«هآرتس»: واشنطن تتوسط لحل مشكلة مزارع شبعا
كشفت صحيفة «هآرتس» النقاب، أمس، عن أن الولايات المتحدة تتوسط بين إسرائيل ولبنان بهدف إيجاد حل لمشكلة مزارع شبعا.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى أن الرئيس الأميركي جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندليسا رايس معنيان ببحث المفاوضات بشأن المزارع، في محاولة لتعزيز حكومة لبنان المعتدلة وتقريب السلام بينها وبين إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، الذي التقى بوش في واشنطن قبل أسبوعين ورايس الأسبوع الحالي، وافق على البحث في أمر المزارع ولكن في إطار مفاوضات سلام شاملة ومباشرة. وأوضحت أن رايس نقلت هذا الأسبوع شروط أولمرت للحكومة اللبنانية.
ونقلت «هآرتس» عن المصدر تأكيده أنه في المحادثات بين رايس وأولمرت جرت الإشارة إلى رغبة الولايات المتحدة بمصلحة رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ومعسكر الاعتدال في لبنان. وأوضحت أن الهدف الأساس للأميركيين هو إضعاف حزب الله بحيث لا يتحول في نظر اللبنانيين إلى «محرر مزارع شبعا».
وحسب رايس وبوش فإن الوضع في لبنان مقلق، ولذلك يريد الاميركيون التقريب بينه وبين إسرائيل، حيث إن التقدم بالمفاوضات بشأن المزارع حيوي لتحقيق ذلك. وأضافا أنه إذا طرأ تقدم بشأن شبعا فإن ذلك قد يقود إلى بدء مفاوضات بين إسرائيل ولبنان.
وبحسب «هآرتس» فإن أولمرت وضع في محادثاته مع الرئيس الأميركي ووزيرة خارجيته حول مزارع شبعا تحفظات عديدة. وقال لهما «لا مشكلة عندي في بحث المسألة، ولكني أرغب في إيجاد حل لها في إطار مفاوضات شاملة ومباشرة، تحقق القرار 1701». وأشار أولمرت إلى أن هناك قضايا عديدة عالقة بين إسرائيل ولبنان، وهي «ليست معقدة وسهلة الحل أكثر من تلك القائمة مع سوريا». وأضاف «أنا على استعداد للجلوس للتفاوض المباشر مع لبنان من أجل حل كل ما ينبغي حله، وكذلك مزارع شبعا. وإذا جلست سوريا للتفاوض مع إسرائيل فيجب ألا تكون مشكلة مع لبنان».
وإضافة إلى حل مشكلة مزارع شبعا طالبت إسرائيل بتنفيذ بقية بنود القرار ,1701 والقاضية بوقف تهريب الأسلحة من سوريا، وتفكيك الميليشيات المسلحة وفي مقدمتها حزب الله ونزع سلاحها، وأن يكف حزب الله عن العمل جنوبي نهر الليطاني. وأضاف أولمرت أن على سوريا ولبنان إتمام ترسيم الحدود بينهما من أجل تحديد هوية المزارع.
واستذكرت «هآرتس» أن أولمرت قال، بعد عودته من واشنطن قبل أسبوعين، في ختام اجتماع الحكومة الأسبوعي، «إنني على استعداد للبدء بالتفاوض مع لبنان». وكان الرد اللبناني هو أن الانسحاب من مزارع شبعا شرط مسبق لأي مفاوضات. ومن المقرر أن يشمل التقرير المقبل للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشأن تنفيذ القرار 1701 إشارة إلى مزارع شبعا. وأبلغ دبلوماسيون أوروبيون «هآرتس» أنه إذا قرر التقرير أن المزارع لبنانية، فإن الدول الأوروبية ستطلب من إسرائيل الانسحاب منها.
في باريس، (رويترز)، قال اولمرت، في مقابلة مع صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، «إذا وجدت سفارة لإسرائيل في دمشق فسيتغير الوضع. وسيحدث هذا تغييرا أيضا في لبنان. إذا كنا نتفاوض مع سوريا فلم لا نتفاوض مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة».
وكان المتحدث باسمه، مارك ريغيف قال «إسرائيل مهتمة بمحادثات سلام مع لبنان. نحن نؤيد مفاوضات مباشرة وثنائية يمكن خلالها التطرق إلى كل نقاط الخلاف». وأضاف «نحن نجري حاليا مفاوضات مع الفلسطينيين والسوريين ولا يوجد سبب يحول دون أن تجري إسرائيل مفاوضات مع اللبنانيين».
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية طوم كايسي إن واشنطن ستتابع الموضوع لكن «لا اعتقد في هذه المرحلة انه يمكن وصف ذلك بأنه وساطة أو دور في مفاوضات غير مباشرة».
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد