السيسي يؤدي اليمين رئيساً منتخباً لمصر

09-06-2014

السيسي يؤدي اليمين رئيساً منتخباً لمصر

في أقل من عامين، شهدت مصر أداء اليمين الدستورية لرئيسين منتخبين. اليمين الأول أداه الرئيس المعزول محمد مرسي في 28 حزيران العام 2012، وقد تولى منصبه لفترة عام واحد، قبل ان يعزل في الثالث من تموز العام 2013، في اليوم الرابع لـ«ثورة 30 يونيو».
أما اليمين الثاني فقد أداه، الرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السيسي، أمس، امام المحكمة الدستورية العليا، جنوب القاهرة.السيسي خلال قسمه اليمين في مقر المحكمة الدستورية في القاهرة امس (رويترز)
وبين اليمينين الأول والثاني فروق واسعة تتجاوز الرئيسين، وقد انطوت بوضوح على قول المتحدث باسم المحكمة الدستورية في كلمته التي تحدث فيها عن «التخلص من الجماعة التي انقضّت على ثورة 25 يناير».
وخلال أداء اليمين امس، ظهر السيسي بجوار المستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية الموقت، ورئيس المحكمة الدستورية والأعضاء الثلاثة عشر الذين يكونون الجمعية العامة للمحكمة. أما مرسي فقد جلس بين المستشارَين فاروق سلطان، رئيس المحكمة الذي تصادف حلف اليمين أمامه مع تقاعده، والمستشار ماهر البحيري، رئيس المحكمة الذي خلف سلطان بحكم أقدميته، بينما جلس أعضاء الجمعية العامة للمحكمة على الجانبين.
أما بالنسبة للشخصيات المشاركة في حفل أداء اليمين الدستورية، فكان عددها بالأمس مئة وشخصين، ابرزهم رئيس مجلس الوزراء ابراهيم محلب واعضاء حكومته، ورؤساء الحكومة السابقون، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني، في حين لم يشارك فى مراسم مرسي أي من الشخصيات العامة أو المسؤولين.
كما شهد حفل اليمين للسيسي تأمينا مبالغا فيه، حيث أغلق كورنيش النيل ـ الطريق الرئيسي في العاصمة المصرية ـ أمام حركة السير، بما في ذلك المشاة، لأكثر من أربع ساعات، في مشهد لم يحدث أثناء أداء مرسي اليمين، حيث اقتصرت الإجراءات وقتها على تأمين هذا الطريق دون غلقه.
الموكب الرئاسي اختلف أيضا بين الرئيسين حيث حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى مبنى المحكمة الدستورية، أمس، عبر مروحية عسكرية، فى حين جاء مرسي في سيارة مصفحة.
وفي حين أدى السيسي اليمين الدستورية مباشرة على الهواء، عبر التلفزيون المصري، الذي نقلت عنه القنوات الخاصة، فإن مرسي اعترض على البث المباشر للتلفزيون المصري، ما أدى إلى انسحاب ثلاثة من قضاة المحكمة آنذاك احتجاجاً، وهم المستشارة تهاني الجبالي والدكتور حسن البدراوي والدكتور عادل عمر الشريف، وكاد ذلك يهدد الحفل الرسمي بالإلغاء... وأثناء قسم مرسي اليمين حدث انقطاع للتيار الكهربائي أيضا!
وزيادة على الخلافات التي حدثت بين الجمعية العمومية للمحكمة وبين مرسي، فقد عقدت الجمعية العامة للمحكمة وأعضاؤها الثمانية عشر جلسة حوار مسبقة مع الرئيس «الإخواني قبل أدائه القسم، أكد خلالها قضاة الدستورية أهمية الامتثال لأحكامها، باعتبارها المسؤولة عن الرقابة الدستورية، في إشارة إلى حكمها الصادر ببطلان مجلس الشعب الذي سبق إعلان فوز مرسي بأيام. وتناول القضاة قرار المحكمة بحل البرلمان وعرضوا على الرئيس حيثياته.
في المقابل، كانت مراسم أداء اليمين للمشير ممهدة بالورود، في ظل أجواء ودية بين الجمعية العمومية والمشير شاهدها الجميع مباشرة على الهواء، ولعل ابرز اللقطات الطريفة، الابتسامات حين نطق المتحدث باسم المحكمة المستشار ماهر سامي بعبارة: «بشرة خير» (وهي عنوان اغنية للمغني الاماراتي حسين الجاسمي تدعو المصريين الى المشاركة في الانتخابات الرئاسية)، وحين أخطأ في تعريف النائب الاول لرئيس المحكمة الدستورية (ورئيسها بالإنابة) انور العاصي، فأعطاه وصف «النائب الأول لرئيس الجمهورية».
المشير السيسي لم يُلْقِ أي كلمة خلال حفل أداء اليمين، واكتفى بالاستماع إلى كلمات المتحدث باسم المحكمة الدستورية ورئيسها بالإنابة، في حين استمع مرسي إلى المستشار فاروق سلطان، رئيس المحكمة وقتها ونائبه، ثم ألقى كلمة عقب أدائه اليمين.

مراسم قسم اليمين

 وأدى السيسي اليمين عند الساعة الحادية عشرة والثلث من صباح أمس، في مقر المحكمة الدستورية العليا في ضاحية المعادي، وذلك امام كامل اعضاء الجمعية العامة للمحكمة التي انعقدت لهذا الغرض برئاسة المستشار أنور العاصي وبحضور الرئيس الموقت عدلي منصور.
وبدأت مراسم التنصيب بكلمة لنائب رئيس المحكمة الدستورية المستشار ماهر سامي، أكد فيها أن «ثورة 30 يونيو ليست انقلابا عسكريا كما أورد بعض المجحفين ولكنها كانت ثورة شعب ضاق بما حل به من خراب وما حل به من غدر وظلم».
وأضاف سامي إن «ثورة 25 يناير استطاعت أن تدك عروش وقلاع الفساد المتردية، ولكن أصحابها لم يمكثوا في الميدان ورحلوا عنه بعدما تفرقت بهم السبل قبل أن يحققوا ما أرادوا، ووقعت الثورة في يد جماعة انقضَّت عليها ومزقتها أشلاء مثلما مزقت جسد الوطن».
وأشار إلى ان «الجيش في لحظة الخطر الداهم الذي ألمَّ بالوطن احتضن الشعب مصغيا لدقات قلوب المصريين التي احترقت بشظيات الألم والغضب متوحدا مع المصريين وصار الاثنان (الجيش والشعب) في سبيكة تزيح من أمامه كل أنظمة القهر».
ووجه سامي كلمة لرئيس الجمهورية المنتخب عبدالفتاح السيسي قائلا: «لقد آثرت واخترت أن تقف بين صفوف المصريين عندما نادوا، ورغم مخاطر هذا الاختيار المصري، لكنك صنعت في سبيل اختيار مصر وشعبها وحفظ لك الشعب صنيعك والتف حولك آملا أن تمضي معه لتصنع لمصر مستقبلا أكثر حرية وأوفر كرامة وأشد عدلا وأمنا ورخاء».
بدوره، قال العاصي إن «الجمعية العامة للمحكمة الدستورية تنعقد اليوم في مناسبة تاريخية فريدة، في مناسبة أداء رئيس الجمهورية اليمين الدستورية بعدما حاز ثقة الشعب في انتخابات حرة نزيهة ليحمل الراية ويواصل الوفاء للجمهورية ليخلف المستشار عدلي منصور».
ووجه التحية لرئيس الجمهورية الموقت عدلي منصور، وقال إن «المحكمة تغمرها السعادة بعودة عدلي منصور رئيسا لها يشارك في إرساء العدل وحماية القانون، وحسبنا أن نقول له إن مصر كلها تشكر لك ما انجزت وأديت وأوفيت».
كما توجه بالتحية للسيسي قائلا: «باسم الجمعية اتوجه إليكم يا سيادة الرئيس بخالص التهنئة على الثقة التي أولاكم الشعب إياها التي أنتم أهل لها». وتابع: «لقد اختارك الشعب عونا له من أجل وطن حر كريم، وندعو الله أن يتحقق في عهدكم ما ينشد الشعب في غد أفضل وأكثر إشراقاً».
بعد ذلك دعا العاصي الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي لأداء اليمين الدستورية بحسب أحكام المادة 144 من الدستور.

التسلم والتسليم

 وعقب أداء اليمين الدستورية، توجه السيسي إلى قصر الاتحادية في مصر الجديدة. ومع وصول موكبه، أطلقت مدفعية السلام 21 طلقة، قبل ان يؤدي حرس الشرف التحية التي تلاها عزف السلام الوطني. ثم تفقد الرئيس الجديد حرس الشرف، قبل أن يستقبله الرئيس منصور عند سلم القصر.
وتلا ذلك استقبال الرئيس السيسي للملوك ورؤساء الدول والحكومات والبرلمانات المشاركين في مراسم تسليم السلطة.
وفي قاعة الاحتفال، ألقى الرئيس المنتهية رئاسته عدلي منصور كلمة، أعقبتها كلمة للرئيس الجديد، ثم جلس الرئيسان للتوقيع على وثيقة تسليم السلطة التي تعد الأولى من نوعها في التاريخ السياسي المصري.
وبعد هذه المراسم أقام السيسي مأدبة غداء تكريماً للضيوف.

احتفالية مسائية

 ومساءً، شهد قصر القبة الرئاسي احتفالية دعي إليها 1200 شخص يمثلون مختلف أطياف الشعب المصري ومحافظات مصر. وبدأت مراسم هذه الاحتفالية بعزف السلام الوطني، ثم تلاوة آيات من القرآن، وأعقبها خطاب مقتضب ألقاه عدلي منصور، وخطاب إلى الأمة ألقاه السيسي.
واكد السيسي في خطابه أنه «لا تهاون ولا مهادنة مع من يلجأ الى العنف».
وقال: «اتطلع الى عهد جديد يقوم على التصالح والتسامح باستثناء من اجرموا في حقه واتخذوا من العنف منهجاً»، مضيفا: «أقولها واضحة جلية، من اراقوا دماء الابرياء وقتلوا المخلصين من ابناء مصر لا مكان لهم في هذه المسيرة».
وتعهد السيسي بأن يحترم الدستور وحرص على ان يضيف «دستور دولتنا المدنية وحكمنا المدني»، كما وعد بتحقيق اهداف الثورة، مشيرا اكثر من مرة الى انه سيعمل على تحقيق «الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية»، في إشارة إلى شعار «ثورة 25 يناير».
وتوجه السيسي إلى المصريين قائلا: «لقد تعرفتم الى رجل من رجال القوات المسلحة وما عبرتم عنه من ثقة فيه يعود الى موقف تلك المؤسسة الوطنية العريقة من تطلعاتكم وآمالكم». وتابع: «اسمحوا لي ان اشيد بالدور الوطني لقواتنا المسلحة مصنع الرجال قلعة الوطنية المصرية على مر العصور، وقد شاء القدر ان يكون لهذه المؤسسة الوطنية دور اساسي في انتصار ارادة الشعب المصري في يناير ويونيو».

مصطفى صلاح- محمد طارق

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...