الثقافة الساركوزية تحتفي بإسرائيل وبيريـز

14-03-2008

الثقافة الساركوزية تحتفي بإسرائيل وبيريـز

هو حدث سياسي بامتياز.. معرض باريس الدولي للكتاب.. هكذا أرادته فرنسا نيكولا ساركوزي عندما اختارت إسرائيل «ضيفاً» تكرّمه في الذكرى الستين لاغتصاب فلسطين.. التي كانت الغائب أو «المغيّب» الأكبر عن هذا الحدث الذي قاطعته غالبية الدول العربية والإسلامية.. تضامناً.
لقد تسنى للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، أمس، أن يفتتح المعرض «الملتبسة» شموليته، بهدوء، بعد أن ضمنت له باريس، ألا يسمع أياً من هتافات المعارضين في الخارج للحدث، التي تذكّر بأن «المحتفى به» هذا العام، هو بالضبط من هجّر الفلسطينيين قبل 60 عاماً واحتل أرضهم، في حين أن بيريز، ممثل إسرائيل في المناسبة، هو احد رجالات هذا الاحتلال ومن أبطال جرائمه.
وفيما كان بيريز يتجول في أروقة المعرض، كان العشرات يهتفون في خارجه «أوقفوا إرهاب المستعمر الإسرائيلي». وقد لبى هؤلاء نداء جماعات موالية للقضية الفلسطينية، من بينها جماعة تدعو للإفراج عن المناضل جورج ابراهيم عبدالله. ثمة مكبّر للصوت يصرخ عالياً «قاطعوا إسرائيل في معرض الكتاب.. فلسطين ستنتصر، تحيا فلسطين»، ثم يهتف أحد المتظاهرين «تحتفون بصهاينة.. فاشيين، (الإسرائيليون) هم الإرهابيون»، مندداً «بالتعتيم الإعلامي الذي فرض على تحركنا»، تماماً كما «جرى حيال المحرقة النازية الإسرائيلية في غزة».
الإجراءات الأمنية في شوارع العاصمة الفرنسية بما في ذلك قطاراتها، وإجراءات التفتيش غير المسبوقة التي خضع لها مَن حاول زيارة معرض كان افتتاحه مناسبة للعموم سابقاً، لم تحل دون تهديد أمن الرئيس الإسرائيلي، وفي الجناح الإسرائيلي تحديداً، حيث كاد بيريز يسقط تحت رفوف الكتب بفعل التزاحم، لولا ان احد حراسه الشخصيين سارع إلى إنقاذه.
تبرّمت وزيرة الثقافة الفرنسية كريستين البانيل، فقاعة المعرض «الثقافي» هذا العام تحوّل إلى «ثكنة عسكرية» بسبب ضيفها الإسرائيلي الذي نجح في «تسييس الثقافة» عندما تحدث عن أن «لا حدود للغة، لكن للدولة حدوداً ومن واجبها الدفاع عنها».
ولا بد أنه، في حديثه هذا، قد أحرج الحكومة الفرنسية التي سعت، منذ أن اندلع الجدل قبل نحو شهر، أن تقنع المقاطعين بأن «الحدث ثقافي، وصدف أن جاء دور إسرائيل، من بين الدول المحددة سلفاً، لكي يُحتفى بها هذا العام»، و«صدَف أيضاً أن هذا العام هو الذكرى الستين لقيامها».
لم يستطع بيريز، قبل توجهه إلى المعرض، أن يخفي حنقه من مقاطعة لبنان الجزائر وإيران والمغرب والسعودية وتونس واليمن للمعرض: «المقاطعة أسخف ما سمعت في حياتي... أنا ضد مقاطعة الكتب.. فهي تكتب لإيقاظ الفكر ومحاولة إعطاء معنى للأفكار».
ثم كرّت سبحة الممالئين، حيث قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، «نعم لا يمكن مقاطعة الأفكار»، فيما «أسف» المتحدث باسم الإليزيه ديفيد مارتينون «من المقاطعة.. إذ لا يوجد ما يدعو للخوف من الكتب».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...