الحوار الفلسطيني ينجز إطار المصالحة
اختتمت لجان الحوار الوطني الفلسطيني، أمس، أسبوعا حافلاً بالنقاشات التي تناولت بنود المصالحة كافة، والتي شهدت تقارباً في بعض الملفات وخلافات جوهرية في أخرى، فيما يبدو أن القضايا الخلافية باتت محدودة جداً، بعدما حسمت العديد من النقاط، وأنيط بلجنة عليا، مؤلفة من رؤساء الوفود والمسؤولين المصريين، معالجة بقية المسائل العالقة.
وتواصلت حتى ساعة متأخر من مساء أمس الاجتماعات المكثفة لعدد من لجان مؤتمر الحوار الوطني في القاهرة بهدف التوصل الى اتفاق نهائي. وبدا أن الأمور تتجه نحو اختراق كبير بعد أن تم يوم أمس الأول إحراز اتفاق حول لجنة الانتخابات ولجنة المنظمة وحتى حول بعض بنود لجنة الحكومة.
وفي ما يتعلق بلجنة الانتخابات، تم الاتفاق على موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني في موعد لا يتجاوز 25 كانون الثاني 2010، وكذلك الاتفاق على تشكيل لجنة الانتخابات، ومحكمة قضاء الانتخابات.
وتحقق اختراق بشأن مبدأ التمثيل النسبي الذي طرحت بشأنه اقتراحات للتغيير تبقي ولو نسبة الربع للدوائر، كما ظل الخلاف يحوم فقط حول نسبة الحسم التي يبدو أنها ستكون بحدود 2 في المئة بعدما كانت في القانون القديم 1.5 في المئة.
أمّا بخصوص لجنة الحكومة، فقد أنجز قسم كبير من عمل اللجنة، مثل مهمات الحكومة وكيفية التعامل مع الموظفين، والخلاف ما زال قائماً حول البرنامج السياسي وتحديدا حول الفارق بين احترام الاتفاقيات، أو الالتزام بها. وحتى اللحظة الأخيرة بقيت فتح تطالب بصيغة الالتزام فيما تصر حماس على صيغة الاحترام. وتطالب حماس باستمرار التمسك بالصيغة التي عرضت في اتفاق مكة وهو ما ترى فتح ومصر أنه غير كاف.
وقد أنجزت لجنة المنظمة مهامها. وبقيت قضية القيادة الموقتة التي تتمثل في المرجعية التي أعلنها اتفاق القاهرة في العام 2005 والتي تضم الأمناء العامين للفصائل. وترفض فتح هذه المرجعية لما تتضمنه في رأيها من مساس بصلاحيات رئيس السلطة الفلسطينية. وقد تم العثور على حل لهذه النقطة تتمثل ببند القيادة الموقتة في اتفاق القاهرة مع إضافة عبارة «بما لا يضرب المؤسسات الرئيسية للمنظمة»، وعليه تم الاتفاق على جميع القضايا، باستثناء قانون التمثيل النسبي ونسبة الحسم وكذلك برنامج الحكومة وشكلها.
وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم إن اللجان الخمس في الحوار أنهت أعمالها ورفعت بعض القضايا التي لم يتم الاتفاق حولها إلى لجنة التنسيق العليا التي تتشكل من رؤساء الوفود والمسؤولين المصريين.
وأضاف برهوم أن الحوارات «اتسمت في نهاية المطاف بالجدية والحرص الشديد على تذليل كافة العقبات، وهناك شعور بالمسؤولية لدى كل الفصائل الفلسطينية بضرورة التوصل إلى قواسم مشتركة».
وأشار إلى أنه في القضايا المتعلقة بملف الانتخابات «تم الاتفاق على أن اللجنة المركزية ستشكل بحسب قانون الانتخابات، وأن الرئيس هو الذي يشكل اللجنة المركزية المشرفة على الانتخابات، لكن تشكيلها يجب أن يتم بموجب التشاور والتنسيق مع القوى السياسية والشخصيات الوطنية والحكومة التوافقية»، على أن تشكل محكمة قضايا الانتخابات من رئيس وثمانية قضاة، يصدر تعيينهم بمرسوم رئاسي، على أن يتم تنصيب القضاة من قبل مجلس القضاء الأعلى.
أمّا عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين وعضو وفدها لحوار القاهرة رمزي رباح فأوضح أن المسألة التي لم تحسم بعد في ملف الحكومة هي التزامات السلطة. وأشار أعضاء في الوفود الفلسطينية الى ان الصياغات التي يجري البحث فيها بشأن هذه النقطة يجري التداول أساسا على ترجمتها الانكليزية وبالتالي فحماس متمسكة بكلمة «تو أونور» أي «الوفاء»، أما فتح فتريد تعبير «تو ابايد باي» أي «التقيد».
بدوره أكد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد الرحيم ملوح لوكالة «فرانس برس» أنّ الحوار سيستمر في القاهرة حتى «الأربعاء كحد أقصى»، مؤكدا انه «لا «بديل عن الاتفاق إلا الاتفاق». وحول الخلاف بشأن التزامات السلطة داخل لجنة الحكومة، التي وصفت بأنها «أم اللجان»، قال ملوح «لدينا اقتراح عملي للخروج من هذا المأزق، وهو ان نتجنب تماما هذه النقطة على ان يتضمن بيان تشكيلها إشارة صريحة الى انها مكلفة ثلاث مهام فقط هي التحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية وتوحيد المؤسسات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وإعادة إعمار غزة».
ويدور الخلاف في لجنة الأمن، بحسب ما قال ممثل المستقلين في هذه اللجنة ياسر الوادية، حول ثلاث نقاط هي «مسمى الأمن الوقائي، فحركة حماس تريد تغيير المسمى الى الأمن الداخلي بينما تريد فتح ابقاءه بلا تغيير والنقطة الثانية تتعلق بوحدة الأمن والحماية التي تريد فتح إبقاء تبعيتها لرئيس السلطة الفلسطينية بينما تطالب حماس بنقل تبعيتها لوزارة الداخلية والنقطة الثالثة هي جهاز المخابرات ففتح تريد ان يظل تابعا لرئاسة السلطة وترغب حماس في نقل تبعيته الى رئيس الوزراء».
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد