الخيارات الأمريكية الجديدة في العراق
قبل أيام من موعد الانتخابات النصفية للكونغرس الاميركي، طرحت الادارة الاميركية رزمة خيارات جديدة على حكومة نوري المالكي للسيطرة على تردي الامن في العراق، بينها إرسال المزيد من الجنود الاميركيين وتعزيز الانتشار الاميركي في بغداد ومنح مزيد من الحكم الذاتي للسنة والشيعة والاكراد وتقاسم عائدات النفط في ما بينهم على اسس واضحة.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أمس، أن مستشار البيت الابيض للشؤون الامنية، ستيفن هادلي، بحث مع الحكومة العراقية أثناء زيارته الى بغداد امس الاول، رزمة خيارات للتعامل مع الوضع ومحاولة فرض الاستقرار في العراق المضطرب، بينها إرسال مزيد من القوات الأميركية.
أضافت الصحيفة أن الخيارات التي يجري بحثها تتضمن زيادة مهمة في عديد القوات الأميركية والعراقية التي تنتشر في العاصمة بغداد، إضافة إلى منح مزيد من الحكم الذاتي للشيعة والسنة والأكراد من دون تقسيم العراق، ووضع أسس واضحة لتقاسم عائدات النفط بين الأقاليم الثلاثة والعفو عن المطلوبين، ومن ضمنهم الذين شنوا هجمات على القوات الأميركية والعراقية.
وتزامناً مع تقرير نيويورك تايمز، أعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد دعمه لزيادة عديد قوات الامن العراقية من 310 آلاف جندي إلى أكثر من 325 ألفا، وتسريع تدريب هذه القوات، فيما أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في مقابلة مع إذاعة أر دي بي البرتغالية، أن الحكومة العراقية لا تملك جدولا زمنيا لتولي مسؤولية الامن في البلاد.
وفي مقابلة مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية، قال الرئيس
العراقي جلال الطالباني إن هناك إجماعاً بين القوى السياسية في العراق على أن الانسحاب الفوري للاحتلال الاميركي ستكون له عواقب كارثية على المنطقة وعلى العالم أجمع.
في هذا الوقت، أعلن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي رفع الحصار المستمر منذ أسبوع على معقل ميليشيات جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر.
وجاء في بيان صدر عن مكتب المالكي، أن رئيس أركان الجيش ورئيس الوزراء نوري المالكي أمر برفع جميع الحواجز ونقاط التفتيش وفتح منافذ العبور في مدينة الصدر لتسهيل المرور إلى المدينة ومناطق أخرى في بغداد... وفك الإختناقات المرورية التي حدثت في تلك المناطق، مضيفاً على أن ينفذ الأمر بسقف زمني لا يتجاوز الساعة الخامسة من مساء هذا اليوم (امس).
وبالفعل، أعلن جيش الاحتلال الاميركي رفع نقاط التفتيش عند مداخل مدينة الصدر، حيث تجمعت حشود للاحتفال برفع الحصار. وقد تم تأجيل جلسة برلمانية بسبب عدم اكتمال النصاب، جراء الحصار الذي كان مفروضاً على عدد من أحياء بغداد.
في الكويت عقد مؤتمر للدول المانحة للعراق بعنوان العهد الدولي، شاركت فيه 14 دولة بينها فرنسا واليابان والسعودية والامارات والولايات المتحدة، وسبع منظمات دولية. وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ نحن بحاجة إلى مئة مليار دولار لاعادة بناء بنيتنا التحتية، إنه رقم تقريبي للسنوات الخمس المقبلة.
وقال وزير الخارجية الكويتية الشيخ محمد الصباح إن 40 دولة مانحة ستشارك في مؤتمر يعقد في بغداد قبل نهاية العام الحالي، للتوقيع على العهد الدولي الذي سيكون بمثابة خريطة طريق لنهوض العراق.
ارتفعت حصيلة قتلى الاحتلال إلى 103 جنود أميركيين خلال شهر تشرين الاول الماضي، وفقاً للاحصاءات الاميركية الرسمية، بعد الاعلان عن مقتل جنديين أميركيين في اشتباك وانفجار في العاصمة، أمس. وهي ثالث أعنف حصيلة شهرية تتعرض لها القوات الاميركية منذ غزو العراق.
وقتل نحو 35 عراقياً في العاصمة وضواحيها، بينهم 15 في تفجير موكب زفاف، فيما خطف أكثر من 40 راكباً كانوا يستقلون حافلة متجهة من تكريت إلى بغداد، وعثر على 16 جثة على الاقل في مناطق متفرقة. وأحرقت قوات الاحتلال الاميركية سيارة مدنية في الموصل، فقتل ثلاثة ركاب فيها.
في هذه الاثناء، استقبل رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، آية الله أكبر هاشمي رفسنجاني، عدداً من رؤساء عشائر الشيعة والسنة في العراق، ودعاهم إلى الاضطلاع بدور أفضل في الظروف الحالية، معتبراً أن هناك اتجاها إلى تحقيق الديموقراطية الحقيقية في العراق.
إلى ذلك، ذكرت وكالة الاخبار العراقية أن رئيس المؤتمر الوطني العراقي المنحلّ، أحمد الجلبي، يستعد للاستقالة من رئاسة هيئة اجتثاث البعث التي شكلها السفير الاميركي الاسبق بول بريمر في أيار العام ,2003 والتفرغ لقيادة حزب جديد ليبرالي الطابع والتوجهات، سيعلن عنه في مطلع العام المقبل.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد