«داعش» يبسط سيطرته على البوكمال وهدنة غير معلنة في حلب و«قذائف الموت» تنهال على إدلب

02-07-2014

«داعش» يبسط سيطرته على البوكمال وهدنة غير معلنة في حلب و«قذائف الموت» تنهال على إدلب

تعيش مدينة حلب هدوءاً حذراً، تشوبه اشتباكات متقطعة، وسط أجواء أشار مصدر ميداني إلى أنها تشبه «الهدنة»، في وقت تواصل سقوط قذائف الهاون والقذائف الصاروخية على مدينة إدلب استمرارا لليوم الخامس على التوالي، في وتيرة تزداد باطراد.
في هذا الوقت، تابع مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» تقدمهم في البوكمال الحدودية مع العراق بريف دير الزور، وأحكموا سيطرتهم على معظم أنحاء المدينة، لتبقى قضية السيطرة التامة «مسألة وقت لا أكثر»، وفق تعبير مصدر ميداني.
وقال المصدر الميداني ان «داعش»، بعد استقدامه قوات مؤازرة إلى البوكمال، تمكن من سحق الفصائل التابعة إلى «مجلس شورى المجاهدين»، والذي يضم «جبهة النصرة» كرديات خلال تدريب في بلدة رأس العين السورية الحدودية مع تركيا امس (رويترز)و«أحرار الشام» وفصائل أخرى أشهرها «عمر المختار»، موضحاً أن «داعش» أنهى وجود تلك الفصائل من معظم معاقلها في المدينة، فيما تستمر بعض الاشتباكات في محيط عدة مقار لفصيل «عمر المختار»، ومقر آخر تابع الى «جبهة النصرة»، متوقعاً انتهاء هذه المعارك بسيطرة «داعش» الذي أعدم العشرات من المقاتلين، فيما سلم آخرون أنفسهم فور وصول التعزيزات.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أن الطيران الحربي السوري شن أربع غارات على البوكمال، كما قصف «تمركزات ومقار وتجمعات للدولة الإسلامية» في دير الزور، بينها بلدة البصيرة وقرية الكسرى. وأضاف ان «اشتباكات عنيفة تدور في بلدة الشحيل التي تعد معقل جبهة النصرة»، مشيرا إلى أن اشتباكات عنيفة تدور عند المدخلين الشمالي والغربي للبلدة.
وتعيش حلب أجواء «هدنة غير معلنة»، حيث لم تشهد المدينة أي تحرك عسكري يذكر، كما انخفضت وتيرة القذائف التي كانت تطال المدينة، لتتوقف نهائيا في اليوم الأول من شهر رمضان، فيما تعيش مناطق الريف الشمالي أجواء اشتباكات عنيفة في محيط المدينة الصناعية في الشيخ نجار، وسط استمرار الغارات الجوية على معاقل المسلحين في محيط المنطقة، من دون أي تغير في خريطة السيطرة.
وأعاد مصدر ميداني سبب توقف المعارك إلى عوامل عدة، أبرزها «اقتناع المسلحين باستحالة التقدم في حلب في الوقت الحالي، وإعطاء الجيش السوري فرصة لبعض الوسطاء للعمل على إجراء مصالحات»، مشيراً إلى أن «هذه المصالحات لا تزال أمراً غير ممكن في الوقت الحالي».
وبرغم توقف سقوط القذائف، وانخفاض وتيرة المعارك، يعيش معظم سكان مدينة حلب أزمة إنسانية حادة بسبب انقطاع مياه الشرب منذ نحو 38 يوماً، إثر قيام مسلحين بتفخيخ وتفجير نفق قرب محطة سليمان الحلبي المسؤولة عن تنقية المياه وضخها إلى حلب، الأمر الذي تسبب بتعطل عدة أنابيب مياه، لم تتمكن الوساطات والفعاليات الأهلية والإنسانية حتى الآن من إصلاحها، لتبقى معظم مناطق المدينة عطشى، باستثناء بعض المناطق التي وصلتها المياه إثر تدخل مؤسسة المياه وإجراء حلول وصفت بأنها «إسعافية».
أما في إدلب، فيعيش سكان المدينة على وقع قصف مستمر ينفذه فصيل «إسلامي» متشدد. وارتفعت وتيرة سقوط قذائف الهاون والقذائف المتفجرة، التي يسميها السكان «قذائف الموت»، ارتفاعا كبيرا، مخلّفة نحو 25 قتيلا وأكثر من 100 إصابة خلال أيام. وقال مصدر طبي في المدينة، «لم تشهد المدينة قصفاً عنيفاً كهذا من قبل، المستشفيات مستنفرة، والقذائف تستهدف كل المناطق حتى تلك التي كانت تعتبر آمنة»، في إشارة إلى المربع الأمني في المدينة، والذي يضم مقارّ أمنية ومراكز حكومة وأبنية سكنية.
وتتبنى جماعة «جند الأقصى» المتشددة، التي يقودها أحمد سميع الملقب بـ«الأحم»، عملية قصف مدينة ادلب، بعدما أعلنت في بيان سابق أن كل المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية في ادلب هي هدف عسكري، حيث قامت «بنصب عدة منصات إطلاق في المزارع المحيطة بها، تقوم بنقلها واستبدال مكانها باستمرار، من دون أي تقدم بري، ما يجعل استهدافها صعباً من دون عملية عسكرية برية تستهدف تمشيط المنطقة، وهو تحرك لم يتم حتى الآن». وأوضح مصدر أمني أن الطيران الحربي يعمل في بعض الأحيان على استهداف منصات إطلاق القذائف، من دون أن تؤثر هذه الغارات على استمرار سقوط القذائف في مناطق سكنية يقطنها مدنيون، بينهم مهجرون من مناطق أخرى لجأوا إلى إدلب.

علاء حلبي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...