اتهامات عراقية للقوات الأميركية بإلقاء مساعدات لتنظيم «داعش»
في وقت تتواصل الاتهامات العراقية للقوات الأميركية بإلقاء مساعدات لتنظيم «داعش»، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن حوالي عشرة آلاف بندقية من طراز «أم ـ 16» وإمدادات عسكرية أخرى بقيمة حوالي 17.9 مليون دولار أميركي وصلت إلى العراق، الأسبوع الحالي.
وتأتي الأنباء عن الجهود الأميركية لتسليح القوات العراقية بعد الجدل الذي أحدثته تصريحات مسؤولين عسكريين أميركيين الأسبوع الماضي، حول موعد عملية الموصل، واتهامات أطراف داخلية عراقية لواشنطن بالسعي إلى استغلال هذه المعركة لصالح نفوذها على بغداد.
وقال المتحدث باسم البنتاغون ستيف وارن إن عشرة آلاف منظار و100 ألف مظروف ذخيرة أرسلت أيضا إلى العراق في إطار اتفاق عسكري عاجل، كما لفت إلى أن بلاده أرسلت 232 صاروخا من طراز «هيلفاير» للقوات العراقية. وتعد هذه الكمية من الأسلحة ضئيلة، بحيث قد لا تكفي لمعركة واحدة مع مسلحي «داعش» خصوصاً أن النمط المعتمد في المعارك مع التنظيم يعتمد على ضرورة وجود إسناد ناري كبير.
وفي حادثة جديدة تضاف إلى الدلائل على دور مريب يلعبه الطيران الأميركي فوق المناطق العراقية، كشف مستشار محافظ بابل للشؤون الأمنية ثامر الخفاجي، أمس، عن هبوط عدد من مروحيات «الاباتشي» الأميركية بالقرب من منزل الشيخ قاسم سويدان الجنابي في ناحية اللطيفية، جنوبي بغداد، الذي قتله مسلحون مجهولون الأسبوع الماضي.
ولفت الخفاجي إلى أن طائرات مروحية أميركية حطت أيضا «في منطقة جفجافه القريبة من مجمع حطين بناحية الإسكندرية، (55 كيلومترا شمال الحلة)، فضلاً عن هبوط طائرات في منطقة الرحالية التابعة لمحافظة كربلاء».
وأكد المسؤول العراقي أن «مجلس بابل أصدر قراراً بضرب أي طائرة لم تحصل على أذن بالمرور بسماء مناطق شمال بابل مهما كانت حكومية أو صديقة»، مشيراً إلى أن «القوات الأمنية قامت بتفتيش تلك المناطق ولم تجد أسلحة أو مواد غذائية تم إنزالها هناك»، مشيراً إلى أن «القوات الأمنية وفصائل المقاومة الإسلامية قتلت قبل يومين ثلاثة من عناصر تنظيم (داعش) حاولوا التسلل إلى منطقة الفاضيلة التابعة لناحية جرف الصخر، (60 كيلومترا شمال الحلة)».
وكان رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي حاكم الزاملي قد اتهم «التحالف الدولي» بـ «خرق سيادة العراق والأعراف الدولية وإطالة أمد الحرب مع تنظيم (داعش)»، وأكد وجود وثائق وصور تثبت «إلقاء طائراته مساعدات لتنظيم داعش»، مطالبا الحكومة بتقديم موقفها من تلك الخروقات، داعيا وزارة الدفاع وقيادة الدفاع الجوي إلى رصد حركة الطيران و «نصب كمائن» لإيقاف هذه الطائرات.
وبثت مقاطع فيديو، خلال الأيام الماضية، تظهر طائرات مجهولة وصفت بأنها أميركية، ألقت صندوقين خشبيين على المنطقة التي تحاصرها القوات الأمنية ويسيطر عليها تنظيم «داعش» في قضاء بلد، جنوب تكريت حيث تحضر القوات العراقية لعملية عسكرية كبيرة باسناد من «الحشد الشعبي».
وفي هذا السياق أكد زعماء عشائر عراقية أن تنظيم «داعش» خطف حوالي مئة رجل من العشائر قرب تكريت، قبيل العملية، حيث تحشد القوات العراقية و «الحشد الشعبي» منذ أيام تحضيرا للهجوم على معاقل التنظيم على طول نهر دجله إلى الشمال والجنوب من مسقط رأس الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.
ولفت زعماء العشائر المحليين إلى أن مقاتلي «داعش» اعتقلوا حوالي 42 من رجالهم في بلدة الربيضة، وأكد حاتم العبيدي وهو أحد سكان البلدة أن عناصر التنظيم «اقتحموا المنازل وطلبوا الهواتف النقالة»، وأضاف «كانوا يدققون بكل محتويات الهواتف التي يمكن أن تظهر اصطفاف صاحبها ضدهم» مشيرا إلى أن هاتفه النقال أعيد إليه بعد أن أبلغه أحد المقاتلين أنه «نظيف».
بدوره أكد كريم العبيدي الذي غادر الربيضة إلى محافظة ديالى لتجنب الاختطاف أن 56 رجلا اعتقلوا بعد اتهامهم بالانضمام إلى فصيل موال للحكومة.
وذكر الجيش العراقي أن نحو ألفي مقاتل من «الحشد الشعبي» احتشدوا على مقربة من تكريت تحضيرا لعملية عسكرية كبيرة ضد «داعش»، كما أكد محافظ صلاح الدين رائد الجبوري أن خمسة آلاف مقاتل من الجيش و «الحشد» سينضمون إلى «عملية تحرير تكريت».
وفي هذه الأثناء نفذت أولى طائرات «رافال» الفرنسية العاملة على متن حاملة الطائرات «شارل ديغول» المتمركزة في الخليج، عملياتها فوق الأراضي العراقية بعد يومين من بدء مشاركة «ديغول» في عمليات «التحالف الدولي» المزعوم ضد «داعش». وقال مصدر عسكري فرنسي أن القصف طال «معسكر تدريب تستخدمه داعش في غرب العراق قرب الحدود مع سوريا في القائم».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد