المسألة اللبنانية:كوشنير يهددبمجلس الأمن والفيصل يحمل دمشق المسؤولية

15-01-2008

المسألة اللبنانية:كوشنير يهددبمجلس الأمن والفيصل يحمل دمشق المسؤولية

وسط الاجواء «الحربية» التي عكستها مواقف الرئيس الاميركي جورج بوش خلال جولته المستمرة في المنطقة، وتصريحات وزيري الخارجية السعودي والفرنسي في الرياض امس، والتي تستبطن انحيازا واضحا لأحد فريقي النزاع في لبنان، يعود الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى غدا الى بيروت لاستئناف «المهمة الشاقة» التي بدأها الاسبوع الماضي، في محاولة تبدو عسيرة لتسويق المبادرة العربية لاخراج الازمة اللبنانية من عنق الزجاجة القابلة للتفجر، فيما اعلن في روما ليل امس ان موسى ألغى زيارته الى ايطاليا التي كانت مقررة غدا.
وإذ مهّد الامين العام لزيارته الى بيروت امس باتصالات شملت الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة والنائبين ميشال عون وسعد الحريري، بدا موسى حذرا في توقع أي تطور بارز، وقال الليلة الماضية انه سيكمل مساعيه من حيث انتهى في زيارته الاخيرة، مكررا انه حقق تقدما في السابق، وهو سيعد تقريرا لمؤتمر وزراء الخارجية العرب في السابع والعشرين من الجاري، وفي ضوء هذا التقرير سيتقرر ما اذا كانت ثمة ضرورة لمجيء الوزراء العرب الى لبنان.
ويبدو ان الامين العام للجامعة يراهن على تحقيق خطوة الى الامام في زيارته غدا تقوم على جمع عون والحريري، الأمر الذي توقع وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير من الرياض ان يتم اليوم او غدا، يعقبه اجتماع موسع لاقطاب طاولة الحوار. وقد اكد مصدر قيادي في المعارضة ليل امس ان موسى يراهن على هذا الامر.
ولم تنف مصادر الرابية او تؤكد احتمال حصول هذا اللقاء، في حين اشارت مصادر قريطم الى ان الاجتماع كان واردا وان حصوله كان قاب قوسين او ادنى، لكن مواقف العماد عون بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح امس، وجدول الاعمال الذي وضعه، لا تشجع على ذلك، في حين ان الهدف من اللقاء المفترض هو البحث في كيفية تنفيذ المبادرة العربية.
وكان عون قد حمّل الاكثرية مسؤولية تعطيل المبادرة العربية، واعلن انه «ليس في شوق للقاء الحريري، لكن هناك امورا يجب ان تُعالج». واكد ان تفسيره لتشكيلة الحكومة كما ورد في المبادرة العربية هو ان تكون بنسبة 10 + 10 + 10 بحيث لا يكون أي طرف هو المعطل او له الارجحية داخل الحكومة. وقال: نحن أمام فريق يغيّر مواقفه في النهار الواحد عدة مرات، وموقفي الواضح لن يكون الاّ خطياً. نحن مع تعديل الدستور لانتخاب الرئيس مباشرة من الشعب، وانا اؤيد تشكيل حكومة حيادية تكون مهمتها إجراء انتخابات نيابية.
وأعلن عون انه مع الحوار الثنائي «لأنّ توسيع الحوار على شاكلة طاولة الحوار أو طاولة التشاور لم تكن تجربته جيدّة». وشدد على «اننا لن نقبل بالتهويل بعد الآن ولا خوف على لبنان، وأكثر من حرب تموز 2006 لا يمكن أن يحصل علينا».
لكن اللافت للانتباه جاء امس من الرياض التي ودعت الرئيس الفرنسي واستقبلت الرئيس الاميركي، حيث دعا وزير الخارجية السعودية الامير سعود الفيصل سوريا الى «اقناع حلفائها في لبنان بقبول الخطة العربية لحل ازمة الرئاسة»، معربا عن اعتقاده ان المجال ما زال مفتوحا امام نجاح الخطة.
وقال الفيصل في مؤتمر صحافي جمعه ونظيره الفرنسي برنار كوشنير على هامش مراسم وداع ساركوزي في الرياض: «المطلوب ان تقنع سوريا من يستمعون اليها في لبنان بهذا الحل الذي وافقت عليه».
من جهته، قال كوشنير «اننا نؤيد بقوة مبادرة جامعة الدول العربية برغم وجود بعض العقبات المتبقية، ونحن مستعدون للعمل مرة أخرى في محاولة لتجاوز هذه العقبات». وأشار إلى أن هناك اجتماعا اليوم أو غدا الأربعاء بين (النائب) ميشال عون و(النائب) سعد الحريري، يليه اجتماع آخر بين جميع الاحزاب الأربعة عشر في لبنان (طاولة الحوار) وبعدها سنرى. فنحن مصممون بشدة على المساعدة في مبادرة الجامعة العربية، التي آمل أن تنتهي أولا بانتخاب مرشح الإجماع الجنرال ميشال سليمان، وثانيا إقامة حكومة ممثلة، واعني ممثلة لجميع المجموعات في البرلمان، ثم النقطة الثالثة هي عملية الانتخابات، وهذه هي النقاط الثلاث لمبادرة الجامعة العربية، وهي نفس نقــاط المــبادرة الفرنســية.
ورأى كوشنير انه «إذا لم تنجح الأمور مع جامعة الدول العربية ستتم العودة إلى الأمم المتحدة»، معبرا عن الأمل في أن تنجح الجامعة في مساعيها.
ويبدو ان تصريحات الفيصل وكوشنير عكست اجواء غير مريحة لدى المعارضة، وفي العاصمة السورية التي علم انها ستصدر ردا رسميا اليوم على وزير الخارجية السعودية.
وقال مصدر قيادي في المعارضة الليلة الماضية ان كلام الفيصل مثير للدهشة، اذ انه يستبطن اتهاما للمعارضة بتعطيل الحل. وقال المصدر ان هذا الكلام يطرح سؤالا منطقيا: أليس للمملكة السعودية حلفاء في لبنان ولها مونة عليهم؟ أوليس في استطاعتها ان تحمل هــؤلاء على التجاوب مع مقتضيات المبــادرة التي تؤيدها المعارضة جملة وتفصــيلا، ووفق الصيغة التي تم الاتفــاق عليـها في الاجتماع الخماسي في القــاهرة؟
وأضاف المصدر القيادي ان المعارضة تطلب من الجامعة العربية اجوبة تحمل تفسيرات واضحة للبيان الصادر عن مجلس وزراء الخارجية العرب. وانتقد الجو العربي المنحاز وأعرب عن خشيته من استمرار المراوحة حتى السابع والعشرين من الجاري، لإلقاء تبعات التعطيل على المعارضة.
واستغرب المصدر في الوقت نفسه تلميحات كوشنير بالذهاب الى مجلس الامن، وقال ان هذا يعني التدويل، وهو لا يؤدي الا الى حالة واحدة هي خراب لبنان.
وكانت الساعات الماضية شهدت مشاورات كثيفة بين أركان المعارضة، تناولــت الوضع المعيشي وما طرأ من تطورات على «أزمة الرغيف»، اضافــة الى الزيارة المقبلة للامين العــام للجامعة. وعلم ان الاجواء التي خلصت اليها هذه المشــاورات لم تكن مؤملة، اذ لا ينتظر حصول خرق في جدار الازمة من خلال هذه الزيارة.
وكانت قوى الرابع عشر من آذار اجتمعت في ساعة متأخرة من ليل الاحد في قريطم في غياب النائب وليد جنبلاط الموجود في باريس، والنائب بطرس حرب والنائب السابق نسيب لحود. وقالت مصادر المجتمــعين ان الاجتماع اقتصر على عرض قدمه النائب سعد الحريري للمجتمعين عن محادثات موسى الاسبوع الماضي في لبنان، وليس فيه الكثــير مما هو غير معروف. وأضافت المصــادر ان الاجتماع انتهى الى اتفــاق على انتظار عودة الامين العام للجــامعة وما يحمله من مقترحات جديــدة، لكن الاجواء لا توحي بالتــفاؤل بحسب المصادر التي اشــارت الى ان المرحلة كما يبدو هي لتقطيع الوقت.
ولليوم الثالث على التوالي، حذر الرئيس المصري حسني مبارك امس من أن عدم حل الأزمة في لبنان ستكون له تداعيات خطيرة على القمة العربية في دمشق في آذار المقبل. وأعرب عن أمله في مقابلة مع صحيفة «تاغز انتسايغر» السويسرية «أن تجد هذه الأزمة (اللبنانية) طريقها إلى الحل من دون إبطاء حتى لا تلقي بانعكاسات ضارة على القمة العربية المقبلة».
وأضاف أن «التطورات في لبنان شأن لبناني محض لا ينبغي أن تتدخل فيه أي أطراف من داخل المنطقة أو خارجها».

المصدر: السفير

  

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...