الاحتلال «يعاقب» الأسرى على فشل التبادل
ما كادت ساعات تمضي على اعلان اسرائيل فشل المفاوضات غير المباشرة بشأن صفقة التبادل مع حركة حماس، حتى سارعت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية إلى التشديد على الأسرى الفلسطينيين. وأبلغ أسرى فلسطينيون في السجون الإسرائيلية عبر هواتف خلوية أمس، أن سلطات الاحتلال بدأت بنقل بعضهم، وخاصة ممن تطالب حماس بالإفراج عنهم، إلى سجون أخرى.
وقال أحد الأسرى، الذي فضل عدم ذكر اسمه إنه خلال عمليات التنقل اعتدى السجانون على الأسرى ونعتوهم بأوصاف بذيئة، إضافة إلى كيل الشتائم لحماس. ويخشى أهالي الأسرى من أن تقدم قوات الاحتلال على مزيد من إجراءات التضييق على أبنائهم داخل السجون والانتقام منهم في محاولة للضغط على حماس لتليين مطالبها.
وفي السياق ذاته، نقلت سلطات الاحتلال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات الى العزل الانفرادي في معتقل عسقلان، إضافة إلى حرمانه من الزيارات، في محاولة منها للضغط عليه، عقب تشدد حماس في طلب الافراج عنه ضمن الصفقة.
وحذرت الجبهة الشعبية الحكومة الإسرائيلية من تبعات ما يلحق به من أذى، ومن المساس بحياته مطالبة كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية ومؤسسات الصليب الأحمر والأمم المتحدة بالتدخل العاجل لوضع حد لهذه الانتهاكات.
من جهته، اعتبر الأسير المحرر عبد الناصر فروانة، وهو باحث في شؤون الحركة الفلسطينية الأسيرة، أن الإعلان عن فشل الصفقة هو مناورة من قبل حكومة إيهود أولمرت، مشيراً إلى أنه يشكل محاولة اللحظات الأخيرة للضغط على حماس وابتزازها بهدف دفعها إلى تخفيض سقف مطالبها والتخلي عن بعض الأسماء والموافقة على العرض المقدم من قبلها.
وقال فروانة إنه «وفقاً لتجاربنا خلال العقود الماضية فإن دولة الاحتلال ترفض مبدأ التبادل، أو حتى الحديث عن التبادل، وتراهن دوماً على قوتها وعملائها وأجهزتها المختلفة في تحديد أماكن احتجاز جنودها ومواطنيها، لاقتحامها واستعادتهم بالقوة.. وتظل تراهن على ذلك حتى اللحظات الأخيرة».
بدوره استنكر نادي الأسير الفلسطيني إجراءات القمع الإسرائيلية تلك، مناشداً كافَة المنظمات والمؤسسات الحقوقيَة العاملة في فلسطين وخارجها «الوقوف عند مسؤولياتها لوقف هذه الإجراءات والتوجهات الفاشية لحكومة الاحتلال التي ستُعرض حياة المئات وربما الآلاف من أسرانا للخطر الشَديد».
إلى ذلك، حمَّلت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تعطيل صفقة التبادل، بعدما لجأت إلى «أسلوب المراوغة والمماطلة»، مضيفة أنها «لم تستطع أن تتخذ القرار المناسب لأنها غير معنية بإتمام الصفقة على ما يبدو، وحتى لا تسجَّل كفشلٍ جديدٍ وهزيمةٍ لهذه الحكومة ورئيسها». وشددت «القسام» على أن «تعنت ومماطلة الصهاينة في هذا الملف لن يدفعنا إلى الارتباك أو التراجع أو التنازل عن أي شرط من شروطنا التي وضعناها لتبادل الأسرى، وإن كان لنا موقفٌ جديدٌ فسيكون برفع سقف مطالبنا لا العكس».
ضياء الكحلوت
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد