بدء فعاليات المؤتمر الدولي الأول للعلاقات العامة بدمشق

الإعلام والعلاقات العامة من أبرز العلوم الإنسانية المستجدة مرونة وتطوراً تتغير مع حاجات الإنسان وقد شهدت بالآونة الأخيرة تطوراً ملحوظاً في المنطقة العربية نتيجة اهتمام الحكومات والمؤسسات والشركات بها لما لهذه المهنة من تأثير واسع النطاق في الرأي العام. 
 دمشق كانت السباقة لاحتضان المؤتمر الدولي الأول للعلاقات العامة تحت شعار العلاقات العامة في عالم متغير الذي جاء بمنزلة فرصة متميزة لبحث آفاق العلاقات العامة بجميع نواحيها ليؤكد أنها فن رفيع يضم بين طياته معارف عدة. تمحورت نقاشات المؤتمر حول موضوعات أساسية كنمو قطاع العلاقات العامة في الدول العربية والاهتمام المتزايد من قبل الحكومات والمؤسسات والشركات بالعلاقات العامة والوعي لدورها كأداة للتغيير مع تأكيد أهمية دور العلاقات العامة وتفعيله في إبراز الصورة الذهبية وتحقيق السمعة للمؤسسات والمنظمات.
النائب الاقتصادي لرئيس مجلس الوزارء عبد الله الدردري قال في كلمته خلال الافتتاح إن العلاقات العامة باتت مجالاً نعيش به وفيه في عالم متغير لافتاً إلى أن الحكومات باتت تدرك حقيقة أنها لم تعد تستطيع السيطرة على ما يسمعه ويراه الجمهور العربي لوجود قنوات للاتصال ووسائل الإعلام المختلفة، وقال الدردري: إن مهمة السيطرة على الرأي العام لم تعد سهلة وإن الحكومات العربية وخاصة في سورية تمر بمرحلة تغير مهمة ولاسيما في المجال الاقتصادي وتحتاج إلى علاقات عامة مبنية على الثقة وتحتاج إلى الشفافية ويجب علينا أن نعمل على تعزيزها وترسيخها كما أنه علينا أن نفهم أن هناك مضموناً جديداً لاقتصاد جديد يحتاج إلى رسائل جديدة وبأسلوب جديد. وأشار الدردري في السياق ذاته إلى مدى الحاجة للعلاقات العامة معتبراً أن وسائل الاتصال الجماهيري ليس الرسائل نفسها التي كانت تستخدم في مراحل سابقة كان للحكومة فيها دور مختلف، موضحاً أن الرسائل الاتصالية يجب أن تجمع المهارة في الإدارة والتواصل، مؤكداً أهمية الشفافية ومشيراً لأهمية العلاقات العامة في التعامل مع الرأي العام لافتاً إلى أهميتها للحكومة وخاصة أن العالم يعيش مرحلة الاقتصاد العولمي.
وأكد الدردري أهمية ودور العلاقات العامة في إيصال الصورة الحقيقية عن سورية لتوضيح أهميتها للعالم معتبراً أن ذلك واجب وطني مشيراً إلى دور الإعلام العالمي في نقل صور غير حقيقية عن سورية ومن هنا أكد الدردري أهمية المؤتمر الدولي الأول للعلاقات العامة ودوره في بناء ثقافة العلاقات العامة وبناء الثقة وتعزيزها وتطويرها. رئيس الجمعية السورية للعلاقات العامة د. نزار ميهوب قال: إن التواصل والتفاهم أصبحا مفردات أساسية في مجال العلاقات العامة مشيراً إلى أن المؤتمر هو نتيجة لجهود بدأت سورية وانتهت عربية.
وأضاف ميهوب إن المؤتمر تدارس القضايا العامة وتبادل الخبرات في العلاقات العامة في المنطقة العربية وجاء ليعكس اهتمام الحكومات به لما له من دور على جميع الأصعدة الاقتصادية والإعلامية والسياسية والاجتماعية الثقافية. بدوره مدير مركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير د. عبد العزيز الحر بين أن المؤتمر يشكل نقطة انطلاق لبناء مهنة العلاقات العامة على أسس علمية ومهنية وشدد على أن العلاقات العامة لا بد لها أن تستند إلى الشفافية والمهنية والموضوعية وتعزيز العلاقة مع الجمهور. الرئيس المنتخب لمعهد العلاقات العامة كيفين تايلور ركز على أهمية العلاقات العامة وخصوصاً في ظل التطور التكنولوجي الكبير الذي جعل العالم قرية صغيرة مشيراً إلى الدور الكبير الذي تلعبه الجمعية السورية للعلاقات العامة في هذا المجال. مديرة وكالة بريميسيا للعلاقات العامة في كرواتيا كريستينا لاكو وقائدة فريق المدربين بين سورية وقطر للعلاقات العامة سوولستنهوم تحدثتا عن تجارب بلدانهما في هذا المجال مؤكدتين ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق والحوار بين الدول من أجل تطوير مفهوم العلاقات العامة ودوره الكبير والمحوري في جميع مجالات الحياة.
وقُدمَتْ ورقات عمل بحثية متخصصة في مجالي العلاقات العامة والإعلام تحدثت فيها رئيسة الجمعية الدولية للعلاقات العامة (لولا زقلمة) حول أهمية العلاقات العامة في العالم العربي ودورها في الإدارة الناجحة وأشارت إلى دور العلاقات العامة في الربط بين الشركات والحكومات باعتبارها الوسيلة الوحيدة التي تخاطب العقل والوجدان معاً لتصل الرسالة إلى الكيان الإنساني متكاملة.
وأضافت: إن رسائل العلاقات العامة يجب أن تحمل بالضرورة المصداقية والشفافية للحفاظ على السمعة التي هي أهم ما يملكه الإنسان لهذا أصبحت اللغة العالمية التي من خلالها تبنى الثقة. وفي مجال العلاقات العامة والإعلام قدم الدكتور عبد العزيز الحر ورقة عمل بعنوان (العلاقة بين مهنية التغطية الإعلامية لقناة الجزيرة ومهنيتها) أكد فيها أنه في الإعلام تتساوى كل الألوان. بينما تحدث د. نبيل اللو في ورقته عن دور الثقافة والفن في تعزيز السمعة فيما قدم رياض نوفل مدير المراسم في رئاسة مجلس الوزراء ورقة عمل بعنوان «الدبلوماسية والعلاقات العامة» تحدث فيه عن الدور الكبير الذي تلعبه العلاقات العامة في تقريب وجهات النظر بين الدول. ومن الجدير ذكره أن المؤتمر نظمته الجمعية السورية للعلاقات العامة برعاية رئيس مجلس الوزراء وبالتعاون مع مركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير ومعهد العلاقات العامة الدولي Cipr والأكاديمية السورية الدولية للتدريب والتطوير في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق أمس ويستمر يومين.

هناء غانم

المصدر: الوطن السورية