القاعدة ووكالة الاستخبارات الأمريكية والدعاية الإعلامية ضد سورية

14-11-2012

القاعدة ووكالة الاستخبارات الأمريكية والدعاية الإعلامية ضد سورية

الجمل- ديفون د. ب. - ترجمة: مالك سلمان:
 
تورطت شبكة أخبار "بي بي إس" ‘الموضوعية’ (ولاتزال) في الحرب الدعائية ضد الحكزمة السورية, من ترويج أسطورة طائرات "الميغ" السورية التي تهاجم المتمردين المسلحين إلى تسمية المتمردين السوريين ب "الطرف الضعيف". تعمل "بي بي إس" على الترويج لحملة التضليل الإعلامي الذي يحيط بالأحداث في سورية.
في 25 توز/يوليو, أجرت جودي وودرَف, مقدمة برنامج "نيوزآور"على هذه المحطة, مقابلة مع يوسف عمراني,موفد وزير الخارجية المغربي. في المقابلة, أثارت وودرف موضوع الدبلوماسية, وخاصة في إطار مجلس الأمن في الأمم المتحدة, وكان عمراني يقول إنه يريد عقوبات أكثر على نظام الأسد. وعندما قال عمراني إنه يعتقد أن على الأمم المتحدة أن "تعمل مع المعارضة" لإيجاد حل للأزمة, ردت وودرف بالقول:
وهذا ما يوصلني إلى السؤال. أحد الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة ودول أخرى للتردد في التورط في تسليح المعارضة هو أنهم لا يعرفون ماهية الحكومة القادمة. فقد شاهدنا للتو في ذلك التقرير كيف أن القاعدة بدأت بالظهور بين صفوف المعارضة.
تصريحات كهذه لا تتعدى كونها فبركات صرفة ووقحة ! فقد تورطت الولايات المتحدة ودول أخرى في دعم المعارضة, والقاعدة لم "يبدأ بالظهور" بين صفوف المعارضة – كما تحب وودرف لمشاهديها أن يفكروا – لكنها متواجدة هناك منذ وقت لابأس به.
فيما يخص دعم الولايات المتحدة للمتمردين السوريين, فقد تم الاعتراف بذلك في كانون الأول/ديسمبر 2011 على موقع "المحافظ الأمريكي" حيث كتب محلل وكالة الاستخبارات الأمريكية السابق, فيليب جيرالدي, مقالة قال فيها إن "وكالة الاستخبارات الأمريكية و مكتب العلاقات الخاصة الأمريكي يقدمون وسائل اتصال واستخبارات لمساعدة المتمردين, مما يساعد المقاتلين في تجنُب تجمعات الجيش السوري الكبيرة." ومؤخراً, نُقل أن الرئيس أوباما "قد وقع أمراً سرياً يسمح بتقديم الدعم الأمريكي للمتمردين الذين يسعون إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وحكومته."
كانت الولايات المتحدة على علم بتواجد القاعدة بين صفوف المتمردين السوريين, ففي شهر شباط/فبراير 2012 صرح مدير الأمن القومي جيمز رز كلابر أن "عناصر من القاعدة قد تسللت إلى صفوف مجموعات المعارضة السورية."
وهكذا, فإن حكومة الولايات تدعم المتمردين منذ السنة الماضية وتعمل مع القاعدة (وإن كان بشكل غير مباشر) على إسقاط الحكومة السورية, ومع ذلك يبدو أن "بي بي إس" غير مهتمة إلا بالأكاذيب الوقحة.
في المقابلة نفسها, عندما سألت وودرف الوزير عمراني "كيف يمكنك التأكد من أن الحكومة التالية لن تكون قمعية مثل هذه الحكومة؟", أجاب عمراني بالقول: "اسمعي, لدينا بعض التجارب الناجحة في ليبيا, وتونس, وبلاد المغرب."
من الملفت للانتباه أنه يشير إلى ليبيا بصفتها مثالاً "ناجحاً", حيث أن تلك البلد, بعد أن دمرها المقاتلون المدعومون من الولايات المتحدة والناتو, قد استشرى فيها العنف في الأشهر الأخيرة. وهذا يدفع المرء للتساؤل عن معنى "النجاح" في ذهن هذا السفير.
في مقابلة في 26 تموز/يوليو لجودي وودرف مع كيللي مكيفرز, وهو صحفي يعمل لصالح "ناشنل ببلك ريديو", بعد أن "أمضت لتوها رحلة صحفية دامت أسبوعاً في شمال غرب سورية, بالقرب من الحدود التركية, حيث زارت عدداً من البلدات الواقعة آنذاك تحت سيطرة المتمردين." في المقابلة, سُئلَ مكيفرز عن المتمردين السوريين. وبعد أن قدمت توصيفَها لهم, قالت وودرف إن المتمردين تنقصهم الأسلحة, فردَ مكيفرز:
تماماً. تنقصهم الأسلحة الآن. فهم يقاتلون بالبنادق وقاذفات القنابل الصاروخية والقنابل المصنعة يدوياً.
هذا مكون أساسي آخر من ترسانات الأسلحة التي يمتلكونها الآن. هكذا يتعاملون مع دبابات النظام.
ولكن عندما نتحدث عن جيش مزود بالدبابات والمدفعية والهاون والحوامات, والآن شاهدنا طائرات حربية مقاتلة بدأ يستخدمها جيش النظام, يمكنك أن تري أن المتمردين هم الطرف الأضعف في هذه المعركة.
الأسطورة القائلة إن المتمردين السوريين هم الطرف الأضعف وينقصهم السلاح لا تعدو كونها فبركة أخرى. نُقلت معلومات في 2 آب/أغسطس أن المتمردين السوريين كانوا يستخدمون دبابة حصلوا عليها في معركة حلب. ولم تكن تلك المرة الأولى, ففي شباط/فبراير قدمت "إنترناشنال بيزنس تايمز" شريط فيديو على "يوتيوب" يظهر المتمردين وهم يستخدمون دبابة ضد الجيش السوري. كما أن استخدام الطائرات الحربية المقاتلة أسطورة أخرى مبنية على رسالة "تويتر" واحدة أرسلها مراسل "بي بي سي", إيان بانل. وقدأعَدَت مجلة "ذي إيفييشنست" تقريراً عن الحادث المزعوم لطائرات "الميغ" السورية وهي تقصف المتمردين, واكتشفت أن الطائرة المعنية كانت من طراز "إل-39" (وهي طائرة قتالية تدريبية) يمكن "استخدامها لأغراض المراقبة". ومع ذلك, حتى لو كان النظام السوري يستخدم الطائرات المقاتلة لقصف المتمردين, من المرجح أنه لن يكون لدى المتمردين مشكلة لأن بحوزتهم الآن صواريخ أرض-جو. وعلى الرغم من هذا الدليل, لا يزال مكيفرز يشعر إلى الحاجة للقول من المؤكد أن "المتمردين هم الطرف الأضعف في هذه المعركة."
وهكذا, تستمر الحملة الدعائية الهادفة إلى شيطنة نظام الأسد وكيل المديح للمتمردين المدعومين من الولايات المتحدة والناتو, وبمساعدة مصادر "موثوقة" و "معتدلة" من أمثال "بي بي إس". كما تستمر الهجمة على عقول الجماهير بينما يدفع الإمبرياليون أكثر فأكثر باتجاه التدخل في سورية.



المصدر: "غلوبل ريسيرتش"

الجمل: قسم الترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...