العرب في معرض لندن للكتاب

15-04-2008

العرب في معرض لندن للكتاب

بدءاً من يوم أمس، حلّ العرب ضيوف شرف على معرض لندن للكتاب، الذي يعد أهم معرض للكتب في العالم بعد معرض فرانكفورت. لكن البريطانيين يتباهون بالقول إن معرضهم هو أهم معرض للكتب في العالم يقام في الربيع، فيما ينعقد معرض فرانكفورت في نهاية الخريف من كل عام.

تلك تفاصيل صغيرة تعني الألمان والبريطانيين، ولا تعنينا كثيراً نحن العرب الذين كنا عام 2004 ضيوفاً على معرض فرانكفورت، ونحن الآن ضيوف معرض لندن. لكن ما يهمنا هو ألا تتكرر الفوضى وضعف الإنجاز الذي ساد المشاركة العربية في فرانكفورت في معرض لندن.

في فرانكفورت كانت جامعة الدول العربية هي المنظم وقناة الاتصال مع الألمان، ولكن الجامعة لم تحسن تنظيم المشاركة العربية، وغاب الإعلام الأوروبي بعامة عن تلك التظاهرة، كما طغت الشللية على الندوات والعروض التي قدمها العرب. كان معرض فرانكفورت مناسبة للاتصال المباشر، لا مع الألمان فقط، بل مع الأوروبيين الذين كانوا حاضرين بقوة في ذلك المعرض، لكن سوء التنظيم بدد الإنجازات التي كان يمكن أن تتحقق، خصوصاً أن الألمان احتفوا احتفاء كبيراً بالمشاركة العربية وهيأوا كل سبل الدعم.

في معرض لندن للكتاب، الجامعة العربية ليست هي المنظم. لقد ترك الأمر لكل دولة عربية كي تعين بمفردها مشاركتها وتأتي إلى المعرض بالكتب التي تشاء، وتحدد حجم مشاركتها بالاتفاق مع منظمي المعرض. أما الندوات التي تتناول الآداب العربية وأشكال الكتابة الجديدة في العالم العربي، كما تبحث واقع النشر والجوائز الثقافية، وسبل الوصول إلى القراء، فقد نظمها ودعمها مالياً وإعلامياً المجلس الثقافي البريطاني، بصورة أساسية، إضافة إلى عدد آخر من المؤسسات البريطانية والعربية.

البرنامج حافل على مدار الأيام الثلاثة التي يستغرقها المعرض، فهو يتدرج من الكلام عن الكتابة في العالم العربي عموماً، إلى الحديث عن آداب بعينها، مثل الكتابة في فلسطين والعراق، وصولاً إلى الحديث عن ترجمة كاتب بعينه مثل الليبي إبراهيم الكوني إلى اللغات الأوروبية. ولعل تلك الندوات التي تتراوح اللغة فيها بين العربية والإنكليزية، مع حضور الترجمة من العربية وإليها، ستوفر لجمهور المعرض تعريفاً طيباً بالكتابة في العالم العربي.

لكن جمهور المعرض الأساس يتكون من ناشرين ومترجمين ووكلاء أدبيين، وكتاب وأدباء، من جهات الأرض الأربع. إنه ليس جمهوراً عاماً يسعى إلى المعرفة فقط، بل هو جهات تجارية تسعى إلى عقد صفقات وشراء حقوق الترجمة. والندوات التي ينظمها المعرض، الذي لا يسعى إلى بيع الكتب للجمهور، بل إلى توفير فرص للقاء الناشرين والوكلاء الأدبيين والمترجمين والكتاب، محكومة بنوعية الجمهور الذي يؤم المعرض خلال أيامه الثلاثة.

من هنا، فإن المطلوب هو إقناع هذه النوعية من الحضور بضرورة ترجمة الأدب العربي إلى الإنكليزية، وغيرها من اللغات، لأن الترجمة هي الوسيلة الحضارية ليتعرف البشر الى بعضهم بعضاً، إنها الطريقة التي تبني علاقات صحيحة وصحية بين سكان هذا الكوكب المبتلى باحتراب أبنائه.

فخري صالح

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...