الجيش يبدأ عمليات البرية في حلب و«البنتاغون» يعترف أن الاسد أصبح أقوى
جثة الهدنة السورية ملقاة في مكان ما بين نيويورك وواشنطن والجبهات السورية الكثيرة. الراعي الأميركي لم يعد قادرا حتى على تبريرها بعدما فتح «صقور» واشنطن النار عليها علانية وعلى شريكها الأميركي جون كيري وعرابها الروسي فلاديمير بوتين الذي لا يمكن التعاون معه لا في سوريا ولا في أوروبا بحسب «البنتاغون» الذي يرى في القيصر الروسي أيضا التحدي الأكبر أمام المصالح القومية الأميركية!
يحصل هذا فيما يستعد الرئيس باراك أوباما ليلملم أوراقه من البيت الأبيض، ويجري لقاءات وداعية مع زعماء العالم في الأمم المتحدة، وتنعقد اجتماعات جديدة حول سوريا في نيويورك وتفشل في التوصل الى تفاهمات جديدة، وترتفع لهجة اعتراضات القيادة العسكرية الأميركية على سياسة اوباما التي رأت فرصة للتفاهم مع موسكو حول الشأن السوري. واضطر اوباما مجددا الى الدفاع عن محاولاته السورية، بما في ذلك امتناعه عن ضرب دمشق، غداة التهمة الكيميائية الشهيرة قبل ثلاثة اعوام بالتمام.
على وقع هذه الانقسامات والتجاذبات، أعلنت «قيادة العمليات العسكرية في حلب»، أمس، بدء معركة القضاء على مَن تبقى مِن المسلحين داخل الأحياء الشرقية للمدينة، داعية «المواطنين إلى الابتعاد عن مقار ومواقع المجموعات الإرهابية المسلحة».
وأضافت في بيان أنه لن يتم توقيف أو مساءلة «أي مواطن يصل إلى نقاط الجيش العربي السوري»، مشيرة إلى أنها «اتخذت كل الإجراءات والتسهيلات لاستقبال المواطنين المدنيين وتأمين السكن ومتطلبات الحياة الكريمة»، لافتة إلى أن هذه «الإجراءات والتسهيلات تشمل أيضا المغرر بهم الراغبين بالعودة إلى حضن الوطن».
وقالت مصادر ميدانية إن الجيش يقوم بعمليات قصف ويشن غارات على مواقع المسلحين في مناطق شرق حلب، خصوصا على المحور الجنوبي الغربي للأحياء الشرقية لمدينة حلب.
وأوضحت المصادر ان أي تقدم بري لم يبدأ حتى ساعة مبكرة من فجر الجمعة، لكن الصورة قد تتضح في الساعات المقبلة. وأشارت المصادر الى اشتباكات على محور الشيخ سعيد وحي السكري لتعزيز الحماية لطريق الراموسة، مضيفة ان الهدف من القصف الاستعداد للسيطرة عليهما لتوسيع الطريق بعدما استقدم المسلحون أمس تعزيزات من الأحياء الشرقية ومن محيط مطار النيرب من جهة حي السكري والشيخ سعيد.
واشنطن
خرجت من واشنطن تصريحات تحمل دلالات على عمق الهوة التي باتت تفصل بين وزارة الخارجية الاميركية من جهة و «صقور» وزارة الدفاع الأميركية من جهة أخرى. وأكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال جوزيف دانفورد، أن الجيش لا ينوي تبادل المعلومات مع روسيا في حال اتفقت واشنطن وموسكو على العمل معاً في سوريا.
وخلال جلسة بشأن التحديات التي تواجه الأمن القومي والعمليات العسكرية في مجلس الشيوخ الأميركي، قال دانفورد إن تبادل المعلومات الاستخبارية مع روسيا حول سوريا ليس بالأمر الحكيم، موضحاً أن أي تعاون من هذا النوع سيكون محدودا للغاية، فـ «الجيش ليس لديه نية في إبرام اتفاق بتبادل المعلومات مع روسيا».
ولفت دانفورد خلال شهادته إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد سيبقى في السلطة إلى ما بعد اليوم الأخير لأوباما في منصبه، موضحاً أن «موقفه (الاسد) أصبح أقوى بكثير من العام الماضي».
اعتبر دانفورد أنه عندما ينظر إلى أنشطة بوتين «في أوكرانيا، في شبه جزيرة القرم، في جورجيا، يمكنني أن أقول بأن تركيبة سلوكياته وقدرته العسكرية تجعلانني اعتقد بأنه يشكل لنا اكبر تحدٍّ، وقد يكون التهديد الاهم بالنسبة لمصالحنا الوطنية».
من جهته، قال وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر إن «السلوك الذي رأيناه من قبل روسيا وسوريا في الآونة الاخيرة يمثل إشكالية لنا»، في إشارة إلى الهجوم الذي استهدف قافلة مساعدات في منطقة اورم الكبرى. كما انتقد كارتر عدم تمكن إدارة اوباما من تقديم حل سياسي للصراع القائم في سوريا منذ العام 2011.
وأوضح كارتر أن ردع روسيا في أوروبا يعتبر من أولويات الولايات المتحدة، مضيفاً: «لذلك قمنا بزيادة برنامج المساعدة لحلفائنا الأوروبيين أربع مرات». وأشار إلى أن الولايات المتحدة تواصل بحث مسألة منح أوكرانيا أسلحة فتاكة دفاعية.
ووجه السيناتور الجمهوري جون ماكين انتقادا شديدا لفكرة التعاون المحتمل مع موسكو، واصفاً كيري، الذي توسط في الهدنة السورية بأنه «واهم» بسعيه إلى التعاون مع موسكو. وسخر ماكين قائلا: «هل هناك خطة باء؟ ام اننا نكتفي فقط بالعودة الى فنادق الخمس نجوم في جنيف؟»، منتقدا لقاءات كيري مع نظيره سيرغي لافروف.
أوباما
رفض اوباما من جديد الانتقادات الموجهة إليه خاصة بشأن سياسته في سوريا، مؤكداً أنه لم تكن هناك أي حلول مجدية غير التي اتخذها في مقاربته لهذا الملف.
وفي مقابلة نشرتها مجلة «فانيتي فير»، رد اوباما على الذين يأخذون عليه أنه ماطل ولم يوجه إشارة قوية في مواجهة «القمع الشديد الذي مارسه الأسد»، معتبراً أن الحلول التي طرحت ما كانت لتحدث فرقا حقيقياً على الأرض.
كما شكك الرئيس الاميركي بالطرح القائل إن تزويد «المعارضة المعتدلة بالمزيد من الأسلحة كان ليساعد على إطاحة الأسد، أو أن تسديد ضربات جوية ضد النظام عند إثبات استخدامه أسلحة كيميائية، كان أحدث تأثيرا حاسما».
موسكو
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن موسكو تعتبر الدعوات إلى فرض منطقة حظر جوي في سوريا أمرا غير مقبول، لأنه سيقود لا محالة إلى «تصاعد وتيرة النزاع» في البلاد.
وقال ريابكوف إن «مكافحة الإرهاب لا تزال تشكل أولوية بالنسبة لروسيا... وموسكو لا تستبعد تنفيذ غارات على مواقع للجماعات التي تندمج مع تنظيم داعش، بما فيها جيش الإسلام وأحرار الشام».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد