المعلم لدي ميستورا: محادثات بعد الانتخابات

12-04-2016

المعلم لدي ميستورا: محادثات بعد الانتخابات

جددت دمشق موافقتها على البدء بمحادثات، لم تحدد شكلها، مع «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة في جولة جنيف المقبلة، ولكن بعد انتهاء التصويت على الانتخابات البرلمانية السورية غداً.
وابلغ وزير الخارجية السوري وليد المعلم المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، في دمشق أمس، أن الوفد الحكومي السوري مستعد للمشاركة في محادثات جنيف بدءا من 15 نيسان الحالي، وذلك بعد يوم من وصوله إلى جنيف.
وأكد المعلم «التزام دمشق بالحل السياسي للأزمة، والالتزام بحوار سوري وقيادة سورية، من دون شروط مسبقة، وجاهزية الوفد السوري للمحادثات اعتبارا من 15 نيسان الحالي، بسبب الانتخابات البرلمانية المرتقبة».جنود سوريون في بلدة خان طومان في ريف حلب أمس (ا ف ب)
ولم يشر الخبر الرسمي، الذي نقلته وكالة الأنباء السورية ـ «سانا» عن الخارجية، لاستعداد رسمي معلن لـ«محادثات مباشرة»، حيث اكتفت الوكالة بالتركيز على ضرورة أن يكون «الحوار سورياً، وبقيادة سورية ومن دون شروط مسبقة».
وكان سبق لرئيس الوفد السوري المفاوض مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن قال، في لقاء صحافي، إن الحوار المباشر مع المعارضة مرهون بتوحدها في وفد واحد، وهو ما لم يحصل بعد.
إلا أن هذا لن ينفي إمكانية حصول لقاء مباشر، ولاسيما تحت ضغط الراعيين الرئيسيين، روسيا وأميركا، ولا سيما أن ممثلين عن «الهيئة العليا للمفاوضات»، كما عن معارضة الداخل أعلنوا في اليومين الماضيين استعدادهم للقاءات مباشرة، كما لم يعارض ممثلو منصة موسكو أو الأكراد هذا الأمر.
ويعتقد أن أية جلسات مباشرة، في حال حصلت، ستخصص لفكرة إيجاد هيئة مشتركة لبحث الدستور المستقبلي لسوريا، والذي ستستند إليه التسوية السياسية.
وأكد المعلم ثقة الشعب السوري «بحقه في تقرير مستقبله وحتمية انتصاره على داعش وجبهة النصرة، وغيرهما من الجماعات الإرهابية التي تواصل خرقها لوقف الأعمال القتالية».
وفيما بدا وكأنه تحذير من إمكانية انهيار الهدنة، أشار المعلم إلى اعتقاده بوجود «توجيهات من داعميهم (الجماعات الإرهابية) في تركيا والسعودية وغيرهما، بهدف إفشال الحوار السوري في جنيف، وذلك بعد الانتصارات المتتالية التي يحققها الجيش السوري في الميدان، وآخرها تحرير مدينتي تدمر التاريخية والقريتين».
بدوره، أقر دي ميستورا بكون اتفاق الهدنة «هشاً، إن كان مستمرا»، منوها بأنه ناقش مع دمشق «سبل حمايته»، موضحاً أن الأمم المتحدة «ترغب في التحقق من الحفاظ على استمراريته، حتى مع وجود حوادث ينبغي احتواؤها».
وشدد المعلم، في السياق ذاته، على «متابعة الحكومة السورية جهودها في مكافحة الإرهاب، وحماية مواطنيها، وإيصال المساعدات إلى من يحتاجها وتخفيف معاناتهم التي زادها الإرهاب ومن يدعمه والعقوبات الظالمة المفروضة ضد الشعب السوري ومؤسساته».
وخلال اليومين الماضيين، ارتفعت مستويات الخروقات، ولا سيما في ريفي اللاذقية وحلب والغوطة، وسقطت قذائف هاون شرقي دمشق، كما حصلت خروقات في درعا مع فصائل معارضة مشمولة بالهدنة، وهو ما ترافق مع تسجيل تنظيم «داعش» تقدماً في محاور مهمة شمالي حلب، وجنوب دمشق أيضاً.
وعرض دي ميستورا «الأفكار والجهود المبذولة لإنجاح المحادثات حول الأزمة في سوريا المقرر استئنافها خلال أيام في جنيف، وخطة عمل هذه الجولة»، كما شرح أسباب الجولة التي يقوم بها في المنطقة لإجراء مشاورات بهذا الشأن.
وقال، بعد الاجتماع، «أنهيت محادثاتي مع الوزير المعلم وفريقه، وكان الهدف مناقشة التحضيرات لمحادثات جنيف التي نخطط لعقدها في 13 نيسان الحالي عقب عودتي من هذه الجولة الإقليمية».
وأضاف «ناقشنا أيضا مسألة الدخول الإنساني وزيادته إلى كل المناطق المحاصرة ولكل السوريين. وبذلك الخصوص لاحظنا كيف كان الإلقاء الجوي الناجح للمساعدات في دير الزور واعداً وذا معنى، وذلك من قبل برنامج الغذاء العالمي، وكانت هذه مبادرة للمجتمع الدولي، حيث دعمت جميع البلدان الوصول إلى المناطق المحاصرة، لإظهار حرصنا على الوصول إلى كل مكان أينما كان عبر الوسائل المعقدة، كإلقاء المساعدات جوا». وأشار إلى أن 100 ألف مواطن سوري يعانون في دير الزور من الحصار.
وعن مشاركة الأكراد السوريين في مباحثات جنيف، قال دي ميستورا إن «الأكراد موجودون في العديد من الوفود».

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...