أكرم خزام من «الجزيرة» و«روسيا اليوم» إلى قناة «الحرة»

19-02-2008

أكرم خزام من «الجزيرة» و«روسيا اليوم» إلى قناة «الحرة»

لا ينفي الإعلامي السوري أكرم خُزام صفة المشاكس عن نفسه، إذ يتساءل: «كيف للمرء أن يكون صحافياً إن لم يكن مشاغباً ومشاكساً وفضولياً». ونظراً لاقتناعه بهذه الأساليب، فضلاً عن شرطه الرئيس المتمثل في «المهنية»، فإن الفضائيات التي عمل فيها عجزت عن استيعاب مطالبه، فقناة «الجزيرة» استغنت عن خدماته، ببساطة، بعد عمله مراسلاً لها في موسكو أكثر من تسع سنوات، والسبب كما يقول انه كان أميناً لمبدأ «الرأي، والرأي الآخر، بينما تخلت القناة عن هذا الشعار لحساب أجندات وأهداف أخرى، فهي لو كانت أمينة لهذا المبدأ لما ظهر الخلاف أصلاً».

ويشير خزام،  الى أن «من حق أي وسيلة إعلامية أن تبث ما تراه مناسباً لسياستها، ومن حق أصحابها أن يروجوا لوجهات النظر وللآراء التي يؤمنون بها، ولكن ليس من حقها أن تعرّف عن نفسها بشعارات ومبادئ إعلامية كبرى من قبيل «الموضوعية، والحياد، والصدقية...» ثم تناقض تلك المبادئ. هنا ثمة صفة واحدة تنطبق على هذه القنوات، وهي أنها «مضللة». من هنا أرى إن قنوات الأغاني الهابطة والفن الرخيص، تكون، والحال كذلك، أكثر صدقية من تلك القنوات التي تدعي الرصانة، والجدية، فهي، على الأقل، لا تخفي «ابتذالها» خلف شعارات كبيرة».

لم يختلف الأمر مع قناة «روسيا اليوم»، الناطقة بالعربية، التي عمل فيها خزام فترة وجيزة، وآثر أن يتركها بعد أن اكتشف أن «المهنية في هذه القناة تذهب ضحية الدعاية الفجة». ويعزو سبب عجز هذه القناة عن التأثير والمنافسة إلى «التدخل الأمني المباشر والمستمر في عملها»، من هنا فضل عدم المشاركة في هذه «المهزلة» بحسب وصفه، ليستقر أخيراً، ومنذ اشهر، في قناة «الحرة» كمراسل جوال في الشرق الأوسط بغرض تغطية القضايا الخاصة.

خزام الذي فشل في الحصول على موافقة وزارة الإعلام السورية لافتتاح مكتب لـ «الحرة» في دمشق، يقول ان «مساحة الحرية، والمهنية التي يبحث عنها متوافرة في هذه القناة»، ما يعني انه قد يستمر في العمل معها، مشيرا إلى ان «الحرة» لم تفرض عليه أيةشروط سوى «عدم التعرض للأقليات القومية، وللحريات، ولحقوق الإنسان»، وهي مبادئ كما يقول خزام: «اتفق معها بالطبع».

ويشترط خزام على الصحافي أن يكون «متطفلاً، وفضولياً، أما إذا خضع لهذه الجهة أو تلك، عندئذ، يصبح «مراسلاً حزبياً». ويضرب أمثلة كثيرة على هذا المبدأ، «فحينما يذهب المراسل إلى تركيا، مثلاً، ويرى تظاهرة ضد الولايات المتحدة، عليه أن يعطي هذه التظاهرة حقها في التغطية الإعلامية»، وعندما يقول في تقريره إن «قسماً من الشعب التركي يناهض السياسة الأميركية»، وتشطب هذه العبارة، حينئذ، عليه أن يغادر المحطة». وكذلك في الحدث اللبناني ينبغي أن يتعامل المراسل معه بحياد، وحرفية، فإذا أظهر وجهة نظر أحد الطرفين، عليه أن يظهر وجهة النظر الأخرى، ويترك الحكم للمتلقي، ويضيف: «إن مهمتي، كمراسل، تتمثل في انتزاع الآراء والمعلومات من مختلف الأطراف والفرقاء. ثم إن القضايا العادلة لا تحتاج إلى هذا الانحياز الفج الذي يمارسه بعض الفضائيات، بل أن هذا الانحياز الدعائي يفقد القضية العادلة قيمتها».

ويعارض خزام صفة السلطة الرابعة التي تطلق على الصحافة في البلاد العربية، ويقول: «هذه الصفة قد يصح إطلاقها على الإعلام الغربي، أما في الإعلام العربي فهي نوع من الكوميديا، إذ كيف تكون الصحافة، سلطة رابعة في غياب السلطات الثلاث الأخرى: التشريعية، والتنفيذية، والقضائية»، مشيراً إلى أن «فضح سجن أبو غريب، مثلاً، جاء من الإعلام الغربي، وكذلك كشف كثير من الحقائق عن الحرب الأميركية على العراق يأتي من الإعلام الغربي الذي يتمتع بحرية واسعة. ويضيف: «بينما كانت الجزيرة تلتزم في السنوات السابقة بعض المعايير المهنية، أضحت تنحاز، الآن، إلى قضايا معينة، دون سواها، ومراسلوها تحولوا إلى ناطقين رسميين باسم هذا النظام أو ذاك، وهذا الأمر ينطبق على غالبية الفضائيات العربية التي تحجب الحقائق، وتساهم في تخريب وعي المشاهد».

إبراهيم حاج عبدي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...