الصحافة الأمريكية اليوم
تناولت الصحف الأميركية اليوم السبت ثلاثة محاور، فتحدثت عن العرقلة الروسية والتسويف في ما يخص الملف الإيراني في مجلس الأمن، ودعت المجتمع الدولي إلى عمل شيء ما بخصوص دارفور باعتبار أن الخرطوم غير محصنة من الضغوط الدولية، كما تطرقت إلى رمزية محاكمة الجنود الأميركيين في قضية حديثة العراقية.على الصعيد الإيراني قالت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها إن روسيا حولت قرار العقوبات الأممية على برنامج طهران النووي إلى برهان على الضعف الغربي.
وقالت الصحيفة إن مجلس الأمن الدولي تولى ملف إيران للضغط على طهران كي تكبح برنامجها النووي، غير أن ما حدث في الأشهر الماضية كان مختلفا كليا، لاسيما أن إيران مضت في تخصيبها دون حساب في ظل عرقلة روسيا لأي قرار دولي وإظهار نفسها بأنها قوة دولية قادرة على الوقوف في وجه الولايات المتحدة الأميركية.
وأردفت قائلة إن نتيجة سياسة الاستخفاف هي أن الرسالة التي ستوجه لطهران لا تنطوي على أنها ستواجه عزلة أو تدميرا اقتصاديا إذا ما رفضت القرار، بل على عدم المبالاة بمثل تلك القرارات.
كما أن روسيا ستبدو وكأنها قوة دولية، أما إدارة بوش التي لم تتجرأ على بث شكواها للعلن حول العرقلة الروسية، فستبدو في غاية الغباء.
وفي الختام قالت الصحيفة إن بوش سمح بتقويض قضية أميركية حيوية على يد حكومة وقائد ما كان ينبغي أن يحظى بدعم أميركا منذ زمن.
- خصصت صحيفة نيويورك تايمز افتتاحية للحديث عن أزمة دارفور تقول فيها إنه إذا كان قتل الآلاف وتشريد الملايين عاجزين عن إقناع العالم بالإقدام على عمل شيء ما، فإن التهديد باندلاع حريق هائل في المنطقة -في إشارة إلى الحديث عن فرار اللاجئين من جمهورية أفريقيا الوسطى إلى دارفور أخيرا بسبب وصول عمليات القتل عبر السودان- كفيل بذلك.
وأشارت الصحيفة إلى المهلة التي منحها أندرو ناتسيوس مندوب الرئيس الأميركي الخاص إلى دارفور، للسودان حتى الأول من يناير/كانون الثاني والتي تقضي بالسماح بدخول قوات حفظ السلام، منتقدة تجاهله ذكر الثمن الذي يمكن أن تدفعه الحكومة السودانية إذا ما رفضت الالتزام بذلك، واقتصاره على القول بأن الإدارة الأميركية ستضطر إلى اللجوء للخطة البديلة.
ومضت تقول إن إذعان السودان في الأيام الأخيرة مقابل تخلي محكمة الجرائم الدولية عن تهديدها بتوجيه تهم بارتكاب جرائم حرب ضد المسؤولين عنها، إشارة إلى أن الخرطوم غير محصنة ضد الضغوط الخارجية إذا ما كانت حقيقية.
ودعت الصحيفة الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير إلى ممارسة الضغط على مجلس الأمن لفرض حظر جوي على دارفور.
كما حثت بوش وبلير على تعيين مندوب يتسم بقوة أكبر مثل الرئيس الأسبق بيل كلنتون أو ريتشارد هولبروك، لتحذير حماة السودان في الصين والدول العربية من أن الغرب على أهبة الاستعداد للقيام بشيء ما سواء بدعمهم أو بدونه.
وفي إطار التعليق على مذبحة حديثة العراقية وتوجيه اتهامات بالقتل ضد مجموعة من المارينز، قالت مجلة تايم إن تهم الحديثة شكلت رمزا لحرب سلكت دربا خطأ.
وقالت إن نتيجة التحقيقات وتوجيه التهم ضد القوات الأميركية -حتى وإن حققت العدالة- لن تصلح ما أفسدته الحرب.
ومضت تقول إن اهتمامات الجيش الأميركي في العراق الآن لا تنصب على العدالة حول حديثة وحسب، بل على أن يشاهد الأميركيون والعراقيون على السواء أنها تقام.
وتابعت أن التهم تبعث برسالة صارمة مفادها عدم التهاون مع انتهاك حياة المدنيين، من طرف الجنود الأميركيين في العراق أو من طرف العراقيين أنفسهم، لاسيما أن رئيس الحكومة العراقية صنف تلك الحادثة بأنها انعكاس لاستخفاف القوات الأميركية بالحياة المدنية العراقية.
وأشارت الصحيفة إلى أن تغيير ذلك المفهوم سيكون أساسا لتحقيق أي نجاح للجهود الأميركية الرامية لإصلاح الأوضاع الأمنية في العراق.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد