الاقتصاد تخفض كميات استهلاك المازوت لانتاج الرغيف
صحوة متأخرة بكل المقاييس باعتبار أن ما نخسره قبل الصحوة يقدر بمئات الملايين من الليرات شهرياً.. ولكن ان نصحوا متأخرين خيرٌ من ان لا نصحوا أبداً..!!
ـ الاقتصاد اعتبرت قرارها بتخفيض كميات استهلاك المازوت في انتاج رغيف الخبز لدى القطاعين العام والخاص خطوة اكثر من مهمة لجهة تخفيض الهدر وضغط النفقات وتوفير للمال العام جله يذهب الى جيوب قلة قليلة من أبناء المجتمع..؟
ـ بينما اعتبرها القطاع الخاص «ابتزازاً» وظلماً ودعوة للتوقف عن العمل بدعوة أن قرار التخفيض لا يتناسب مع حجم النفقات التي ازدادت بالفترة الاخيرة بمقدار الضعف ان لم يكن اكثر لاسيما الكهرباء والمياه ومستلزمات انتاج الرغيف الاخرى.
ولكن أمام هذين الرأيين تضيع الحقيقة ام يتجلى بها مقدار هامش الربح الذي يذهب الى منتجي الرغيف في القطاعين دون استثناء وبهذا تقول الاقتصاد والتجارة انها لم تتخذ قرارها بشكل اعتباطي وانما وفق تجربة خاصة تم تنفيذها في محافظتي ريف دمشق وحلب تضمنت دراسة التكلفة لانتاج الرغيف في مخبزين الأول للقطاع العام والثاني للخاص طبعاً في المدينتين المذكورتين سابقاً فكانت النتيجة بمثابة قرار وزارة الاقتصاد القاضي بإصدار تعميمها المبني على توجيهات رئاسة مجلس الوزراء المتضمنة ضرورة التدقيق في كميات المازوت المدعوم المخصصة للمخابز وإعادة النظر بها على ضوء الحاجة حيث تضمن التعميم الآتي:
1 ـ تحاسب مخابز الشركة العامة للمخابز على أساس 8.1 لترات مازوت لكل 100 كغ دقيق تمويني في حين كانت في السابق 8.4 لترات لكل100كغ
2 ـ تحاسب مخابز لجنة المخابز الاحتياطية على أساس 9 لترات مازوت لكل 100 كغ دقيق تمويني في حين كانت 10 لترات لكل 100 كغ في السابق.
3 ـ أما فيما يتعلق بمخابز القطاع الخاص فيتم محاسبتها على النحو التالي:
¾ 11 لتراً مازوت لكل 100 كغ دقيق تمويني للمخابز التي تقل مخصصاتها عن 1000 كغ مقابل 13 لتراً لنفس الكمية المذكورة في القرارات السابقة.
¾ 10 لترات مازوت لكل 100 كغ دقيق تمويني للمخابز التي مخصصاتها من 1000 ـ 2000 كغ مقابل 12 لتر مازوت في القرارات السابقة ولنفس الكمية
¾ 9 لترات مازوت لكل 100 كغ دقيق تمويني للمخابز التي مخصصاتها فوق 2000كغ
من جهة اخرى تضمن قرار وزارة الاقتصاد والتجارة تكليف مديريات التجارة الداخلية بالمحافظات بضرورة إصدار جداول اسبوعية يحدد فيها اسم المخبز ومخصصاته والكمية المعادلة من المازوت وفق حاجته الفعلية على ضوء مخصصاته من الدقيق التمويني وحسب ما ورد سابقاً في مقدمة القرار وتبلغ الى فرع محروقات اسبوعياً مع مراعاة حالات الاغلاق والتوقف للمخابز الخاصة في تقدير حاجتها من الدقيق والمازوت.
ويتم تحصيل قيمة المحروقات للكمية المخالفة من الدقيق (وفق السعر المحدد 25 ليرة لليتر الواحد المسلمة للمخابز عند مخالفات التصرف بالدقيق التمويني وعدم عجن كامل مخصصات المخبز والابلاغ عن الركز الزائد كما يتم حسم كميات من المازوت تعادل الكميات المحسومة من الدقيق عند المخالفات المذكورة خلال فترة الحسم وأيضاً يتم ابلاغ شركة محروقات ومراكز التوزيع المخصصة لكل مخبز عن المدة المقررة لإغلاق المخبز عند المخالفات او التوقفات عن العمل لعدم تزويده بمادة المازوت خلالها من قبل مديريات التجارة الداخلية بالمحافظات على أن يطبق مضمون هذا التعميم بالنسبة لمادة المازوت على كل من التنانير ومخابز المشروع والمخابز التي تنتج خبز النخالة وتعتبر هذه التعليمات نافذة اعتباراً من تاريخ 12/10/2008
جمعية الخبازة بمدينة دمشق اعتبرت قرار وزارة الاقتصاد بمثابة تجن واضح على الافران الخاصة بمدينة دمشق لأن 95% من كميات الطحين المخصصة لمخابز المدينة تستخدم في انتاج الرغيف ولا يوجد تلاعب في كميات الطحن ولافي مخصصات المازوت لذلك فإن القرار إجحاف بحق الخبازة باعتبار ان معظم الافران مخصصاتها تحت سقف 2000 كغ وان عملية الاحماء التي تتم لبيت النار في المخبز قبل البدء بإنتاج الرغيف تحتاج لعدة ليترات من المازوت خلافاً للمخابز العامة الأخرى التي تعمل بشكل مستمر..
لذلك فان القرار سيساعد على خروج معظم الخبازة من السوق لأن تكاليف الانتاج ارتفعت بشكل كبير لاسيما الكهرباء والمياه وأكياس النايلون المستخدمة في تعبئة ربطة الخبز وأخيراً تخفيض كمية المازوت المخصصة.
ويا ترى هنا من يصدق جمعية الخبازة في دمشق أم جمعية الخبازة في محافظة حلب وريف دمشق التي وافقت على نتائج الدراسة السابقة باعتبارها كانت شريكاً فعالاً في التجربة وكل النتائج كانت تحت اشرافها والمواد وموافقتها على تخفيض كميات المازوت مضمون التعميم السابق..
وهذا الأمر يطلق الكثير من اشارات الاستفهام حول كيفية استخدام الكميات المخصصة من المازوت لانتاج الرغيف في القطاعين العام والخاص وخاصة اذا علمنا حجم الاستهلاك لافران المخابز الآلية العاملة ضمن نطاق مدينة دمشق نذكر منها على سبيل المثال..
ـ مخبز الشاغور الآلي يستهلك 53.51 لتر مازوت لكل طن دقيق اي 3/5 لتر لكل 100كغ دقيق
ـ مخبز اليرموك الآلي يستهلك 59.7 لتر مازوت لكل طن من الدقيق أي 7 لتر لكل 100 كغ دقيق
ـ مخبز برزة الآلي يستهلك 51.34 ليتر لكل طن من الدقيق أي 5 لتر مازوت لكل 100 كغ دقيق
ـ بينما مخبز ابن النفيس الآلي يستهلك 36/43 لتر مازوت لكل طن دقيق اي 4 لتر مازوت لكل 100 كغ دقيق
ـ مخبز دمر الالي يستهلك ايضاً 54 لتر مازوت لكل طن دقيق أي 5.4 لتر مازوت لكل كغ دقيق مع الاعتراف ان العوامل الجوية تلعب دوراً كبيراً في زيادة ونقصان استهلاك كمية المازوت..
ومن الجدير بالذكر ان كميات الاستهلاك المذكورة سابقا هي لشهر آب الماضي من العام الحالي الأمر الذي يؤكد صوابية قرار وزارة الاقتصاد في تخفيض كميات استهلاك المازوت ولكن من الضروري جداً إعادة النظر بالتكلفة الفعلية لانتاج رغيف الخبز لدى القطاعين العام والخاص عند ذلك يمكن ان تحدد مواقع الخلل في التكلفة ومكامن الهدر والسرقة في المستلزمات الأولية.
وما يؤكد هوية هذا القرار ان شركة المحروقات قدرت قيمة الكميات التي يتم توفيرها من خلال تطبيق التعميم المذكور سابقاً بمقدار 15 مليون ليرة يومياً على أساس السعر المدعوم 9 ليرات لكل ليتر واحد.
أما على السعر الحر فان هذا الرقم يتجاوز سقف 30 مليون ليرة يومياً.. والعبرة لمن اعتبر..!!
سامي عيسى
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد