إغراء المدخنة عمره سيجارة!

ترافقهم في المدرسة والبيت والنزهة. لا يوفرون فرصة لطلب إذن بحجة العطش أو قضاء حاجة بهدف حصولهم على بضع دقائق لتذوقها ونفخها في الهواء. إنها السيجارة الذي تشغل عقول الشباب السوريين لحظة دخولهم أول عمر المراهقة لدرجة الهوس.

ناهد احمد، مدرّسة لغة إنكليزية، تقول: «ما إن أدخل قاعة الدرس حتى تبدأ طلبات الخروج من الصف لخمس دقائق لتنشق الهواء والاستراحة». ويقول محمد الجنيد (16 عاماً) طالب في الصف الثاني ادبي وتلميذ ناهد في حصة الانكليزية: «نطلب الخروج بحجة أن استاذ اللغة الفرنسية أنهكنا ونريد استراحة».

غير ان المدرس بريء من هذا الاتهام. فمحمود خلف زميل محمد في الصف يقول: «لا يمكنني قضاء ساعة واحدة من دون تدخين، فالسيجارة أهم عندي من علبة النيدو (حليب مجفف) والفواكه والخبز».

إقبال المراهقين على التدخين ليس مرده إلا تحقيق «حظوة اجتماعية» بين الرفاق. «أصبحت رجلاً ويمكنني فعل ما أريده والتدخين يعطي انطباعاً بالنضوج لدى الشاب»، يوضح محمد.

ويرى البعض أنه كلما أقبل الشاب على التدخين في عمر مبكر، أصبح أكثر قدرة على مواجهة الحياة. ويقول أدهم عاقر: «بدأت التدخين منذ كان عمري سبع سنوات واجتزت صعوبات كثيرة بفضل الاسترخاء والهدوء اللذين منحتني إياهما السيجارة».

غير أن للتدخين بين الشابات السوريات سبباً آخر جديداً، خصوصاً انهن بدأن يقبلن عليه بكثرة بعد مشاهدة نجماتهن يدخّن في المسلسلات.

ويكفي أن نلقي نظرة سريعة على المقاهي الشبابية لنرى سحابات من الدخان تتطاير من أفواه شابات في مقتبل العمر. منى مرزوق مدرّسة لغة تتردد على تلك المقاهي مع صديقاتها وترى ان «التدخين أصبح ثقافة فيها شيء من المساواة بين الرجل والمرأة ونقطة جذب العرسان». وتستشهد المدخنات على ذلك بأن التدخين منتشر بين المتعلمات والمثقفات أكثر منه بين الريفيات والأميات. وتضيف منى: «من تريد أن تبدو أنيقة ومتكلفة وتجذب عريساً تدخن مثل سلاف فواخرجي في مسلسل أسمهان مثلاً». وتثني سمر وسوف الطالبة في الصف الثاني ثانوي، على رأي مدرّستها منى في ما يخص تقليد الفنانات الشهيرات. «المرأة يمكنها أن تذوب الرجل بسيجارة شريطة أن تعرف كيف تدخنها بطريقة جذابة»، كما تقول سمر.

في المقابل، يؤكد بعض الشباب، ممن التقتهم «الحياة» وسألتهم عن رأيهم بالمرأة المدخنة، أن نسبة الفتيات المدخنات ازدادت كثيراً في السنوات الأخيرة، لاعتقاد البعض منهن بأن الرجل ينجذب إلى المرأة من طريقة تدخينها السيجارة.

ويقول علي أبو دان الطالب في كلية العلوم الطبيعية: «أحياناً تدخن الشابات بطريقة مغرية جداً وفيها إيحاءات، فينجذب الشاب اليها، لكن مدة السيجارة فحسب ولا يلبث أن يعود إلى رشده».

عفراء محمد

المصدر: الحياة