«القاعدة» تهاجم قرى سنّية وتقتل العشرات وتخطف نساءً وأطفالاً

في تطور يشير الى زيادة عزلة «القاعدة» في العراق شن مئتان من مسلحي التنظيم هجمات على قريتين سنّيتين شمال شرقي بغداد قتلوا خلالها 23 شخصاً وخطفوا سبعة أطفال وثماني نساء.

من جهة أخرى، بدأ هامش المناورة يضيق أمام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي تحمله الإدارة الأميركية مسؤولية الفشل السياسي والعسكري، فالتحالف الذي شكله الائتلاف الشيعي والأكراد يقابله تحالف، في طور التشكل، مكون من السنّة وبعض العلمانيين بزعامة اياد علاوي. ويتقاطع توجه التحالف المعارض مع توجه أميركي لاستبدال المالكي كانت آخر مؤشراته، بعد تصريحات الرئيس جورج بوش، تسريبات عن تقرير للاستخبارات الأميركية يحمله مسؤولية الفشل ويتوقع ان تصبح حكومة المالكي اكثر ضعفاً.

وأعلن مدير شرطة بعقوبة العميد علي دليان ان «مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة هاجمت فجر أمس قريتين في ناحية كنعان (50 كلم شمال شرقي بغداد) وفجرت ثلاثة منازل ومسجداً وقتلت 23 شخصاً وجرحت 17». وأشاد بالمساندة التي قدمها عناصر «كتائب ثورة العشرين» للشرطة في «صد الهجوم ومطاردة الإرهابيين ما أدى الى مقتل 10 مسلحين واعتقال 22». وأوضح ان «الهجوم الأول استهدف قرية الشيخ يونس الطائي حيث قتلوا الشيخ مع أولاده وفجروا منزله ودارين آخرين بالكامل»، مؤكداً «لا نزال نعمل على انتشال الجثث من تحت انقاض أحد المنازل حيث هناك ضحايا عالقين». وأضاف ان المسلحين «فجروا كذلك مسجد الحسين بالكامل وأضرموا النار فيه وأحرقوا كتب الله وكل محتوياته بالكامل في القرية ذاتها». وتابع ان «الهجوم الثاني استهدف قرية الشيخ علي وقتلوا اثنين من أولاده وهاجموا حاجزاً للتفتيش وقتلوا أحد الضباط».

وأكد العميد دليان ان «قوات الشرطة طاردت الإرهابيين الى مناطق جنوب كنعان، معقل القاعدة، وتمكنت من قتل 10 مسلحين واعتقال 22 مشتبهاً بهم والتحقيق جار معهم». وأشاد بالمساندة التي قدمتها عناصر «كتائب ثورة العشرين» في صد الهجوم. وقال: «كان لكتائب ثورة العشرين التي نسميها باللجان الشعبية دور متميز في اسناد الشرطة والقبض على المشتبه بهم».

وأفاد سكان محليون ان تنظيم «القاعدة» كان يسيطر على عدد من القرى ومركز ناحية كنعان قبل حوالي عشرين يوماً، لكن قوات الشرطة تمكنت بمساندة «كتائب ثورة العشرين» من السيطرة عليها وطرد «القاعدة» الى قرى تقع جنوب البلدة.

على صعيد آخر، يرى سياسيون عراقيون أن الرئيس الأميركي، الذي تسلم مقدمات متشائمة عن تقرير يفترض ان يقدمه سفيره في بغداد رايان كروكر وقائد القوات الأميركية ديفيد بترايوس منتصف ايلول (سبتمبر)، يتفق مع توجه قادة عراقيين لاختيار بديل للمالكي، لكن مهمتهم، على رغم تلاقيهم في الهدف مع الأميركيين، عسيرة. والمالكي يراهن على عدم وجود بديل له، فضلاً عن أنه يؤكد أنه لا يتحمل تبعة الفشل وحده، فقد حاول تلبية مطالب الأميركيين بإقرار مشروع قانون النفط، لكن البرلمان لم يصادق عليه، ويتهم المحيطون به الأميركيين بأنهم شكلوا ميليشيات سنّية فعرقلوا مسعاه لحل الميليشيات الشيعية. لكن على رغم دفاع المالكي عن حكومته وتأكيده أن الفشل ليس مسؤوليته، فإن الضغط الأميركي عليه يزداد يوماً بعد يوم، فقد أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس ان وكالات الاستخبارات الأميركية وضعت حصيلة «متشائمة» لقدرة المالكي على التوصل الى مصالحة وطنية، ونقلت عن مسؤولين في الادارة أن التقرير الذي يحمل عنوان «آفاق الاستقرار في العراق» يعرب عن «شكوك جدية» ويقدم «رؤية متشائمة» لقدرة الحكومة على «تجاوز الخلافات المذهبية» وتوحيد البلاد.

وشكل الدعم الأميركي لعشائر ومجموعات مسلحة سنّية في عدد من المدن سبباً لتوتر دائم بين المالكي والعسكريين الأميركيين، وقد تحولت العمليات التي شنها الجيش الاميركية ضد مقاتلي «جيش المهدي» التابع لرجل الدين مقتدى الصدر الى مبرر للأخير لسحب ثقته بالمالكي والمطالبة بتغييره لصالح منافسه في الحكومة وحزب الدعوة ابراهيم الجعفري.

لكنّ الأميركيين الذين يؤكدون ان ميليشيا المناطق والعشائر السنّية التي يدعمونها، ستظهر في تقرير «كروكر- بترايوس» كتقدم نادر في جهود الحرب مع «القاعدة»، كانت خياراً استراتيجياً أدى الى انهاء دور التنظيم في الكثير من مراكز نفوذه، فيما تحذر بغداد من آثار جانبية لهذه السياسة تتمثل في تقويض سلطة الدولة.

الى ذلك، جاء في بيان لجبهة «التوافق» السنّية ان قوة من الجيش العراقي دهمت مكتب رئيس الجبهة وهددت بقتله وأفراد حمايته. وحمّل البيان الحكومة مسؤولية أي اعتداء يتعرض له الدليمي.

وأضاف البيان ان «قوة من الحرس الحكومي الفوج الثالث اللواء الخامس الفرقة السادسة جاءت الى مكتب الدكتور عدنان الدليمي مساء الاربعاء وهددت أفراد حماية المكتب وشتمتهم بألفاظ طائفية وغير اخلاقية».

مشرق عباس

المصدر: الحياة