المعلم: دمشق لا تضحي بمصالحها لإنجاح القمة العربية

10-01-2008

المعلم: دمشق لا تضحي بمصالحها لإنجاح القمة العربية

قال وزير الخارجية وليد المعلم ان الخطة العربية لحل الأزمة اللبنانية تشبه «خريطة الطريق» التي أسفرت عنها الجهود السورية - الفرنسية خلال ستة أسابيع من الاتصالات اليومية المكثفة.

وأكد المعلم ان نجاح القمة العربية «هدف عربي عام وليس هناك رابط بين توصل الوزراء العرب الخمسة الى خطة عربية لحل أزمة لبنان والرغبة في إنجاح القمة»، مشيراً الى ان سورية «لا تضحي بمصالحها ومواقفها من أجل نجاح القمة»، مذكراً بأن الرئيس بشار الأسد «شارك في القمة العربية في الرياض مع ان العلاقات بين دمشق والرياض لم تكن على ما يرام».

 وكان المعلم يتحدث خلال لقاء مع السفراء الغربيين المعتمدين في دمشق. ونقل مصدر في وزارة الخارجية عن المعلم قوله ان الخطة العربية عبارة عن خريطة طريق مقاربة لخريطة الطريق التي تم التوصل اليها بين سورية وفرنسا.

وزاد: «هنــاك حاجــة كي يتحرك الأطراف الذين لهم أصدقاء في لبنان لدعم مهمة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وتحرك سوريــــة لـــدى أصدقائهــــا لا يكفي، فهناك حاجة ماسة كي تمارس دول عربية مثل السعودية دوراً في هذا المجال لما لها من صداقات وتأثير على أطراف لبنانية»، لافتا الى «انها وعدت بذلك».

 وقال رداً على سؤال ان «الضغط على طرف من دون آخر، يؤدي الى حل غير متوازن وغير مقبول ليس في مصلحة لبنان واستقراره»، مشيراً الى ان خيار انتخاب الرئيس بالنصف زائداً واحداً «لا يخدم مصلحة لبنان وأمنه».

وأشار الى ان مهمة موسى تحظى بدعم كامل من دمشق وانه يستطيع الإفادة من الدعم العربي، خصوصاً من الوزراء الخمسة (قطر، السعودية، عمان، مصر، سورية) في تنفيذ خطته الى حين تقديم تقرير الى الجامعة العربية في 27 الجاري.

ونقلت مصادر ديبلوماسية غربية عن المعلم قوله انه كان «يجب ان تصدر الخطة السورية - الفرنسية في بيان يتبعه العمل على ان يوافق عليها الطرفان في لبنان»، مشيرة الى ان «المشكلة لا تزال تتعلق بتوزيع الحقائب الوزارية بين الأكثرية والمعارضة وكيفية حساب حصة رئيس الجمهورية».

وكان المعلم التقى أمس، وفداً برلمانياً فرنسياً برئاسة رئيس لجنة الصداقة السورية - الفرنسية جيرار بابت. ونقل مصدر في الخارجية  عن بابت قوله: «لدينا الرغبة في استئناف العلاقات الثنائية وتعميقها». وتابع المصدر ان المعلم عرض لبابت الأوضاع في الشرق الأوسط، مشيراً الى ان المنطقة «تعاني من التفرد الأميركي، وتفاءلنا بمقدمات عودة الدور الفرنسي في الوقت الحاضر»، وأكد ان عودة الدور الفرنسي «تحتاج الى صبر وليس الى تسرع»، مشيراً الى ان سورية «تريد الدور الطليعي لفرنسا ضمن الاتحاد الأوروبي، لإعادة التوازن الى المنطقة وإخراجها من التفرد الأميركي».

وقال المعلم ان الاتصالات بينه وبين الأمين العام للرئاسة الفرنسية جان كلود غيان «استمرت ستة أسابيع وفي شكل يومي ومكثف، لكن فوجئنا بإعلان الرئيس نيكولا ساركوزي (في القاهرة في 30 الشهر الماضي) انه يقطع الاتصالات مع سورية عندما كانت وصلت الى منعطف حاسم ومهم».

وذكر المعلم بـ «الإنجازات» التي حققتها الجهود السورية - الفرنسية ومن بينها تأمين «انتقال سلمي» من ولاية الرئيس اميل لحود الى ولاية أخرى من دون تشكيل حكومة ثانية أو مشاكل أمنية مع هدوء على الأرض ووصول الأكثرية والمعارضة الى «مرشح توافقي» هو العماد ميشال سليمان مع بقاء الخلاف حول «حصة كل فريق في الحكومة».

 وعن مستقبل العلاقات بين دمشق وباريس، قال المعلم انها «قرار الطرفين»، لافتاً الى ان العلاقات الاقتصادية «تراجعت بعض الشيء» بسبب سياسة إدارة الرئيس جاك شيراك مع بقاء وجود «آفاق واسعة لتطويرها في المستقبل». وقال: «اذا أرادت فرنسا لعب دور في قضايا العراق ولبنان وفلسطين، فإنها لا تستطيع إهمال الدور السوري، فضلاً عن ان سورية ترحب بهذا الدور».

الى ذلك، أكد وزير الإعلام السوري محسن بلال أن «سورية شاركت في صوغ البيان الصادر عن وزراء الخارجية العرب في شأن لبنان»، وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس، أن «من الطبيعي أن تقوم سورية بمساعدة لبنان وتبذل كل جهدها من أجل مساعدته، فالعرب متفقون على رئيس للبنان وعلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وعلى قانون انتخاب عادل».

لكن بلال أكد في المقابل: «ليكن واضحاً أن حل الازمة اللبنانية مرهون باللبنانيين أنفسهم، ولا أحد يحل مكانهم».

ووصف بلال البيان الصادر عن وزراء الخـــارجية العـــرب بأنه «خطة عمل عربية ليخرج لبنان من محنته واحداً صحيحاً ومعافىً».

إبراهيم حميدي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...