المساواة في برلين تبدأ من إشارات المرور

18-06-2014

المساواة في برلين تبدأ من إشارات المرور

قد يتمكن زوار العاصمة الألمانية برلين في القريب العاجل، من رؤية امرأة واثقة من نفسها، على أضواء إشارات عبور المشاة في شوارع المدينة المكتظة.. والهدف من هذا المشروع، تجسيد مظهر من مظاهر المساواة بين المرأة والرجل.
وبالرغم من كونها واحدة من دول العالم المتقدم، لا تزال ألمانيا تسعى إلى تحقيق المساواة بين الجنسين في عدة مجالات، لا سيما على الصعيدين المهني والاجتماعي. فالمرأة الألمانية حظيت ببعض التقدم والتحسن في ظروف العمل الخاصة بها، إلا أنها لا تزال تعاني من عدم المساواة على عدة أصعدة، خاصة أن متوسط أجور النساء أقل من الرجال في البلاد، كما أن الرجل لا يزال يشغل معظم المناصب التنفيذية العليا في الإدارات العامة والخاصة، في وقت تبقى فيه حظوظ المرأة في الترقية ضعيفة مقارنة بزملائها الرجال.
من هذا المنطلق، ارتأى بعض السياسيين والناشطين الألمان في مجال حقوق المرأة تغيير الواقع ابتداءً من الشارع، مطالبين بظهور المرأة «على شاشات الإشارات الضوئية».
وفي هذا الشأن، اقترحت السياسية مارتيناماتيشوك يتسيلسيمن، وهي عضو في «الحزب الديموقراطي الاجتماعي»، إضافة شخصية نسائية على إشارات عبور المشاة، قائلة إن «رجل الإشارة الضوئية للمشاة، الذي يشير إلى الأمان لعبور المشاة للطريق، في حاجة ماسة إلى شريكة، ونحن لا نرغب باستبداله، بل نريد أن نكمّله».
ولرجل إشارة مرور المشاة في شوارع برلين حكاية طويلة. إذ يعود تصميمه إلى العام 1961، حين رسمه خبير المرور الطبيب النفسي كارل بيغلاو على هيئة رجل يعتمر قبعة على الإشارة الضوئية الخاصة لعبور المشاة في ألمانيا الشرقية. وتتناوب هذه الشخصية، واسمها «أمبلمانشان»، على إشارات المرور باللونين الأحمر والأخضر، كما واكبت تاريخ برلين السياسي، بدءاً من الشيوعية وسقوط جدار برلين وإعادة توحيد ألمانيا، وصولاً إلى العهد لجديد، ما جعلها رمزاً من رموز برلين السياحية.
وفي العام 1996، بدأت شخصية رجل إشارات مرور المشاة تروَج كتذكار لزوار المدينة، حتى أنه تم افتتاح مطاعم ومقاه تحمل رمزها. ويمكن لسياح العاصمة الحصول على أشكال وأنواع مختلفة من التذكارات لهذه الشخصية، من قمصان أو حقائب أو مظلات وغيرها من المنتجات التي تحمل صورتها. ومن لم تسنح له الفرصة للقيام بذلك، يمكنه دائماً متابعة نشاط رجل إشارة المرور الألماني عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك».
وفي الوقت الذي تشق فيه «امرأة إشارة المرور» طريقها لتغزو شوارع برلين، لا تخلو الساحة الألمانية من تساؤلات حول مظهرها العام.
وفي هذا السياق، أوضحت يتسيلسيمن أن «امرأة الإشارة الضوئية للمشاة لن تحمل أي مظهر أو نمط أنثوي مبالغ فيه»، مشيرة إلى «أننا لا نريد امرأة بضفائر وتنورة مغرية، بل يجب أن تكون تجسيداً للمرأة العصرية الحديثة والعملية الواثقة من نفسها».
حالياً، يدرس البرلمان الألماني المقترح، في وقت تلقى فيه الفكرة ترحيباً واسعاً من جانب سكان برلين، الذين اعتبروها «فكرة رائعة وتجسيداً لمظاهر المساواة والتكافؤ بين المرأة والرجل».
من هذا المنطلق، أكدت الصحافية الألمانية المتخصصة في الشؤون السياحية، كاترينا دريغر، أن» امرأة الإشارة الضوئية للمشاة هي فكرة لطيفة، لن تزيد من جذب السياح لمدينة برلين، ولكنها من دون شك مبادرة مرحة».


 (عن «دويتشه فيله»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...