ازمة البورصات الخليجية تفتح بيوت عزاء
دعا مشاركون في المنتدى الاول لاسواق المال الخليجية الذي افتتح اعماله الثلاثاء في دبي وسط تراجع كبير في اسواق المال الخليجية، الى التدخل لوقف انهيار هذه الاسواق، في حين اكد محللون اقتصاديون ان هذا التراجع لن يكون له اثر على النمو الاقتصادي في المنطقة.
وشهدت اسواق المال الخليجية الرئيسية تراجعا اضافيا كبيرا الثلاثاء لا سيما سوق الاسهم السعودية، الاكبر في العالم العربي، وسوق دبي، مما عزز التراجع الذي سجل في الايام الاخيرة.
وبلغت نسبة التراجع في السوق السعودية 4.82% وفي سوق دبي 11.7%.
وانعكس وضع اسواق المال الخليجية على المنتدى الذي يستمر يومين وينظمه مركز القانون السعودي للتدريب بالتعاون مع مركز دبي المالي العالمي فسجل غياب العديد من المشاركين واغلبهم من المستثمرين والمتعاملين مع البورصة، كما تسمر العديد من المشاركين امام شاشات عرض اداء اسواق المال التي نصبت في احدى ردهات الفندق حيث ينظم المنتدى.
وقال ماجد قاروب رئيس مركز القانون السعودي للتدريب "لدينا بعض الاعتذارات الكاملة وهناك ممثلون حضروا على مستوى مغاير لما كان مقررا"، مضيفا في لهجة تهكم "يبدو ان البعض متحفظ عليهم في دولهم للحفاظ على الاسهم" التي تشهد منذ بداية العام الحالي تراجعا حادا.
من جانبه اشار محمد القنبيط رئيس جمعية الاقتصاد وعضو مجلس الشورى السعودي، الى ان تراجع اسواق المال تسبب في فتح "دور عزاء كثيرة في المنطقة خاصة في السعودية".
غير ان الكثير من المحللين والمشاركين في المنتدى، وعلى الرغم من التراجع الحاد والسريع الذي تشهده اسواق المال الخليجية، لفتوا الى انه لن يكون لهذا التراجع اثر كبير على النمو الاقتصادي.
وفي هذا السياق، اكد ناصر الشعالي مدير العمليات المالية في مركز دبي المالي العالمي "انا على ثقة ان النمو سيتواصل" رغم حالة البلبلة التي تشهدها اسواق المال والاستثمار في المنطقة.
واوضح المستشار المالي حسن ذهبية ان "50 الى 70 بالمئة من الاسهم تملكها حكومات و20 الى 30 بالمئة بيد كبار التجار" وهذه الجهات لا تتأثر كثيرا بما يجري في سوق الاسهم التي يتضرر من تراجعها بشكل خاص صغار المساهمين.
واضاف ان هذه الجهات "يجب ان تكون لها خطط بعيدة المدى وان يكون هدفها استقرار السوق وعليها ان تتدخل لاعادة الثقة"، مشددا بوجه خاص ان "على الحكومات ان تتدخل" لاعادة الاستقرار والثقة الى الاسواق.
من جهته دعا محمد عمران المسؤول في صندوق النقد الدولي لمنطقة الشرق الاوسط واسيا الوسطى الى "وجود صانع سوق او المستثمر المؤسس القادر على التحمل الطويل الامد بحيث تحصل بوجوده عملية تحديد للخسائر في الاسواق".
واوضح عمران الذي شدد على انه يتحدث بوصفه محللا اقتصاديا "ان الافراد هم الذين يتأثرون من تراجع اسعار الاسهم الذي لن يكون له اي تأثير على النمو الاقتصادي ككل بسبب تواصل ارتفاع اسعار النفط وسياسات الاصلاح المتبعة في دول الخليج".
وفي تحليله للوضع الراهن، اشار عمران الى ان "عمليات صعود الاسعار في السنوات القليلة الماضية لم تكن طبيعية وفي المقابل فان التراجع جاء حادا بشكل كبير ولكان ربما عاديا لو تم على فترة اطول من الزمن".
واوضح ان الوضع سيحكمه في الفترة القادمة اولا "اداء المستثمرين الذين يعيشون حاليا حالة بلبلة وثانيا ارباح الشركات التي ستظهر في الربع الاول من العام الحالي التي ستحدد بشكل كبير توجهات" اسواق المال الخليجية.
وسجلت البورصات الخليجية ارباحا ضخمة في السنوات الخمس الماضية دون ان تشهد عملية تصحيح حقيقية حيال التراجع.
وتضاعفت القيمة الاجمالية للبورصات الخليجية التي لم تكن تزيد عن 119 مليار دولار في 2000، تسع مرات في غضون خمس سنوات لتبلغ 1,146 تريليون دولار.
وتزايدت العائدات بسرعة هائلة لتبلغ 1,386 تريليون دولار مقابل 552 مليار دولار في 2004.
غير ان حسن ذهبية بدا غير مقتنع باقتراح ايجاد صانع سوق، مشيرا الى ان "صانع السوق هدفه الربح" في حين ان المطلوب هو جهة تضمن الاستقرار في الاسواق وثقة المتعاملين بها وهي في نظره الحكومات التي تملك غالبية اسواق المال الخليجية.
واقترح في المقابل ايجاد "صندوق" للحفاظ على استقرار الاسواق يمكن اقتطاع مخصصاته من جزء من ارباح الشركات او حتى من صندوق الاحتياطي القانوني للشركات او من جزء من الزيادة في اسعار النفط "للحفاظ على استقرار الاسواق وثقة المتعاملين بها".
كما اقترح عدد من المشاركين ايضا انشاء اكاديمية او معهد متخصص لتوعية المستثمرين وباقي المتعاملين مع البورصات ولتأهيلهم للتعاطي مع اسواق المال بشكل علمي مدروس.
في هذه الاثناء صبت سيدة الاعمال والكاتبة الصحافية السعودية حصة العون غضبها على مجلس التعاون الخليجي وما اسمته "صياغات خارجية" للبورصات الخليجية.
وقالت ان "مجلس التعاون فشل فشلا ذريعا" في مجال التنسيق الاقتصادي والنقدي كما ان "صياغة البورصات الخليجية كانت من جهات خارجية من خلال هيئات استشارية لا تعرف واقعنا وتضع لنا برامج وخططا تساهم في انهيار اقتصادياتنا
تدهور البورصة السعودية دوامة تجر الاسواق المالية الخليجية الاخرى
بعد سنوات من الارباح الضخمة، واصلت سوق الاوراق المالية السعودية تدهورها الثلاثاء تحت تأثير المضاربات ما ادى الى جر الاسواق المالية في الدول الخليجية النفطية الاخرى الى التدهور بالاضافة الى السوق المالية في القاهرة.
وانخفض مؤشر سوق الرياض المالية لليوم الرابع على التوالي الى ما دون عتبة الخمسة عشرة الف نقطة النفسية للمرة الاولى هذا العام.
ومع هذا الانهيار الجديد، تراجع المؤشر السعودي بنسبة 10.92% منذ بداية العام وبنسبة 27.9% مقارنة بمستواه القياسي الذي بلغ 20634 نقطة في 25 شباط/فبراير.
وخسر المؤشر 17% من قيمته في الايام الاربعة الاخيرة.
وبلغ التدهور ايضا سوق الاوراق المالية في دبي حيث انخفض المؤشر بنسبة 7،11%. وقد خسرت هذه السوق 40% منذ نهاية العام 2005.
لكن الصدمة لم تتوقف هنا فقد اصابت ايضا الاسواق المالية خارج منطقة الخليج اذ سجلت بورصة القاهرة خسارة نسبتها 6.4%.
من جهتها، تراجعت اسواق الاوراق المالية في كل من ابو ظبي والكويت والدوحة بنسب 4.44% و3.7% و3.3% على التوالي.
وقال استاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز في جدة (غرب السعودية) علي دقاق "اعتقد اننا على مفترق".
وقال "انها بلا شك بداية انهيار".
وطالب "بتحركات وقرارات سريعة لاعادة الثقة الى المستثمرين" السعوديين الذين هم في غالبيتهم مضاربون تجذبهم احتمالات الربح السريع.
وتراجع اسواق المال في المنطقة هو نتيجة لتراجع سوق الرياض لان المتعاملين السعوديين الذين يستثمرون بقوة في كافة الاسواق المالية في الشرق الاوسط، اضطروا الى التخلي في الايام الاخيرة عن قسم من اسهمهم مقابل الحصول على السيولة وتغطية الخسائر التي منوا بها في السوق السعودية.
وقال "انه رد فعل متسلسل. سحب المستثمرون السعوديون القسم الاكبر من اموالهم من الاسواق المالية في الشرق الاوسط بما فيها مصر والاردن، مما تسبب بالتدهور".
وبورصة الرياض هي الاكبر في المنطقة لانها تمثل لوحدها اكثر من نصف الرسملة في الاسواق المالية العربية.
وشهدت الاسواق المالية في الدول الخليجية والتي تأثرت بغزارة السيولة الناجمة عن ارتفاع اسعار النفط الخام، انتقال رسملتها من 119 مليار دولار في 2000 الى 1146 مليار دولار في نهاية 2005.
وانخفض هذا الرقم الثلاثاء الى ما دون الالف مليار دولار.
وقال الاقتصادي السعودي عبد العزيز داغستاني "ان قرابة 60% من المستثمرين السعوديين هم من المتعاملين الصغار" الذين يضاربون. واضاف انهم "يحاولون الانسحاب ما ان يبدأ الانخفاض، فيزيدون بذلك تدهور السوق".
ويعود حجم التدهور الى حجم هذه المضاربة.
واضاف داغستاني ان نشاط الاسواق المالية في "غالبية الاسواق في الخليج" اقرب في الاونة الاخيرة "من اللعبة منه الى الاستثمار. هذا هو سبب التدهور السريع الذي نشهده".
في دبي، اعتبر مسؤول كبير في صندوق النقد الدولي يشارك في منتدى حول الاسواق المالية في الخليج، ان هذا التدهور لن يؤثر على النمو الاقتصادي.
وقال محمد عمران "انهم الافراد الذين سيتأثرون".
واضاف "ان النمو الاقتصادي لن يتأثر انطلاقا من اسعار النفط والسياسات الاصلاحية المطبقة في دول الخليج".
اما بالنسبة الى اين ستصل الازمة، فاعتبر عمران ان كل شيء يتوقف على "درجة الهلع لدى المستثمرين".
الثلاثاء الاسود: بورصتا ابوظبي ودبي تخسران اكثر من 11 مليار دولار
اصيبت اسواق الاسهم في دولة الامارات العربية المتحدة الثلاثاء بعدوى سوقي الاسهم في الكويت والسعودية وسجلت ثلاثاء اسودا بكل المقاييس بعدما منيت بخسائر فاقت كل التوقعات وسجلت معظم الاسهم انخفاضا قارب الحد الادنى المسموح به 15 في المائة.
وبلغت خسائر سوقي ابوظبي ودبي اليوم 41.8 مليار درهم (11.3 مليار دولار) حيث انخفض مؤشر السوق6.2 في المائة ليغلق على مستوى 5103 نقطة بعد تداول ما يقارب 180 مليون سهم بقيمة اجمالية بلغت 1.6 مليار درهم (435 مليون دولار) من خلال 13154 صفقة.
وبلغ عدد الشركات التي تم تداول اسهمها 59 من اصل 92 شركة مدرجة في الاسواق المالية حققت اسعار اسهم 3 شركات ارتفاعا في حين انخفضت اسعار اسهم 56 شركة بينما لم يحدث اي تغير على اسعار اسهم باقي الشركات.
من جهته انخفض مؤشر سوق دبي اليوم بنسبة 11.7 في المائة بعد خسارته 81 نقطة ليغلق عن حد 611 نقطة في حين انخفض سوق ابوظبي بنسبة 4.4 في المائة بعد فقدانه186.7 نقطة ليغلق عند 4021 نقطة.
وفاق تأثير الانخفاض الحاصل الثلاثاء ردود الفعل العادية الى درجة ان اجهش بعض المستثمرين في سوقي دبي وابوظبي بالبكاء خاصة المستثمرين الذين يمولون اسهمهم بقروض بنكية اذ تعدت الخسائر حدود رأس مالهم وقضت على قروضهم فاصبحوا مدانين بعد ان كانوا مستثمرين.
وقال احد المستثمرين الذي شدد على عدم ذكر اسمه انه يستثمر في سوق دبي 3 ملايين درهم (817 الف دولار) وحصل على قرض بخمسة اضعافها من البنك بقيمة 15 مليون درهم (4 ملايين دولار) وان خسارته اليوم "اكلت" مبلغه الاصلي وبخرت ربع قرض البنك.
ومن اجمالي الشركات المدرجة في سوق دبي انخفضت اسعار 22 شركة من اصل 24 شركة تم تداول اسهمها وثبت سعر واحدة وارتفعت واحدة فقط وهي دبي الوطنية للتامين.
وفي سوق ابوظبي انخفضت اسعار اسهم 32 شركة من اصل 35 تم تداول اسهمها الثلاثاء وارتفع سعر بنك ابوظبي الوطني والشركة العالمية لزراعة الاسماك فقط.
ومن المفارقات التي سجلها سوق دبي اليوم ان طلبات الشراء على الاسهم سجلت صفر في 25 شركة ساعة اغلاق السوق ما يؤشر بحسب خبراء ماليين الى حالة خطر حقيقة تستدعي تدخلا سريعا.
ومن المفارقات ايضا ان سهم شركة اعمار العقارية الذي توقع له معظم المحللين الارتفاع الثلاثاء وبنسبة عالية نظرا لان اليوم 14 مارس/اذار هو اخر يوم لاستحقاق التوزيعات النقدية التي اقرتها الشركة والبالغة 40 فلس عن كل سهم.
وبرغم ذلك انخفضت اسهم اعمار من 16.6 درهم (4.5 دولار) عند الافتتاح واغلق على سعر 15.5 درهم (4.2 دولار) بعد ان وصل خلال التداولات الى سعر 14.25 درهم (3.8 دولار) ليسجل انخفاض بنسبة 7.1 في المائة بعد تداول 56.7 مليون سهم بقيمة 882.8 مليون درهم (240.5 مليون دولار).
واعتبرت مصادر في سوق الاسهم الاماراتية ان الانخفاض الحاد في اسعار الاسهم حاليا يشير الى ان هناك شحا حقيقيا في السيولة في الاسواق المالية حتى لو اظهرت الارقام التي تعلن حول الاكتتابات العامة خلاف ذلك.
واضافوا ان السيولة الموجودة لم تعد متاحة في ايدي المستثمرين بعدما اعيد توزيعها من خلال عمليات الاكتتاب وزيادة راس المال لتتجمع عمليا لدى البنوك والشركات المساهمة وتحرم منها الاسواق.
وتوقعت مصادر مصرفية ان يتجاوز حجم تغطية اكتتابي تمويل والاتصالات المتكاملة حاجز ال 700 مليار درهم (190.7 مليار دولار) في مقابل 3 مليارات درهم (817 مليون دولار) المطلوب جمعها لتغطية 55 في المائة من راسمال تمويل و20 في المائة من الاتصالات المتكاملة.
ودعا خبراء ومستثمرون الحكومة الى اتخاذ اجراءات لوقف الاكتتابات الجديدة والحد من عمليات زيادة الرساميل ولو لفترة مؤقتة الى ان يعاد تنظيم هذه الاجراءات وفقا لاوضاع السوق لحماية اسواق الاسهم من استمرار حالة النزيف والذي ادى عمليا الى تآكل قيمة الاسهم بنسب كبيرة وكبد المستثمرين خسائر حادة لم يعد من السهل تعويضها الآن.
وطالب المستثمرون تدخل حكومي سريع للحد من حالة النزيف التي اصابت السوق خاصة ان انعكاسها سيتعدى حدود السوق لينسحب على كافة مناحي الحياة اذ ان كثيرا من المستثمرين قد يعلنون افلاسهم اذا ما استمر السوق على هذه الحال لايام.
المصدر: ميدل ايست ـ وكالات ـ الجمل
إضافة تعليق جديد