الجمهوريون يغيرون سياستهم تجاه سوريا والمقاومة العراقية
كثّفت الحكومتان الأميركية والعراقية جهودهما، قبل أسبوع من موعد الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي، لنقل صورة تبعث على التفاؤل بمسار الأوضاع في العراق وتخدم الجمهوريين في معركتهم، فأرسل البيت الابيض مستشاره لشؤون الأمن القومي لرأب ما صدعته المشاحنات الأخيرة مع حكومة نوري المالكي، فيما بعثت هذه الأخيرة بوفد إلى الخارج لإقناع القوى السياسية المعارضة بالانضمام إلى عملية ""المصالحة""، معلنة في الوقت ذاته عن تحوّل في العلاقات مع سوريا، عبر زيارة مرجّحة الشهر المقبل لوزير خارجيتها وليد المعلم إلى بغداد.
وفي مقابلة مع رويترز، أكد وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري أن العلاقات الأميركية العراقية هي على ما يرام قائلاً لدينا هدف مشترك وهو هزم الإرهاب وتحقيق استقرار في الوضع وجعل العراق ديموقراطياً فيدرالياً وموحداً وقوياً... ليس هناك شقاق من أي نوع بين بغداد وواشنطن حول تلك المسائل.
كما حسم زيباري مؤقتاً مسألة وجود الاحتلال في العراق، معلناً عزم الحكومة العراقية الطلب من مجلس الأمن الدولي تمديد التفويض المتعلق بوجود القوات الأميركية في العراق لعام آخر، قائلاً إنه لا غنى عن وجود القوات متعددة الجنسيات لتحقيق الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة في الوقت الراهن.
في هذا الوقت، أرسل الرئيس الأميركي جورج بوش مستشاره لشؤون الامن القومي ستيفن هادلي في زيارة مفاجئة الى العراق، حيث التقى المالكي ونظيره موفق الربيعي. وأكدت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو، أن حديث الاعلام عن علاقات حساسة بين الولايات المتحدة والعراق هو مبالغ فيه، موضحة أن الزيارة غير المعلنة لهادلي كانت مقررة منذ زمن بعيد، وتأتي في إطار سعينا الى تقييم الوضع ومواصلة تعاوننا مع المالكي.
وتأتي هذه التصريحات الثنائية بعد مشاحنات علنية بين الادارتين الاميركية والعراقية، خلال الاسبوع الماضي، جراء تفاقم العنف والفوضى في العراق، والتي انتهت بنوع من المصالحة بين بوش والمالكي، خلال لقاء عبر الاقمار الصناعية يوم السبت الماضي، أعلنا فيه تشكيل لجنة امنية خماسية مشتركة لضبط الاوضاع في العراق.
من جهة أخرى، أعلن زيباري، أنه من المرجح أن يزور المعلم العراق خلال تشرين الثاني المقبل، في أول زيارة لوزير سوري منذ الغزو الاميركي عام .2003 وقال نحن في حاجة إلى إشراك الدول المجاورة بشكل إيجابي، وسيكون هذا في رأيي اختبارا لموقفها... أنا متفائل بأن الزيارة ستتم.
ولم يعلن الجيش الاميركي سوى أمس، أن عدد قتلاه في العراق تجاوز المئة جندي منذ مطلع شهر تشرين الاول الحالي، رغم ان إحصاءات شبه رسمية أكدت ذلك قبل أيام. وأعلن الاحتلال مقتل جندي من المارينز أثناء اشتباك في الانبار، وعضو في الشرطة العسكرية برصاص قناص في بغداد، أمس. لترتفع الحصيلة إلى 102 من الجنود الاميركين على الاقل، وهي ثالث أكبر حصيلة شهرية منذ بدء الغزو.
وأعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) أن عدد جنود الاحتلال المنتشرين في العراق بلغ 150 الفاً، وهو أعلى مستوى يبلغه هذه السنة. وعزا المتحدث باسم الوزارة الكولونيل مارك باليستيروس الزيادة إلى عمليات تبديل الوحدات.
في هذه الاثناء، عقد وفد حكومي عراقي، ضمّ عضوي الهيئة العليا للحوار والمصالحة والوطنية فالح الفياض ونصير العاني، إلى جانب ممثل وزارة الحوار الوطني سعد المطلبي وعضو مجلس النواب يونادم كنّا، لقاءات مع القوى السياسية المعارضة في الاردن، لدعوتها إلى مؤتمر القوى السياسية المزمع عقده في النصف الاول من تشرين الثاني المقبل في بغداد، بحضور اكثر من 200 شخصية من داخل العراق وما بين 70 و80 شخصية من المقيمين في الخارج.
ونفى الفياض أن تكون الدعوة قد وجّهت إلى ممثلي الفصائل المسلحة، حيث أن هذا المؤتمر موجه للقوى السياسية وليس للقوى المسلحة. لكن العاني قال إنه من الممكن أن يكون البعض ممن حضروا الاجتماع من فصائل المقاومة المسلحة ويتحركون بغطاء سياسي، موضحا أن أهم ما طرحه هؤلاء إعادة النظر بقرار حل الجيش العراقي، وعدم إهمال الجنرالات الذين يمتلكون المهنية العالية، إضافة إلى إلغاء قانون اجتثاث البعث.
من جهته، أكد الامين العام لحركة القوى الوطنية والقومية العراقية حقوق التي تضم شخصيات سياسية وعشائرية عراقية، حسن البزاز، أن معظم الحضور كانوا من البعثيين والقادة العسكريين السابقين.
وأوضح كنّا أن الوفد سيقوم بجولة في مصر وسوريا وعدد من دول الخليج للقاء الشخصيات العراقية المقيمة هناك، وحثها على المشاركة في المؤتمر.
من جهة أخرى، أكد السفير العراقي في عمان سعد الحياني، أمس، ما نشرته صحيفة الغد الاردنية، من أن ممثلين عن فصائل مقاومة عراقية وشخصيات سياسية معارضة للحكومة العراقية الحالية والاحتلال الاميركي، بدأوا اتصالات وحوارات في عمان أمس (الاول الاحد) مع ممثلين عن الادارة الاميركية، موضحاً أن هناك فصائل عراقية من المقاومة تفاوض الاميركيين... قبل فترة طويلة في عمان وفي مناطق أخرى وحتى في بغداد، بمعزل عن السفارة العراقية.
شهد العراق أمس مقتل 80 شخصاً على الاقل في أعمال عنف في أرجاء العراق، بينهم 33 ضحية لهجوم بالقنابل على تجمع لعمال ينتظرون فرص عمل في مدينة الصدر، التي تحاصرها قوات الاحتلال الاميركية منذ نحو أسبوع، بذريعة البحث عن جندي أميركي عراقي الاصل خطف في العاصمة.
وأعلنت هيئة علماء المسلمين، اغتيال أحد أبرز أعضائها، عضو الامانة العامة الاستاذ الجامعي الدكتور عصام الراوي، ما يرفع حصيلة قتلى الهيئة إلى 180 شخصا منذ غزو العراق.
وفي بريطانيا، أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت، أنها قررت مؤقتا تقليص عدد العاملين في القنصلية البريطانية في البصرة جنوب العراق ونقل بعضهم إلى مطار البصرة، وذلك مع ازدياد تعرض القنصلية لهجمات صاروخية خلال الاسابيع الاخيرة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد