المعطيات المناخية في العالم وسورية لعام 2007
للمعطيات المناخية أهمية بالغة في حياة الإنسان فمنذ منتصف القرن العشرين في الستينيات والسبعينيات ازداد الإلحاح على دراسة المناخ والمعطيات المناخية لعلاقتها الوطيدة بالحياة البشرية.
خاصة من خلال أزمة المخزون الغذائي في العالم وعدم كفايته بسبب النمو السكاني المتزايد والملحوظ والذي أخذ يفرز معاناة كبيرة وعامة نتيجة الجفاف ومشاكل بيئية أخرى كل هذا استوجب التحفيز للاهتمام بالمعطيات المناخية ودراستها حيث توصلت الاهتمامات في هذا المجال مع نهاية القرن العشرين الى الاعتراف من قبل الهيئات الدولية بالتغيرات المناخية كمؤتمر الأرض في ريودي جانيرو بأن المناخ يعتبر مورداً بيئياً يستدعي الاهتمام الخاص به واعتبر هذا الاعتراف الدولي وثيقة عمل دائمة حتى القرن الواحد والعشرين وخاصة من خلال الإدراك المتزايد والفهم المتنامي للجنس البشري لمجمل الأفعال التي يقوم بها والتي يمكن أن تسبب التغيير في المناخ.
فلا يكاد يخلو أي نشاط إنساني على سطح الكرة الأرضية سواء كان اجتماعياً أو اقتصادياً أو زراعياً أو صناعياً أو تجارياً أو تخطيطياً أو بيئياً وحتى صحياً من ضرورة لاستخدام معطيات المعلومات المناخية لكل منطقة بهدف الوصول إلى أفضل مستوى من الأداء في كل مجال من هذه المجالات على حده فكما أن له تأثيرات إيجابية له تأثيراته السلبية المفجعة أحياناً كما في سيادة المناخ الجاف.
فالجفاف جزء طبيعي لكل مناخ من مناخات كوكبنا إلا أن تأثيراته البيئية العديدة في الآونة الأخيرة أخذت تقلق البشرية جمعاء وأصبحت تشغل حيزاً كبيراً من اهتمامات العلماء خصوصاً مع التزايد المطرد للنمو السكاني والمرتبط بموضوع الأمن الغذائي ويمكن القول في هذا المجال إن هذا القلق أصبحنا نلمسه في مناطقنا وبدأنا نشعر بتأثيراته ولو كانت على نطاق ضيق وكبدايات فالتقنين المائي لمياه الشرب والذي استمر الى شهور كانت تعتبر من الشهور التي تتوفر فيها المياه بغزارة لانستطيع معها حبس هذه المياه والاحتفاظ بها هو من المؤشرات إضافة إلى أن الانتاج الزراعي بدأ يتأثر بشكل ملحوظ فبعض المواسم أعدمت بسبب تعفن البذور التي لم يأتها موسم الأمطار اللازم لإنباتها الى غير ذلك من التأثيرات الأخرى التي ستظهر جلية في الأيام والأشهر القادمة نتيجة هذا الجفاف الذي ألم بمنطقتنا شتاء هذا العام فما هو الجفاف ومتى نستطيع أن نسمي الموسم جافاً وهل للجفاف أنواع ونسب وأين نحن من هذا الجفاف هذا العام؟
بهذه التساؤلات توجهنا الى الدكتور سرور الهزيم مدير معهد الرصد الجوي في المديرية العامة للأرصاد الجوية.
. ماهو الجفاف ومتى نستطيع اعتبار الموسم جافاً؟
يجيب الدكتور سرور الهزيم قائلاً:
.. لابد من التمييز هنا بين الجفاف والقحولة والتصحر فالقحولة سمة مناخية دائمة أما الجفاف بشكل عام فهو ظاهرة عابرة وطبيعية تحدث لفترة قصيرة تمتد لأشهر أو سنوات نسبياً وينتج بسبب قلة الهطول وتأثيره على المياه الجوفية والزراعة وتدفق الأنهار وتوفير الماء اللازم للاستهلاك البشري وغيره ويمكن القول إن الهطولات المطرية اللازمة لنشاط معين مثل نمو المحاصيل الزراعية وتوفير مياه الري والمحافظة على مستوى المياه خلف السدود يعتبر معياراً أساسياً لدرجة الجفاف وبذلك تظهر عدة أنواع للجفاف بحسب تأثيراتها المحتملة على البيئة والاقتصاد والمجتمع وهي أربعة: الجفاف الجوي والزراعي والمائي والاقتصادي الاجتماعي.
. ماهي العوامل المساهمة في عملية حدوث الجفاف؟
.. من أهم العوامل المساهمة في عملية الجفاف هو قلة الهطولات أو الهطولات في الأوقات غير المناسبة كما أن هناك علاقة ارتباط بأنماط الحركة العامة للجو والتي لها علاقة بظاهرة الأطلسي الشمالي وظاهرة النينو الجنوبية أيضاً لامتداد المرتفع السيبيري وتغلغل المرتفع الآزوري لمنطقة المتوسط والتدني في شدة وتكرارية نظم الجبهات من قبل الأطلسي كما تجب الإشارة أيضاً الى تغلغل المنخفض السوداني الذي يحدث نوعاً من الجفاف الصيفي وقد أشارت الدراسات إلى أن ظاهرة الأطلسي الشمالي لها تأثير مباشر على منطقتنا وتتمثل بحالتين موجبة وسالبة وعندما يكون المؤشر لهذه الظاهرة سالباً فإن هذا يؤدي الى تدفق أعظمي لجريان نهر الفرات من هنا لابد من إيلاء هذه الظاهرة دراسة أكثر كما يمكن القول إن حدوث الجفاف في منطقتنا مرتبط بصورة إجمالية بظاهرتي الأطلسي الشمالي والنينو الجنوبية أما على نطاق أصغر فإن سيطرة عدم حركة الهواء أو استقراره نتيجة لشدة التسخين والضغط المرتفع الذي شهدناه في الفترة السابقة شتاء هذا العام حيث سيطر على المنطقة خلال 66 يوماً متواصلاً انحباس مطري تزامن مع موسم زراعة المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والشعير وغيره.
. ماهو الملاحظ على منطقتنا في شتاء هذا العام؟
.. يجيب الدكتور الهزيم بقوله: نلاحظ أن فترة الجفاف لم تكن عامة في كل المناطق وليست بذات النسب على مر الشهور في هذا الفصل كما أن كميات الهطول كانت أقل من المعدل في أغلب المناطق السورية حوالي 50% وهذا يعتبر مؤشراً من مؤشرات الجفاف الزراعي ولابد من الإشارة هنا الى أن مجموع الهطولات المطرية لهذا العام قد اتصفت بعدم توزعها المناسب لتلك المحاصيل وبالتالي فيمكن اعتبار هذا العام ضمن الجفاف المتوسط وقد يصبح شديد الجفاف في حال لم تأت الأيام القادمة بهطولات تتناسب مع أطوار نمو المحاصيل الزراعية.
. هل يمكن التنبؤ عن الجفاف؟
.. إن الجفاف ظاهرة مناخية طبيعية متكررة لكنها غير دورية وان التنبؤ بحدوثها أو شدتها مرتبط بعوامل كونية متعلقة بمناخ الغلاف الجوي للأرض بمجملها لذا يصعب التكهن بحدوثه لعدم كفاية المعلومات المتوافرة لإجراء عملية التنبؤ، ولكن على صعيد آخر هناك بعض المراكز البحثية الدولية التي تهتم بحركة مسارات وتأثيرات النينو فهناك المركز البريطاني الذي يهتم بالتنبؤات الفصلية والسنوية لكل عام وقد أشارت بعض المعلومات التي صدرت عنها بداية عام 2007 إلى أن عام 2007 قد يكون أشد حرارة وجفافاً من عام 1998 الذي توج القرن العشرين بأعلى درجة حرارة على مدى الزمن في الكرة الأرضية.
. ماهو تأثير الجفاف بشكل عام؟
.. يجيبنا مدير الرصد الجوي بقوله
تأثيرات الجفاف لاتعد ولاتحصى سواء على الاقتصاد أو المجتمع أو البيئة أو السياحة ففيها ضياع وتراجع في نمو الاقتصاد الوطني وخسائر في جودة المحاصيل وتدني في الانتاج الغذائي وزيادة في أسعار المواد الغذائية وانتشار أمراض النباتات والحيوان والانسان والآفات الحشرية وفقدان للثروة السمكية وتراجع في قوة المحطات الكهرمائية ويتبع ذلك اتساع مجال الحرائق ومن ثم البطالة بسبب تراجع الانتاج وتراجع في مجال الاستجمام والسياحة والقلق الفكري والاجتماعي والفيزيولوجي إضافة الى الخلافات بين مستخدمي المياه وعدم رضى الشعوب عن حكوماتها في حال عدم ايجاد الحلول المناسبة وخلافات سياسية كبيرة بين الدول على اقتسام المياه وربما يتم الوصول في النهاية بأهالي المنطقة الى النزوح الى أماكن تتوفر فيها المياه بشكل أفضل.. ومن هذا المنطلق يجب التفكير إزاء ذلك كله بضرورة التخطيط لمواجهة الجفاف الذي يعتبر من الظواهر المركبة التي يظهر تأثيرها على البشرية بشكل أقوى من تأثيرات أية ظواهر طبيعية أخرى كالفيضانات والأعاصير فثمن الجفاف باهظ وقد لاتظهر آثاره وانعكاساته مباشرة ويدفع الثمن على أقساط فعلى سبيل المثال لا الحصر :ان الولايات المتحدة الأمريكية تدفع من 1 ـ 8 بلايين دولار سنوياً بسبب الخسائر الناجمة عن الجفاف وهذا بالطبع ينعكس بدوره على الزراعة والمواصلات والغابات وقطاع الطاقة والسياحة بالإضافة الى التأثيرات البيئية والاجتماعية ومن الصعب تقدير تكاليف دقيقة لهذه التأثيرات... والمجتمعات المتطورة يمكن أن تعاني من تأثير الجفاف بسبب زيادة متطلبات الحياة فعلى سبيل المثال تزايد السكان وتنقلهم يؤدي الى زيادة الضغط على المياه ومصادرها أي سكان أكثر يعني احتياجاً مائياً أكثر وبالرغم من ذلك كله فان التخطيط الصحيح لمواجهة الجفاف يقلل من أهميته ويحد من خطورته وذلك من خلال انشاء إدارة تعنى بالظواهر الطبيعية الخطرة تكون لها دراساتها وحلولها وميزانياتها فالتخطيط يعطي صانعي القرار فرصة للتخفيف من المعاناة بتكاليف أقل.
- ان مراقبة ودراسة ظاهرة الجفاف باستمرار أمر هام جداً وخاصة في تلك المناطق الجافة وشبه الجافة التي تعاني من هذه الظاهرة وذلك بغية رسم الخطط السنوية أو أكثر من السنوية على جميع الأنشطة الحياتية سواء كانت زراعية مائية اجتماعية وغيرها ومن أجل ذلك يجب علينا وضع المؤشرات المناسبة لهذه الظاهرة لكي نستطيع الحكم على شدتها التي يمكن أن تمتد الى شهور أو فصول أو أعوام ومن خلال هذه المؤشرات يمكن معرفة تكرارية واحتمالية حدوث هذه الظواهر مرات ومرات ومن ضمن هذه المؤشرات مانحصل عليه من خلال نسبة انحراف الهطولات عن المعدل ومنها مايعتمد على عملية ربط العناصر الجوية ببعضها كالحرارة العظمى مع النقص في الإشعاع وعلاقة الأمطار بالتبخر أو ربط الاشعاع بالتبخر والذي يعتمد في التقسيمات البيومناخية العالمية ..أيضاً منها مؤشر الهطول النظامي الذي يعتمد فقط على كميات الهطول على الواقع كما أن هناك مؤشراً يربط عدة عناصر جوية ببعضها البعض كالحرارة والسطوع الشمسي والهطول، الرطوبة النسبية، وعلى سبيل المثال وخلال فترة زمنية تراوحت مابين 30 عاماً الى خمسين مضت، أعطانا هذا المؤشر في موقع درعا أن نسبة انحراف الأمطار عن معدلها كانت بمقدار 50% وأحيانا أقل وصل الى 37% أي أن معايير المؤشر تعني جفافاً شديداً الى متوسط الشدة وخلال حوالي 10 سنوات شكلت هذه الحالة 4 سنوات منها.. أما الحسكة فكان الانحراف فيها 39% ودير الزور 31% والسويداء 36% وتدمر انحراف أمطارها 33% وكذلك حلب 25% والرقة 37% وازرع 28% وخرابو 31%.
دراسة عن التبدلات المطرية ومؤشرات الجفاف : 1960 ـ 2005 : من خلال الدراسة المناخية التي قام بها الدكتور سرور الهزيم عن التبدلات المطرية ومؤشرات الجفاف في القطر العربي السوري على مدار 40 عاماً الماضية تبين من خلال هذه الدراسة انحداراً في الهطولات المطرية لجميع الأحواض السبعة وهي حوض البادية والعاصي والفرات والساحل واليرموك وأخيراً دمشق وحوض حلب.
وتميز هذا الانحدار بالنسبة لحوض دمشق أنه الأكثر انحداراً نسبة الى الأحواض الأخرى كما تبين أن هناك انحدارح بالنسبة للهطولات المطرية لكل أنحاء القطر وقد قورنت هذه الدراسة مع خارطة مناخية عالمية اعتمدت على مئة عام سبقت بدراسة اتجاه الخط العام للهطولات المطرية فتبين أن هناك نسبة انحدار 25% بالنسبة للقطر العربي السوري.
وأما بالنسبة لمعايير الجفاف فقد استخدم الدكتور هزيم في دراسته هذه ولأول مرة مؤشر الجفاف النظامي والذي يعتمد فقط على كميات الهطول المطرية وعلى دالة إحصائية فقط.. ومن ميزات هذا المؤشر سهولة هذا الحساب ويمكن احتساب أية فترة زمنية سواء شهر أو عدة أشهر أو سنة أو أكثر بالمؤشر ذاته.
أنواع الجفاف وآلياته: الجفاف الجوي: يحدث من جراء انعدام أو شذوذ بكميات الهطول المتوقعة ولأقل من المعدل لفترة ممتدة من الزمن فوق منطقة واسعة.
ويمكن أن نحكم على مؤشرات هذا النوع من خلال المعدل السنوي للهطولات ومتوسط درجة حرارة الهواء فعندما يكون المعدل السنوي أقل بـ 50% لسنتين متتاليتين ولمساحة 50% من تلك المنطقة وبدرجة حرارة أعلى من معدلها بـ 3 ـ 4 درجات مئوية فيكون هناك جفاف شديد جداً... أما عندما تكون الهطولات بمعدل 70 ـ 80% والحرارة أعلى من معدلها بحدود 1 الى 1.5 درجة فيمكن اعتباره جفافاً متوسط الشدة ويمكن أن نحكم على هذا النوع من الجفاف أيضاً تبعاً لدرجة الحرارة العظمى والعجز في ضغط بخار الماء.
الجفاف الاجتماعي الاقتصادي : هذا النوع من الجفاف مرتبط بشكل مباشر مع عملية العرض والطلب خاصة على البضائع الاقتصادية العالية القيمة:
(المياه، الأعلاف، الحبوب الغذائية، الأسماك، الطاقة الهايدرومائية) والتي ترتبط بتبدل الأحوال والظروف الجوية والمناخية ويحدث الجفاف الاجتماعي الاقتصادي عندما يزداد الطلب على العرض لتلك البضائع الاقتصادية ويظهر هذا النوع من الجفاف جلياً في البلدان النامية ذات التزايد السكاني المطرد حيث يزداد الطلب على العرض وخاصة في المواد الغذائية وغيرها.
الجفاف المائي: هذا النوع من الجفاف مرتبط بشكل قوي مع كمية الهطولات المطرية والتي من ضمنها الثلجية وهي المعنية بسد متطلبات سطح الأرض ومادونه (المياه الجوفية، الجريان السطحي ،مستوى المياه في البحيرات) فكمية الهطولات القصيرة والقليلة تؤدي إلى هبوط في مستويات المياه الجوفية نتيجة تناقص كميات التغذية وازدياد نسبة الاستثمار، ولمواجهة النقص بالموارد المائية الناجم عن الأنواع الأخرى من الجفاف،
ويستنزف جزءاً من المخزون للخزانات المائية الجوفية جفاف بعض الينابيع والآبار وتدهور في نوعية الطبقات المائية العذبة..
هذا النوع من الجفاف يظهر جلياً في التراجع بطاقة المحطات الكهرومائية ومايميز هذا النوع من الجفاف بروز تأثيراته على مدار أكثر من عام .
الجفاف الزراعي: هذا النوع من الجفاف مرتبط بمتغيرات الجفاف الميترولوجي (الجوي) والجفاف المائي ويمكن أن نحكم على هذا النوع من الجفاف من خلال كميات الانتاج.
جفاف شديد جداً: عندما تنخفض كميات الانتاج لأكثر من 50%.
جفاف شديد: انخفاض كميات الانتاج لأكثر من 20%.
جفاف ضعيف: انخفاض كميات الانتاج بمقدار 20%.
أما من حيث آلية التشكل:
عمليات جوية ذات الانتشار الواسع ـ عدم هطول لأمطار ومترافق بارتفاع درجات الحرارة ـ انخفاض بمستوى المياه الجوفية ـ عدم كفاءة العمليات الزراعية في مقاومة ظروف الجفاف ما يؤدي الى تدني في مقاومة النبات وعدم الكفاية في رطوبة التربة وكلاهما يؤدي الى الجفاف.
نسبة الهطولات المطرية لعام 2006 ـ 2007 بالنسبة للمعدل
دمشق 58% ـ القنيطرة 52% ـ سرغايا: 61% ـ النبك: 61% ـ درعا:54% ـ السويداء: 57% ـ حمص: 50% ـ حماه:52% ـ سلمية: 50% ـ الحسكة:56% ـ قامشلي: 52% ـ اللاذقية: 68% ـ مطار الباسل: 63% ـ طرطوس: 63% ـ حلب: 64% ـ تل أبيض: 42% ـ إدلب: 57% ـ جرابلس 60% ـ دير الزور 90% ـ الرقة: 43% ـ البوكمال:94% تدمر: 57%
من خلال هذه المعطيات يتبين أن الوضع في جميع المواقع مازال ينطوي تحت وطأة جفاف شديدة.
ملاحظة: في حال كان مجموع الأمطار أقل بـ 50% من المعدل يعتبر جفافاً شديداً وهكذا.
فاديا شحيبر
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد