أنقرة تهاجم أكراد العراق وتقتل 110 أشخاص وتتسبب بنزوح 200 ألف
تركزت عمليات الجيش التركي في اليومين الماضيين على بلدتي جيزرة وسيلوبي، قرب الحدود مع العراق وسوريا، الخاضعتين لحظر تجوال منذ نحو أسبوع. ووقعت معارك عنيفة في بلدتي نصيبين وضارغاتشيت، في إقليم ماردين الحدودي، وفي حي سور التاريخي في دياربكر، أكبر مدن المنطقة.
ووفق مصادر إعلامية، يشارك نحو 10 آلاف من العسكريين الأتراك في الحملة، تدعمهم الدبابات والمروحيات، وذلك في أكبر عملية تشنها أنقرة ضد المعاقل الكردية منذ انهيار وقف إطلاق النار الصيف الماضي. وتستهدف نيران الدبابات والمدفعية أهدافاً داخل المدن والبلدات الكردية، تقول المصادر العسكرية التركية إنها «تابعة لحزب العمال الكردستاني»، فيما تتحدث مصادر أمنية وشهود عن تضرر مئات المنازل، وعن قذائف هاون لم تنفجر داخل المباني السكنية. وقام قائد القوات المسلحة التركية، خلوصي اكار، بتفقد قواته، أول من أمس، في منطقة العمليات. وأعلن الجيش في المناسبة أن «العمليات في المنطقة ستتواصل بتصميم، حتى إعادة النظام العام»، كذلك أعلن الجيش أن قاذفاته قصفت يوم الجمعة الماضي ما وصفته بمعسكرات لحزب العمال الكردستاني في شمالي العراق.
وأدّت الحملة العسكرية، التي انتقلت من استهداف المناطق الريفية إلى المدن، إلى نزوح حوالى 200 ألف شخص من المنطقة التي باتت مشاهد منازلها ومستشفياتها ومدارسها المدمرة تشبه تلك التي في سوريا. وانقطعت الخدمات الصحية، بعد مغادرة غالبية الأطباء المنطقة. كذلك استدعت وزارة التعليم مدرسيها من المنطقة، لينقطع العام الدراسي.
وعلى إثر فوز حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات التشريعية في تشرين الثاني الماضي، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تكراراً، نيّته «استئصال» حزب العمال الكردستاني، متّهماً حزب الشعوب الديموقراطي، ذي الغالبية الكردية والتمثيل النيابي الوازن، بكونه واجهة سياسية للحزب المقاتل. وأمس، ندّد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، «بمحاولة (الكردستاني) افتعال حرب أهلية»، مؤكداً أن الحملة العسكرية، التي يعارضها بشدة العديد من المعارضين السياسيين وأوساط اجتماعية واسعة، ستتواصل حتى تحقيق غايتها. «نحن نواجه منظمة وحشية تسعى الى استغلال الشباب بهدف تدمير حياة الناس عبر إقامة المتاريس»، قال داود أوغلو، واعداً بتقديم مساعدات مالية للسكان النازحين من المنطقة، ولأصحاب الشركات والمتاجر المتضررة من الحملة.
دميرطاش يتوجه إلى موسكو الأسبوع المقبل
وفي المقابل، رأت الجمعية التركية لحقوق الانسان أن «العمليات (العسكرية) واللجوء الممنهج إلى منع التجوال تشكل عقوبات جماعية غير مقبولة». وتظاهر الآلاف في بلدات ومدن عدة، تنديداً بالحملة العسكرية التي تشنّها أنقرة. وكما العادة، فرّقت الشرطة هذه التظاهرات بالقوة، مستخدمة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، وفق وكالة أنباء دوغان التركية. وأمس، أطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المحتجين في ميدان تقسيم في وسط إسطنبول، كانوا يندّدون بالحملة العسكرية وحظر التجوال في جنوبي شرقي البلاد. وبحسب شهود، طارد العشرات من أفراد شرطة مكافحة الشغب المحتجين في الشوارع الجانبية، ودفعوا المارة جانباً، واعتُقل محتجان على الأقل، فيما أغلقت المتاجر أبوابها.
وفي هذا السياق، أعلن أمس حزب الشعوب الديمقراطي أن زعيمه صلاح الدين دميرطاش ينوي السفر إلى موسكو الأسبوع المقبل، وذلك للقاء وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، وبحث فتح ممثلية لحزبه في العاصمة الروسية.
وفي كلمة له يوم أول من أمس، قال أردوغان إن «صراع القوى في سوريا تحوّل، بذريعة الحرب على داعش، إلى مأساة، حيث الجميع يسعى إلى سلب دور الآخر». وأضاف الرئيس التركي أنه «عند النظر إلى عمليات ذلك البلد الذي يقصف سوريا (في إشارة إلى روسيا)، نرى أن 10% منها تستهدف تنظيم داعش، و90% تستهدف المجموعات المعارضة للنظام، بينهم إخوتنا التركمان؛ أي إنه يستهدف المسلمين». ورأى أردوغان أنه «لا فرق بين (حزب العمال الكردستاني)، ومنظمة الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب... الشيء المؤلم هو أن تلك المنظمات الإرهابية الموجودة في المنطقة تتغذى بشكل مكشوف أو مخفي من المصادر نفسها»، متحدثاً عن ضرورة القضاء على داعش بأقصى سرعة ممكنة. والجدير ذكره أن أطرافاً عدة في المعارضة التركية تتهم أنقرة بدعم داعش، وغيره من التنظيمات الإسلامية التكفيرية، مالياً ولوجسيتاً واستخبارياً.
وفي السياق نفسه، قال داود أوغلو، السبت، إن «الأزمة السورية لا يمكن أن تنتهي من دون تنحّي الأسد عن السلطة لمصلحة حكومة شرعية»، وإنه «لا يمكن لأي خطوة، تضمن استمرار النظام الفاقد للشرعية، أن تأتي بالأمن والاستقرار إلى سوريا».
المصدر: الأخبار+ وكالات
إضافة تعليق جديد