أكاذيب وحقائق تقاريرمراكز الأبحاث حول الوجود الأمريكي في العراق

23-12-2007

أكاذيب وحقائق تقاريرمراكز الأبحاث حول الوجود الأمريكي في العراق

الجمل: تشير التصريحات والإحصائيات والمعلومات الرسمية الصادرة بواسطة الإدارة الأمريكية ونظام المتعاملين العراقيين الموجود في بغداد إلى انخفاض العنف وأعداد الضحايا من المدنيين والعسكريين، ولكن في نفس الوقت تتضارب هذه المعلومات والإحصائيات مع الوقائع والمؤشرات الجارية ميدانياً في العراق، وعلى هذه الخلفية انقسم المراقبون إلى متفائلين بمستقبل الوجود الأمريكي في العراق ومتشائمين إزاء هذا الوجود، إضافة إلى فريق ثالث يقف محايداً على غرار مبدأ "دعنا ننتظر ونرى" ما الذي سيحدث غداً.
* معهد المسعى الأمريكي: إدارة أسلحة الخداع الاستراتيجي الشامل:
تعاملت إدارة بوش خلال مطلع العام الماضي بشكل "مخادع" مع توصيات لجنة بيكر – هاملتون (مجموعة دراسة العراق)، وبدلاً عن ذلك فاجأت الرأي العام الأمريكي والدولي باعتماد توصيات تقرير لجنة معهد المسعى الأمريكي التي أشرف على وضعها اليهودي الأمريكي فريدريك كاغان، زعيم جماعة المحافظين الجدد ومهندس استمرار الوجود الأمريكي في العراق.
طرحت إدارة بوش إستراتيجية زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق، سعياً لحل الأزمة العراقية عن طريق "الهروب إلى الأمام". ولكن، وبعد مرور عام، هل حققت إستراتيجية بوش أهدافها أصبح العراق ماضياً في نموذج للتنمية على غرار النموذج الكوري الجنوبي الذي بشرت إدارة بوش العراقيين به؟؟
* استقرار العراق: "سرديات" على طريق الخداع:
نشر معهد السلام الأمريكي تقريراً حمل عنوان "تقدم سياسي في العراق خلال فترة زيادة القوات"، أما مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية فنشر تقريراً حمل عنوان "تقدم في العراق: تقرير كانون الأول حول قياس الاستقرار والأمن في العراق":
• يقع تقرير معهد السلام الأمريكي في عشرين صفحة وقد قامت بإعداد التقرير رند الرحيم وهي "مواطنة" عراقية وتتقلد المناصب التالية:
* زميلة رفيعة المستوى في معهد السلام الأمريكي.
* المدير التنفيذي لمؤسسة العراق – الأمريكية.
* ممثلة ومندوبة للعراق لدى الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من عام 2003م حتى عام 2004م.
* المسؤولة عن البعثة العراقية لدى الولايات المتحدة.
* تقدم الشهادات والإفادات للكونغرس الأمريكي وتحديداً أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث قدمت إفادتها الشهيرة أمامه في كانون الثاني 2007م، والتي أبدت فيها مدى أهمية استمرار الاحتلال الأمريكي للعراق على النحو الذي أدى لـ"إحراج" العديد من أعضاء مجلس الشيوخ من الديمقراطيين الذين كانوا متحمسين آنذاك ضد سياسة إدارة بوش الهادفة لاستمرار الاحتلال العسكري الأمريكي للعراق. هذا وتقول الخبيرة العراقية رند الرحيم بأنها قد جمعت معلومات التقرير من المصادر "الموثوقة" الآتية:
 * "كبار المسؤولين" في نظام نوري المالكي.
 * أعضاء "البرلمان" العراقي الحالي.
 * زعماء "الكتل البرلمانية" العراقية الحالية.
 * زعماء الأحزاب السياسية العراقية الموجودين في بغداد.
واستناداً إلى هذه المعطيات لا يمكن القول بأن تقرير معهد السلام الأمريكي سوف يشير إلى شيء بخلاف أن "سياسة بوش إزاء العراق قد حققت النجاح الباهر".
• يقع تقرير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في 12 صفحة، وقد أعده الخبير الاستراتيجي الأمريكي الشهير أنطوني إتش كورديسمان الحائز على كرسي أورلييه بوركه في العلوم الإستراتيجية. وقد حاول كورديسمان ترويج فكرة أن إستراتيجية إدارة بوش إزاء العراق قد نجحت في إحراز التقدم، وذلك على أساس اعتبارات أن الوضع السائد حالياً في العراق قد أصبح أقل خطراً عن الوضع الذي كان سائداً في نهاية عام 2006م الماضي. كذلك تطرق كورديسمان إلى ما أطلق عليه تسمية "المشروطيات" اللازم تطبيقها خلال عام 2008م القادم لكي تحول إدارة بوش هذا "التقدم" إلى "نصر نهائي" وهي:
* بناء شراكة إستراتيجية أمريكية – عراقية تركز على قيام الإدارة الأمريكية بتقديم المساعدات للعراق في مجالات:
 * بناء قوات الأمن العراقية.
 * إعادة تعمير العراق.
 * تحرير الاقتصاد العراقي.
 * إنجاز المصالحة الوطنية العراقية.
 * تطبيق النظام الفيدرالي.
* مجالات التركيز الرئيسية خلال العام القادم:
 * إتاحة وتوفير المزيد من الوقت للجهود الأمريكية.
* إقناع الأطراف العراقية بالتحلي بالمزيد من الصبر على الوجود الأمريكي.
* توفير المزيد من الموارد المالية والاقتصادية.
كذلك يشير كورديسمان إلى أهمية أن يمضي حلف «واشنطن – بغداد» قدماً في مسيرة "إعلان المبادئ" المتعلق بعلاقات التعاون والصداقة طويلة الأجل بين أمريكا والعراق الذي تم التوقيع عليه في 26 تشرين الثاني 2007م الماضي. ويرى كورديسمان بأن المضي قدماً بخطوات أسرع في عملية تطوير "إعلان المبادئ" ليأخذ شكل الاتفاق الاستراتيجي يتطلب من «واشنطن – بغداد» القيام بالآتي:
 * إكمال إنجاز التشريعات القانونية اللازمة.
* تعزيز استمرارية حركة "الصحوة القبلية" الجارية حالياً عن طريق زعماء القبائل والعشائر العراقية وتحت إشراف سلطات الاحتلال الأمريكي.
* ضبط علاقة العراق مع دول جواره الإقليمي.
* إعداد وتنسيق الميزانية العراقية.
* تعزيز سلامة بيئة الأمن العراقي.
* فرض سيادة القانون في العراق.
* بناء قوات الأمن العراقية.
هذا، وبعد كل هذه النقاط فقد حاول الخبير الاستراتيجي أنطوني كورديسمان أن يقي نفسه شر الانتقادات فأشار في الاستنتاج قائلاً: "يجب التشديد على أن ما تمت الإشارة إليه لا يمكن أن يكون مؤشراً على أن الولايات المتحدة سوف لن تفشل وتخفق في العراق، وبدلاً عن ذلك، فإنه يتوجب على الإدارة الأمريكية أن تعمل بثبات من أجل منع حدوث الفشل والإخفاق وأن تعمل من أجل تحقيق غاياتها وأهدافها الإستراتيجية". كذلك أشار كورديسمان إلى أن هناك الكثير مما يمكن للولايات المتحدة أن تقوم به في العراق، وبالتالي فإن الولايات المتحدة لن تستطيع أن تمنح العراقيين "شيكاً على بياض" أو أن تصر على استمرار وجودها في العراق إذا تزايدت المخاطر وأصبح الوضع العراقي غير ملائم لاستمرار وجود الولايات المتحدة فيه.
* إستراتيجية بوش إزاء العراق: مؤشرات النجاح والفشل:
على ضوء معطيات الواقع الحالي للوجود الأمريكي في العراق، يمكن الإشارة إلى المؤشرات الآتية:
• خطة أمن بغداد: لم تحقق النجاح المطلوب ومازالت الاغتيالات وعمليات التفجير والهجمات تحدث ضد القوات الأمريكية.
• المصالحة الوطنية العراقية: أصبحت الخلافات بين الأطراف العراقية –بما في ذلك المتعاملين العراقيين- أكثر مما كانت عليه في نهاية العام الماضي.
• موقف الشيعة: تزايد المعارضة للوجود الأمريكي في المناطق والأوساط الشيعية.
• موقف السنّة: هدأت نسبياً عمليات العنف في المناطق السنية ولكن فقط فيما يتعلق بالعنف السني – الشيعي أما العنف ضد القوات الأمريكية فلم يهدأ بعد.
• المناخ السياسي: أصبح المناخ السياسي أكثر اضطراباً وتوتراً من جراء الصراع التركي – الكردي، والصراع حول كركوك، والصراع حول البصرة، وتزايد معدلات الفساد، والخلافات السياسية البينية داخل العراق.
• المؤسسات العامة: ما تزال عاجزة عن تقديم الخدمات للعراقيين إضافة إلى افتقارها للإصلاح وإعادة التعمير من جراء تخريب الحرب الأمريكية ضد العراق.
• الفيدرالية والاستقلال الذاتي الإقليمي: تزايدت خلافات العراقيين حول النظام الفيدرالي، وعلى وجه الخصوص الوضع شبه المستقل لإقليم كردستان العراقي الذي أخذ شكل "دولة" مستقلة "غير معلنة" قائمة بذاتها.
عموماً، الإعلام الأمريكي المناهض للغزو والاحتلال الأمريكي، والمعارض لتوجهات إدارة بوش الرافضة للانسحاب من العراق، أشار إلى:
• تكتم الإدارة الأمريكية على المعلومات المتعلقة بالخسائر الفعلية في العراق.
• تكتم المتعاملين العراقيين على المعلومات المتعلقة بالخسائر الفعلية في العراق.
• تواطؤ عدد من الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي (مجلسي النواب والشيوخ) مع الجمهوريين على النحو الذي أتاح لإدارة بوش عرقلة صدور قرار الكونغرس المعارض لاستمرار الوجود الأمريكي في العراق.
• تدمير عناصر جماعة المحافظين الجدد للكثير من الوثائق والمستندات الأمنية والاستخبارية التي يمكن أن تؤدي إلى إدانة صقور الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بتوجهاتهم وممارساتهم في العراق وأفغانستان، وآخر الوقائع تمثل في عملية تدمير بعض أشرطة التسجيل التابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
وعلى ما يبدو، فإن إدارة بوش قد قررت المضي قدماً في مواصلة احتلال العراق إلى حين نهاية فترة ولاية بوش على أمل أن ينجح المرشح الجمهوري المفضل لإسرائيل وجماعة المحافظين الجدد رود غولياني، أما في حالة فوز هيلاري كلينتون الديمقراطية فإن أمر البقاء في العراق سيتطلب صفقة ديمقراطية – جمهورية يشرف عليها اللوبي الإسرائيلي.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...