المحافظون الجدد يحثون إسرائيل على مهاجمة سوريا
الجمل: أجرت صحيفة واي نيت نيوزكوم، لقاء مع الدكتورة ميعراف فورمزر، حمل عنوان (المحافظين الجدد: نتوقع مهاجمة إسرائيل لسوريا).
يقول مقدم المقدمة –واصفاً المحافظين الجدد- إنهم مجموعة موحدة من المفكرين الأمريكيين، والذين يتقلدون مناصباً رئيسية في إدارة بوش –وينظر إليهم باعتبارهم- المسؤولين عن إدخال أمريكا في العراق.
معظمهم من اليهود، وقد أدى ذلك إلى اتهامهم بوضوح بأنهم يخاطرون بأمريكا لمصلحة إسرائيل، ويشير محرر المقابلة إلى زعم الإسرائيلية ميعراف فورمزر زوجة ديفيد فورمزر، الذي قالت فيه: إذا كان الموقف سيئاً فإن الإسرائيليين يعتبرون مسؤولين عن ذلك أيضاً.
• ما الذي تحاولين القيام بإنجازه؟
نحن مقتنعون بوجود سياسة خارجية أمريكية قوية وفاعلة، فأمريكا هي قوة خيرة في العالم، وأمة تعتنق الحرية.. ومن ثم فإننا نعتقد بضرورة تصدير الأفكار الأمريكية المتعلقة بالحرية والديمقراطية من أجل تحقيق الاستقرار.
• عملياً، هل أنت مقتنعة بالحرب في العراق؟
لقد عبّرنا عن آرائنا وأفكارنا، ولكن تم بسرعة حمل سياسة العراق ووضعها بعيداً عن أيدي جماعة المحافظين الجدد، وقد كانت الفكرة تتمثل في أن لأمريكا حرب ضد الإرهاب، والمكان الوحيد الذي يتم التعامل فيه مع هذه الحرب هو الشرق الأوسط، والتغيير الرئيسي يجب أن يأتي عن طريق تغيير القيادة، وعلى أية حال فقد بدأنا في مكان ما بذلك –تقصد تغيير صدام حسين-.
كذلك تقول ميعراف: الهدف هو تغيير وجه الشرق الأوسط، ولكن تبين لنا أن هناك استحالة في خلق ديمقراطية مصغرة وسط بحر من الدكتاتوريات الساعية لتدمير هذه الديمقراطية الضعيفة التعيسة، السيئة الحظ.. وقياساً على ذلك: من أين يأتي المتمردون؟ من إيران وسوريا.
• يسأل الصحفي –قاصداً إيران وسوريا-: هل يتوجب احتلالهم هما؟
وتجيب ميعراف: لا، هناك حاجة إلى العمل السياسي المكثف، الذي يتضمن التهديدات والضغوط على هذه الحكومات، كالضغوط المالية على سبيل المثال. والعقوبات على سوريا لا تعني شيئاً، فهناك فترة من الوقت كان فيها السوريون خائفون من أنهم سيكونون التالي –في الاستهداف- ومن الممكن أن تستخدم هذا الزخم بطريقة أكثر ذكاء، ولا حاجة إلى أن نلجأ إلى الخيار العسكري.
• هل طلب القادة العسكريون المزيد من القوات في العراق؟
وتجيب ميعراف قائلة: لقد منع رامسفيلد ذلك، وقد كان هذا إجراء خاطئاً وفاشلاً، وقد عارضت وزارة الخارجية الأمريكية خطوات المحافظين الجدد، وأيضاً حتى جون بولتون، والذي يعتبر جزءاً من أفراد العائلة –عائلة المحافظين الجدد- والذي يعتبر الرجل الرابع في وزارة الخارجية الأمريكية، لم يستطع برغم جهده الكبير أن يمرر القرارات الهادفة لزيادة القوات الأمريكية في العراق.
كذلك تقول ميعراف: لقد استطاع كولن باول منذ الوهلة الأولى أن يعوق ويحد من أفكارنا وبالتالي تعرقلت منذ بداية غزو العراق، وقد أدت عراقيل كولن باول لاحقاً إلى الكثير من الإحباطات على مدى السنوات التالية داخل الإدارة الأمريكية، على النحو الذي جعلنا –أي المحافظون الجدد- نشعر بالفشل وعدم النجاح –ويحاول آخرون- الدفع باتجاه الانسحاب.
تعيش الإدارة الأمريكية حالياً أكثر أيامها المعتمة، وكل واحد فيها أصبح يبحث عن عمل آخر، ويبحث عن المال، والآن نشعر –أي المحافظون الجدد- بأننا قد صدمنا بعد مرور السنوات الخمس السابقة، وأصبحنا نفتقد الهدوء والقدرة على تأليف الكتب، وأصبح الواحد منّا عندما يدخل الإدارة الأمريكية يجد نفسه ملزماَ بضرورة إغلاق فمه، وعدم الكلام.. وخارج الإدارة الأمريكية، أصبح المحافظون الجدد يقولون ويجهرون بالانتقادات المكبوتة في صدورهم إزاء الإدارة الأمريكية.
• في الوقت الحالي سوف تتركون الولايات المتحدة داخل العراق؟
وتجيب ميعراف: نحن لم ندخل الولايات المتحدة بهذه الطريقة، وهذا الأسلوب، والحرب الكبيرة التي أضعناها وفقدناها هي فكرة أنه قبل الدخول في حرب العراق يتوجب علينا تدريب حكومة عراقية في المنفى، وقوة عسكرية عراقية في المنفى، وتقوم بعد ذلك بتسليمهم السلطة فوراً بعد عملية الغزو والاحتلال ونغادر العراق، هذه هي فكرتنا والتي لم تتم الموافقة عليها.
• كان أحمد جلبي رجلكم، والذي اتهم لاحقاً بالتجسس لصالح إيران؟
هذا صحيح، ولكننا لم نكن نريد منه أن يكون ديكتاتوراً بل كنا نريده رجلاً ضمن حكومة تعمل بشكل ديمقراطي، ويجب علينا مساعدة الحكومة الديمقراطية الراهنة، والحدود مع إيران وسوريا كان يتوجب إغلاقها فوراً لحظة دخولنا العراق، وحالياً فقد حلت الكارثة، وأصبح الأمر واقعاً بالأساس.
• لماذا لم تهاجموا سوريا؟
يعلّق السائل قائلاً: لقد كان العديد من أصدقاء ميعراف فورمزر يعتقدون أن الكارثة لا توجد فقط في العراق وحده، وإنما في كامل المنطقة. كذلك، عبّروا عن إحباطاتهم إزاء الطريقة التي شنت بها إسرائيل الحرب ضد حزب الله في الصيف الماضي وبالطريقة التي خرجت بها إسرائيل من هذه الحرب.
تقول ميعراف فورمزر: لقد هزم حزب الله إسرائيل في الحرب، وهذه هي المرة الأولى التي تخسر فيها إسرائيل، ونعم ليس هنالك شك، فالأمر أصبح لا أحد بإمكانه أن يجادل حوله، وهناك المزيد من الغضب والسخط المتصاعد داخل إسرائيل.
• ويطرح الصحفي سؤالاً اعتراضياً: وما سبب الغضب؟
وتجيب ميعراف: أعرف أن هذا الأمر سوف يزعج العديد من القرّاء، فالغضب حول حقيقة أن إسرائيل لم تحارب ضد السوريين، بل بدلاً عن ذلك حاربت إسرائيل ضد حزب الله، وهناك أطراف عديدة داخل الإدارة الأمريكية تعتقد بأنه يتوجب على إسرائيل أن تحارب ضد العدو الحقيقي، والذي هو سوريا وحزب الله.
• هل تتوقع الإدارة الأمريكية أن تهاجم إسرائيل سوريا؟
وتجيب ميعراف: إنهم يأملون أن تقوم إسرائيل بعمل ذلك –هم يأملون- لأنه ليس بالإمكان توجيه الأمر لبلد آخر من أجل أن يقوم بشن الحرب، وعلى أية حال، هناك أمل داخل الإدارة الأمريكية بأن تقوم إسرائيل بذلك، وهو أكثر من مجرد أمل، لأن إسرائيل سوف تفعل وتنفذ ما هو صحيح، لأن ذلك سوف يخدم على السواء المصالح الأمريكية والإسرائيلية.
المحافظون الجدد مسؤولون عن حقيقة أن إسرائيل قد حصلت على الوقت والمال الكافي، ويعتقدون أنه يجب السماح لإسرائيل بأن تكسب وتنتصر، وجزء كبير من ذلك يتمثل في الفكرة والاعتقاد القائل بأن على إسرائيل أن تحارب العدو الحقيقي: والذي يتمثل في من يقوم بمساندة حزب الله، ومن الواضح أنه من المستحيل أن تشن الحرب مباشرة ضد إيران، ولكن الفكرة والاعتقاد الرئيسي يتمثل في أن المغزى يكمن في أنه يجب ضرب الحليف الاستراتيجي والأكثر أهمية لحزب الله.
من العبث أن تقوم إيران بتصدير ثورتها الشيعية بدون انضمام ومساندة سوريا، والتي هي البلد القومي العربي الأخير، وإذا قامت إسرائيل بضرب سوريا فإنها سوف تكون قد ألحقت ضرراً بالغاً بإيران، على النحو الذي سوف يضعف إيران ويغير الخارطة الاستراتيجية في الشرق الأوسط.
الناتج النهائي هو أن إسرائيل لم تقم بفعل ذلك، وقد خاضت الحرب الخطأ وخسرت. وبدلاً من خوض الحرب الاستراتيجية التي كانت تخدم أهداف وغايات إسرائيل، وأيضاً وبنفس القدر أهداف الولايات المتحدة في العراق، وإذا تمت هزيمة سوريا، فإن التمرد في العراق كان سوف يكون قد انتهى.
تقول ميعراف في نهاية المقابلة: لا أحد يستطيع أن يوقف إسرائيل، طالما أن الأمر يتعلق بالمصلحة الأمريكية.. وحالياً ما يزال أمام إسرائيل المتسع من الوقت.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد