفواكه الطازجة غير قابلة للتخزين لأكثر من بضعة أشهر ولأن فائضاً قليلاً في السوق خلال بعض الأسابيع يمكن أن يكون له تأثيرات سريعة على الأسعار خلال الموسم التسويقي بأكلمه.
كانت السياسات السابقة تركز على زيادة الإنتاج بغض النظر عن البحث عن استراتيجيات تصديرية أفضل,حيث يعاني نظام التوزيع التقليدي للفواكه من نقص في غرف التبريد المناسبة وأماكن التخزين والعربات المبردة وكذلك من مواد التعبئة والتغليف غير الشحنات المصدرة في الدول المستوردة.
لذلك يجب أن تشمل الخدمات المدعومة حكومياً قطاع النقل أسوة ببقية الخدمات الأخرى,كما يمكن بالمقابل تأسيس معامل تصنيع الفواكه ضمن سورية مما سينقص الحاجة الى التخلص من الفوائض عن طريق التصدير وسيشكل ذلك حلاً قابلاً للاعتماد عليه الى حد كبير,هذا البديل يمكن أن يحل أيضاً ولو بشكل جزئي مشكلة بعض الأصناف المحلية التي يتم إنتاجها بشكل واسع ولكنها غير مرغوبة في الأسواق الأجنبية.
إحدى العقبات الأخرى في غياب نظام التأمين الزراعي رغم كون الفواكه ولا سيما الفواكه الست التي تم اختيارها في هذا الملخص حساسة كثيراً وقابلة للتلف بشكل كبير.
فوزي المعلوف
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد