الأسد:المفاوضات المباشرة تتطلّب الانسحاب من الجولان ورعايةأميركية

25-12-2008

الأسد:المفاوضات المباشرة تتطلّب الانسحاب من الجولان ورعايةأميركية

قال الرئيس بشار الأسد، امس، إنه مستعد للانتقال إلى مرحلة المفاوضات المباشرة مع إسرائيل شرط ضمان انسحابها الكامل من الجولان وأن تكون برعاية واشنطن ، وحث الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة باراك أوباما على العمل لمتابعة جهود السلام على المسارين اللبناني والفلسطيني أيضا.
وقال الأسد، في مقابلة نشرتها صحيفة »واشنطن بوست« أمس وأجراها الكاتب ديفيد اغناسيوس الاثنين الماضي، انه لا يريد أن يبعث برسالة مباشرة إلى الرئيس الأميركي المنتخب، لكن لديه ثلاثة تمنيات من سياسة الإدارة الأميركية الجديدة في الشرق الأوسط: الأولى، انه يتمنى ألا يبدأ أوباما »حربا أخرى في أي مكان في العالم، خصوصا في الشرق الأوسط«، موضحا انه يثق بأن عقيدة »الحرب الوقائية« ستنتهي عندما يغادر الرئيس جورج بوش السلطة.
وثانيا، »نريد أن نرى هذه الإدارة الأميركية الجديدة تنخرط جدياً في مسار السلام«، معرباً عن أمله أن يدعم أوباما المفاوضات السورية غير المباشرة مع إسرائيل. وحث الإدارة الجديدة على متابعة »المسار اللبناني والفلسطيني أيضا«. وعما إذا كان يمانع أن تبدأ هذه المتابعة على المسار السوري أولا، قال الأسد »بالطبع لا. فكل مسار سيساعد الآخر«.
وثالثا، قال الأسد إنه يريد أن تعمل سوريا والولايات المتحدة معاً لتعزيز الاستقرار في العراق مع بدء القوات الأميركية الانسحاب منه. وأضاف »لا يمكننا إعادة عقارب الساعة إلى الوراء. فالحرب وقعت. والآن علينا أن نتحدث عن المستقبل. علينا صياغة مسار، ورؤية سياسية، وجدولا زمنيا للانسحاب«.

ونقلت الصحيفة عن الأسد قوله إنه لا يعرف إلا القليل عن أوباما أو سياساته لكنه سمع أنه أكثر تواصلا مع الناس العاديين من بوش، ما سيعطيه قدرة أوسع على فهم ما تريده أميركا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأسد تحدث بالانكليزية، في المقابلة التي استمرت ٣٠ دقيقة وحضرتها فقط المستشارة الإعلامية للرئاسة السورية بثينة شعبان. وأوضحت أنه في هذه المرة، فإن الأسد كان سلسا وقاطع الصحافي ديفيد ايغناسيوس مرات عديدة بالضحك، وذلك على عكس المقابلة التي أجراها معه في عام ،٢٠٠٣ حيث كان رسميا.
وعن التقارير القائلة إن السعودية تحاول تحسين علاقاتها مع دمشق لأنها ترى أن الولايات المتحدة ستتقارب معها لأن »القطار يغادر المحطة«، ضحك الأسد. وقال »لعله غادر المحطة بالفعل«، مشددا على أنه مستعد لاستقبال أي مبعوث. وأضاف »لا مشكلة لدي مع السعوديين. فنحن نريد علاقات جيدة مع كل الدول في هذه المنطقة«.
وأعلن الأسد استعداده للانتقال إلى مرحلة المفاوضات المباشرة مع إسرائيل ما إن يتلقى توضيحات حول نقطتين: أولاهما، ضمان أن إسرائيل ستنسحب بالكامل من مرتفعات الجولان. وأشار إلى أنه لتوضيح هذه النقطة، فقد بعث إلى إسرائيل في كانون الأول الحالي »وثيقة عن الحدود« تركز على بعض النقاط على طول حدود ما قبل ،١٩٦٧ لكنه لم يتلق جواباً من إسرائيل حتى الاثنين الماضي. وشرطه الثاني من أجل المفاوضات المباشرة، هو انضمام الولايات المتحدة كراع لها.
وعن العلاقة المستقبلية مع إيران، أوضح الأسد أن المسألة هي لحماية مصالح سوريا ضد الدول المجاورة العدائية. وأضاف »إنها تتعلق بمن يؤدي دوراً في المنطقة، ومن يدعم حقوقي«. وتابع »إنها ليست بهذا التعقيد«. وعما إذا كانت دمشق مستعدة لكبح »حزب الله«، قال الأسد إن هذه مسألة على إسرائيل أن تناقشها بشكل منفصل مع اللبنانيين. وأضاف »يكبر السلام بزيادة الحدود التي يشملها. حزب الله موجود على الحدود اللبنانية لا السورية. وحركة حماس موجودة على الحدود الفلسطينية. عليهم النظر إلى هذين المسارين وأن يفهموا أنه إذا كنت تريد السلام فإنك تحتاج إلى ثلاث اتفاقيات سلام، على ثلاثة مسارات«.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...