أسئلة وأجوبة حول الحدث السوري والسيناريوهات الإفتراضية الثلاثة

10-09-2011

أسئلة وأجوبة حول الحدث السوري والسيناريوهات الإفتراضية الثلاثة

الجمل: سعى العديد من خصوم سورية الإقليميين والدوليين عند بدء فعاليات الاحتجاجات السياسية السورية، لجهة الرهان على أن بضعة أسابيع تكون كافية لانهيار دمشق، وبرغم كثافة فعالية الدعم الخارجي الذي قدمه هؤلاء الخصوم للمعارضة السورية، فقد امتدت الأسابيع إلى شهور، وفي هذا الخصوص نشر مركز ستراتفور الاستخباري الأميركي تقريراً تحليلياً يسعى من خلاله إلى محاولة الإجابة على السؤال القائل: ما هو الوهم وما هو الواقع في ملف الأزمة السورية وذلك من خلال منهجية  الاستقصاء عن طريق استخدام أسلوب السؤال والإجابة.
-    - السؤال الأول: ما هو واقع المعارضة السورية؟
أجاب التقرير التحليلي على هذا السؤال، من خلال طرح عدد من المعطيات الثابتة الضرورية لجهة تحديد قوام الإجابة، والمعطيات هي:
- متابعة الأداء السلوكي للمظاهرات الاحتجاجية التي حدثت طوال الفترة الماضية.
- استقصاء مصادر المظاهرات، والمساعدات والدعم والأموال التي قدمها خصوم دمشق لدعم المظاهرات الاحتجاجية.
- استقصاء تواريخ اندلاع المظاهرات الاحتجاجية.
- فحص نطاق عمل فعاليات المظاهرات الاحتجاجية.
- فحص التسلسل الزمني لجدولة حدوث المظاهرات الاحتجاجية.
-التدقيق في أنماط التقارير الإخبارية التي تم تداولها خلال المظاهرات الاحتجاجية وتأسياً على هذه المعطيات، أجاب التقرير التحليلي قائلاً الآتي:
- توجد عملية تضخيم إعلامي كبيرة لفعاليات الحدث السوري.
- تحدثت التقارير عن وجود مظاهرات احتجاجية تلقائية وضخمة الحشود.
- التضخيم الكبير أدى إلى نشوء انطباع بأن دمشق أصبحت على وشك الانهيار وعلق التقرير التحليلي على هذه المعطيات قائلاً بأن الإعلام سوف يواصل تقديم  وتداول التقارير التي تهدف إلى تضخيم الحدث السوري، وذلك على النحو الذي سوف يؤدي بدوره إلى تضخيم حجم الوهم، وأشار التقرير التحليلي قائلاً بأنه يتوجب على الخبراء والمحللين أن يقوموا بمهمة فصل الوهم عن الواقع، بما يؤدي إلى معرفة ما الذي يجري فعلاً على الأرض..
-السؤال الثاني: كيف قام المتظاهرون بالحفاظ على استمرارية فعالياتهم الاحتجاجية؟
أجاب التقرير التحليلي على هذا السؤال من خلال طرح عدد من المعطيات الثابتة الضرورية لجهة تحديد قوام الإجابة، والمعطيات هي:
- استقصاء الكيفية التي ظل يتواصل عن طريقها المتظاهرون.
- التدقيق في الكيفية التي ظل عن طريقها المتظاهرون ينظمون أنفسهم.
وتأسياً على هذه المعطيات، توصل التقرير التحليلي إلى أن اللافت للنظر يتمثل في الوجود الضخم والكبير لعناصر المعارضة السورية الخارجية، وتحديداً الذين يتواجدون خارج سورية، وإضافة لذلك علق التقرير التحليلي قائلاً بضرورة التدقيق في ظاهرة دخول السلاح إلى سورية بشكل غير شرعي، والسعي لمعرفة من أين أتى، وما هي معايير تمرير هذا السلاح إلى داخل سورية..
- السؤال الثالث: ما هي أعمدة قوة دمشق؟
أجاب التقرير التحليلي على هذا السؤال من خلال تحديد المعطيات الثابتة التي شكلت قوام الإجابة، والمعطيات هي:
- تماسك قوام الجماهير المساندة لدمشق.
- تماسك الأجهزة العسكرية-الأمنية.
- تماسك أجهزة الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية.
- تماسك الجهاز السياسي.
وعلق التقرير التحليلي قائلاً بأن تماسك هذه الأعمدة الأربعة أدى بالنتيجة إلى تماسك دمشق، وأضاف قائلاً بعدم وجود بوادر لتفكك أي واحد من هذه الأعمدة الأمر الذي يصعب معه الزعم بأن انهيار دمشق قد أصبح وشيكاً..
- السؤال الرابع: ما هي موارد قوة تماسك دمشق؟
أجاب التقرير التحليلي على هذا السؤال من خلال تحديد المعطيات الثابتة التي شكلت قوام الاجابة، والمعطيات هي:
- انضباط العاصمة السياسية دمشق.
- انضباط العاصمة المالية حلب.
وعلق التقرير التحليلي قائلاً، بأن انضباط سكان دمشق وحلب، أدى بالضرورة إلى انضباط الكتلة السكانية الرئيسية، وبالتالي من الصعب في ظل استمرار هذا الانضباط الزعم بأن قدرة دمشق على احتواء فعاليات المعارضة هي قدرة ضعيفة أو غير موجودة..
- السؤال الخامس: ما هو الدعم الخارجي؟
أجاب التقرير التحليلي على هذا السؤال من خلال تحديد المعطيات التالية التي شكلت قوام الإجابة، والمعطيات هي:
- المزاعم عن حصول دمشق على الدعم الإيراني ودعم حزب حزب الله اللبناني.
- المزاعم عن حصول المعارضة السورية على الدعم الأميركي والبريطاني والفرنسي والتركي والسعودي والقطري.
وعلق التقرير التحليلي قائلاً، بأن ما هو مؤكد يتمثل في حصول المعارضة السورية المفككة على الدعم الأميركي والفرنسي والبريطاني والتركي والسعودي والقطري.. وفي هذا الخصوص يتوجب عدم النظر إلى هذا الدعم باعتباره دعماً مجرداً، وذلك لأنه من الضرورة يمكان الفحص والتدقيق في هذا الدعم لجهة معرفة الآتي:
- ما مدى رغبة كل واحد من  الأطراف الخارجية الداعمة للمعارضة السورية لجهة الاستمرار في تقديم الدعم؟
- ما هي الغايات والأهداف التي يسعى كل طرف خارجي لجهة تحقيقها عبر دعم المعارضة السورية؟
- ما هي القيود والمحددات التي يمكن أن تربك عمليات تقديم الأطراف الخارجية  الدعم للمعارضة السورية..
- ماهي القيود والمحددات التي يمكن أن تربك عمليات استسلام المعارضة السورية لدعم الأطراف الخارجية؟
هذا، ويعلق التقرير التحليلي قائلاً بأن معرفة الإجابة على هذا التساؤلات، وإخضاعها للتدقيق الفاحص هي وحدها التي يمكن أن تتيح معرفة مدى حجم ومستوى الدعم الحالي المحتمل لاحقاً بواسطة الأطراف الخارجية للمعارضة السورية.
أما بالنسبة للتطورات التصعيدية الجارية، فقد أشار التقرير التحليلي مؤكداً وجود معلومات كثيرة في الأوساط الأميركية والغربية الأوروبية تقول بأن التركيز سوف ينصب على توسيع نطاق وحجم المواجهات في منطقة حماة وإدلب القريبتان من الحدود السورية-التركية.. وإضافة لذلك، وصف التقرير التحليلي الحدث الاحتجاجي السوري بأنه أصبح يندرج ضمن رأس قائمة أولويات جدول أعمال السياسة الخارجية الأميركية الشرق أوسطية، وفي هذا الخصوص تطرق التقرير التحليلي إلى أن الدوائر الأميركية المعنية بشأن الحدث السوري، تتابع الفعاليات الاحتجاجية الجارية على أساس افتراض ثلاثة سيناريوهات هي:
- سيناريو أزمة الصراع المتعدد المستويات.
- سيناريو تفكك دمشق بفعل حدوث الخلافات الداخلية.
- سيناريو تكثيف الدعم الخارجي للمعارضة بما يؤدي  إلى نجاحها في القضاءعلى دمشق..
بالنسبة لسيناريو أزمة الصراع الممتد، علق التقرير التحليلي قائلاً بأنه سوف يؤدي إلى جعل دمشق تفقد السيطرة، وبالنسبة لسيناريو تفكك دمشق الداخلي علق التقرير التحليلي قائلاً بأنه سوف يؤدي إلى إطالة أمد الحدث السوري مع تفشي الاضطرابات وعدم الاستقرار، وبالنسبة لسيناريو تكثيف الدعم الخارجي للمعارضة السورية، علق التقرير التحليلي قائلاً بأنه وان كان هو الأفضل بالنسبة للمعارضة السورية، فإن استمرار الأطراف الخارجية في تقديم هذا الدعم هو أمر مشكوك فيه، في ظل استمرار تماسك أعمدة قوة دمشق الأربعة.. وفي ظل عدم قدرة المعارضة على توسيع نطاق فعالياتها الاحتجاجية المحدودة النطاق والمنقطعة التواتر..

الجمل : قسم الدراسات والترجمة

التعليقات

فيما يخص سوريا يعتقد هؤلاء الخبراء في مكاتبهم المتواضعة أن الهزة في سوريا تشبه هزة أرضية صغيرة ستسبب وقوع أبنية متهالكة وبنى ردئية وستظهر القلاع القوية المغبرة التي علاها الغبار والتي لن يسقط منها حجر واحد..هذه الهزة ستطلق عملية غلاسنوست و بيريسترويكا سورية أي "الثورة من فوق" ومن قصر الشعب حيث لا يكون بشار الأسد ميخائيل غورباتشوف الهاوي في الاصلاح , بل ربما يكون بطرس الأكبر .

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...