«فتافيت» كوميديا حلبية سوداء!».. تعتمد على اللوحات القصيرة

19-07-2008

«فتافيت» كوميديا حلبية سوداء!».. تعتمد على اللوحات القصيرة

تجري حالياً في مدينة حلب الشهباء عمليات تصوير المسلسل التلفزيوني الجديد «فتافيت» والذي يمثّل باكورة إنتاج شركة «الأسطورة» بإدارة الفنانة سلوى جميل، وهو من تأليف مجموعة من الكتّاب الشباب في مدينة حلب، وإخراج المخضرم سمير غريبة.

يشارك في التمثيل نخبة كبيرة من فناني حلب، إضافة الى عدد من النجوم في مقدمتهم الفنانة القديرة منى واصف، وسلمى المصري، ليلى جبر، زهير رمضان، سلوى جميل، نضال سيجري، غسان مكانسي، سمير الطويل، ليث مفتي، رضوان سالم، خليل حداد، فاضل وفائي.. وآخرون. ‏

المخرج «سمير غريبة» حدّثنا عن طبيعة العمل الجديد فقال: ‏

ہہ «فتافيت» مسلسل تلفزيوني يعتمد على لوحات قصيرة تتفاوت في أزمانها بين 10­15 دقيقة، والجديد في هذا العمل هو اعتمادة الأكبر على فناني حلب المخضرمين والشباب، إضافة الى عدد من النجوم الضيوف، والذين يمثّلون زهرات على صدورنا، وقد حاولنا من خلال هذا العمل إبراز البيئة الحلبية بأماكنها السياحية والتراثية. ‏

ہ ما المقصود بـ«فتافيت»؟ 
 ‏ ہہ هي في العموم تمثّل نوعاً من التجارب الحياتية التي تشكّل كل واحدة منها لوحة متكاملة، بمعنى أن كلّ من يفتّ خبزاً يكون وجبة، ونتمنى أن تكون هذه الوجبة من «فتافيت» جيدة ودسمة للمشاهد. ‏

ہ وماذا عن طبيعة الدراما في «فتافيت»؟ ‏

ہہ الدراما في «فتافيت» ميّالة الى التراجيديا، وهي تمرّ عبر قناة الكوميديا السوداء، وتمتاز بخفّة الظل، من حيث أن الكوميديا التي تتضمنها غير مغرقة بال÷ارس، فنحن مصرّون على ألا نجنح باتجاه ال÷ارس، لاسيما أن بعض الفنانين الحلبيين الذين يعملون في المسرح يجنحون باتجاه ال÷ارس، لضخامة الحركة وتوزيعها بهدف إيصالها للمتلقي، لأن تجاربهم في التلفزيون هي في العموم قليلة إن لم نقلْ معدومة، وبدوري كانت مسؤوليتي مضاعفة من حيث لجم هذه الحركة وتقديمها من قبل الفنانين بما يتناسب والشاشة الصغيرة، وقد نجحنا في ذلك حتى الآن. ‏

ہ أين وصلتم في مراحل التصوير؟ ‏

ہہ كما تعلم تمرّ علينا توترات كثيرة، وللحد منها نحاول مع بقية الفنانين أن نمزح فيما بيننا لنخفف من حدّة هذه التوترات.. فيسألني البعض كم عدد الحلقات التي صورتها؟ فأقول لهم: لا تسألوني عن العدد حتى لا تطير بركة العمل، وصدّقني إذا قلت لك: إنني لا أعرف عدد اللوحات التي صوّرتها حتى الآن، ولكن أظن أنها تجاوزت ثلث العمل المقرّر، والمسلسل بكلّ تأكيد سوف يكون جاهزاً للعرض في رمضان. ‏

ہ هل البطولة في «فتافيت» فردية أم جماعية؟ ‏

ہہ الأمر في ذلك مرهون بطبيعة وتكوين كل لوحة، فمثلاً صوّرت لوحة قبل فترة بعنوان «مربى القرد» لعب بطولتها الفنان «نضال سيجري» بمرافقة فنانين آخرين، والحدث في هذه الحلقة دار حول شخص واحد، وهو كان القائد لهذه العملية، وفي المقابل انتهيت قبل ساعة من تصوير حلقة أخرى كانت البطولة فيها جماعية لأن الحدث تطلّب وجود الأسرة كاملة في مشاهدها، وهذا الأمر ينطبق على بقية اللوحات الأخرى، بمعنى أن هناك بطولات فردية وبطولات جماعية، ولوحات أخرى يقودها شخصان، لها بداية ونهاية. ‏

ہ الفنانة «منى واصف» قالت حول مشاركتها في العمل: ‏

ہہ في الحقيقة أعجبتني فكرة العمل وقبل ذلك أحببت صاحبة الشركة الجديدة «الأسطورة» الفنانة «سلوى جميل» التي تعرفت عليها لأول مرّة أثناء تصويرنا لمسلسل «عصي الدمع» مع المخرج حاتم علي، وعشقت صوتها الجميل على شارة مسلسل «الزير سالم» فكانت قريبة الى قلبي، وعندما عرضت عليّ فكرة المشاركة في بعض لوحات «فتافيت» الحلبية قبلت ذلك بكل سرور وسعادة بالرغم من أن وقتي كان ضيقاً للغاية، وأمامي سفر الى الجزائر حيث سيتمّ تكريمي، إلا أن حبّي لهذه الفنانة ولمدينة حلب التي احتضنتني في بداياتي على المسرح القومي أواخر الستينيات جعلني لا أتردد في قبول العمل مع مجموعة من فناني حلب الذين أكنّ لهم كلّ حبّ وتقدير.. ‏

وفي العموم، استمتعت كثيراً بتصوير عدد من الحلقات في مسلسل «فتافيت» وجسّـدت مجموعة من الشخصيات المختلفة وآمل أن نوفّق جميعاً في هذا العمل الحلبي. ‏

ہ هل تشجّعين اتجاه بعض الفنانات لتأسيس شركات فنيّة إنتاجية؟ ‏

ہہ بالطبع أشجْع هذا الأمر كثيراً، كما أشجّع المرأة أن تخوض كلّ المجالات الأخرى، لأن مكانة المرأة في نجاحها وقد أثبتت المرأة نجاحها في الكثير من التجارب الحياتية السابقة، وبالنسبة لزميلتنا الفنانة «سلوى جميل» فأنا أشدّ على يديها وأتمنى لها التوفيق المستمر. ‏

ہ الفنانة «سلوى جميل» تحدّثت عن شركتها الجديدة «الأسطورة» فقالت: ‏

ہہ فكرة تأسيسي شركة فنية بدأت معي منذ أول عمل تلفزيوني شاركت فيه وكان بعنوان «رمح النار» لنجدت أنزور، وشجّعني على ذلك زيادة القنوات الفضائية العربية، ووجدت أننا نحن أبناء هذه المهنة أولى من غيرنا في استثمار رؤوس أموالنا بأعمال فنية هادفة أكثر من أن يتولى هذا الأمر تجّار ليس لهم علاقة بالشأن الفني وكلّ ما يطمحون إليه هو زيادة أرباحهم على حساب سوية العمل والأهداف المرجوّة منه، هذا الى جانب طموحي في أن أوفّر فرصاً فنية لفناني حلب الشباب المحرومين من الفرص الفنية في معظم المسلسلات التي يتمّ تصويرها في دمشق، وآمل أن أوفّق في ذلك، سواء في هذا المسلسل، أو في غيره من الأعمال القادمة. ‏

ہ ماذا عن مشاركتك كممثلة في «فتافيت»؟ وهل أنت التي اخترت الحلقات التي مثّلت فيها؟ ‏

ہہ صدّقني لم أختر أي شخصية من الشخصيات التي لعبتها حتى الآن، والمخرج هو الذي اختار لي الحلقات التي يجب أن أكون موجودة فيها، وأنا في العموم لا تهمّني نفسي، بل أنا سعيدة بزملائي الذين توفّرت لهم فرص عمل في هذا المسلسل. ‏

ہ أما الفنان «غسان مكانسي» فيقول: ‏

ہہ جسّـدت في «فتافيت» مجموعة من الأدوار الجميلة امتازت بالحبكة والموقف والابتسامة.. وهذا النوع من العمل متعب ومرهق للممثل، ولكنه ممتع للمشاهد فهو يتابع مجموعة من الشخصيات التي يلعبها الممثل الواحد، بدل أن يراه في شخصية ثابتة على مدار ثلاثين حلقة كاملة. ‏

ہ ما مدى صعوبة التمثيل في الحلقات المنفصلة بالنسبة للفنان؟ ‏

ہہ كما قلت: هي صعبة للفنان ومريحة للمتفرج، فالفنان في الحلقات المنفصلة مطلوب منه أن ينتقل من حالة الى حالة في وقت قصير، لاسيما إذا كان مشاركاً في لوحتين في اليوم الواحد، وأحياناً ثلاث لوحات، وكل لوحة مختلفة كلياً عن الأخرى، فيضطر الممثل لأن يستحضر ملامح كل شخصية على حدة. ‏

ہ هل من شخصية استمتعت بها أكثر من غيرها؟ ‏

ہہ كل لوحة لها نكهتها الخاصة، لأن التصوير يسر وعسر، وكل لوكشين له متعته الخاصة مع ممثلين جدد وأحداث أخرى مختلفة عمّا سبقها، ومشاهد لها طبيعتها التي تمتاز بها، ومن هنا يمكن أن نحبّ لوحة أكثر من غيرها حسب طبيعة أحداثها، ومقدار الجهد الذي بذلناه فيها، لاسيما أن المخرج «سمير غريبة» يمتاز بالشفافية العالية وبالحسّ المرهف. ‏

ہ أما الفنان خليل حداد فيقول: ‏

ہہ أنا سعيد جداً باختياري لهذا العمل من قبل الفنانة «سلوى جميل» التي استطاعت أن تحقق الحلم الذي عجزنا عن تحقيقه نحن الرجال حين أسست هذه الشركة الفنية وفتحت الأبواب مشرعة أمام الفنانين الشباب في حلب. ‏

والجميل في هذا النوع من الأعمال الفنية أن يتيح للمشاهد أن يشاهد أي حلقة من حلقاته دون أن يكون مضطراً لمشاهدة الحلقات التي قبلها، لأن لكل حلقة لوحاتها المختلفة وموضوعاتها المتنوعة ولاسيما في زحمة رمضان القادم حيث وصل الإنتاج الدرامي لهذا العام ما يزيد على الـ63 عملاً تلفزيونياً وبالتالي لن يستطيع أيّ مشاهد متابعة كل هذه الأعمال حتى لو تفرغ لها ساعات الليل والنهار. ‏

وبالنسبة لي فأنا مشارك في عدة لوحات من «فتافيت» الى جانب فنانتنا الكبيرة «منى واصف» نجمة هذا المسلسل بامتياز وأتمنى أن يُسعد الجمهور حين عرضه في موسم رمضان القادم إن شاء الله. ‏

ہ ومن جانبه أكد الفنان «سمير الطويل» خريّج الحقوق وصاحب الكمّ الأكبر من الأعمال المسرحية الحلبية وأحد مؤسسي «فرقة المهندسين» انه لم يكن يصدق أن زميلته الفنانة «سلوى جميل» قد فعلتها أخيراً وأسست شركة إنتاج لخدمة فناني حلب المحرومين من الفرص الحقيقية، وكانت سعادته بالغة حين طلبته للعمل معها في باكورة أعمالها التلفزيونية حيث شارك بمجموعة من لوحات «فتافيت» يعتبرها بمنزلة ملعب يستطيع الفنان من خلاله أن يلوّن في شخصياته ويبرز من مواهبه، وهذه قلّما تحصل في المسلسلات ذات القصّة والموضوع الواحد. ‏

ہ أما الكاتب الدرامي محمد غزال فيقول: شاركت بكتابة 25 لوحة من أصل مئة لوحة في مسلسل «فتافيت» وهذه هي المرة الأولى التي أكتب فيها للتلفزيون، وأنا أميل كثيراً لكتابة اللوحات القصيرة وهي ليست سهلة كما يظنّ البعض، بل هي غاية في الصعوبة، وحين طلبتني الفنانة «سلوى جميل» للمشاركة في المسلسل من خلال كتاباتي، حوّلت على الفور قصصي القصيرة الى لوحات وعرضتها على المخرج الذي أعجبته كثيراً، وآمل أن يستمر هذا التعاون بيني وبين شركة «أسطورة» في الأعمال القادمة، وبالفعل بدأت مؤخراً بكتابة مسلسل تلفزيوني من النوع الاجتماعي البوليسي، ومن المتوقع تبنيه من قبل الشركة في خطّتها القادمة. ‏

ہ وتقول الماكييرة منوّر عقّاد: ‏

عملي في «فتافيت» استهلك منّي وقتاً طويلاً وجهداً مضاعفاً لأن كل لوحة لها شخصياتها المختلفة، وبالتالي لها مكياجها المغاير، وإذا علمت أن هذا العمل تجاوز ممثلوه ثلاثة أضعاف الممثلين في أي عمل تلفزيوني طويل ترى مقدار ما نبذله من جهد وتعب في سبيل إنجازه. ‏

ومن جانب آخر، هو يخلق لي نوعاً من المتعة في تعدّد المكياجات لأنه يبرز ما في داخلي من إبداعات أترجمها بلمساتي الخاصة على وجوه الفنانين والفنانات. ‏

ہ أما محمود صنوبر، مدير التصوير فقال: ‏

هناك تعاون كامل بيني وبين مخرج العمل «سمير غريبة»، ونحن نعمل لخلق عمل متميّز، وأجزم بأنه سوف يكون بطعم مختلف عما سبق وأُنتج في الدراما السورية لأن جميع الفنانين والفنيين المشاركين بهذا المسلسل حريصون على نجاحه. ‏

ہ ونختم مع شيخ مديري الإنتاج «جورج بشارة»، والذي قال بدوره: ‏

أعتقد أننا في مسلسل «فتافيت» وفّرنا الجوّ المناسب للفنانين لأن يقدّموا عملاً متميزاً يحسّـون من خلاله أنه يخصّ كل واحد منهم، وهذا ما نلمسه حقيقة من تعاون الجميع معنا دون استثناء، وآمل أن يكون هذا العمل فاتحة خير على الشركة الجديدة وعلى الفنانين الشباب الذين يقدّمون أنفسهم في التلفزيون لأول مرّة، والذي يحمل معظمهم مواهب خلاقة تؤسس لصناعة نجوم في المستقبل.‏

وليد العودة

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...