العلمانية والثورة الروحية
خلال الأربعين عاما الأخيرة تجمعت في البلدان الأوروبية جاليات إسلامية ضمّت المسلمين العاديين كما ضمت “الأخوان” والسلفيين والجهاديين والصوفيين والملحدين والليبيراليين واليساريين من كل الاطياف.
خلال الأربعين عاما الأخيرة تجمعت في البلدان الأوروبية جاليات إسلامية ضمّت المسلمين العاديين كما ضمت “الأخوان” والسلفيين والجهاديين والصوفيين والملحدين والليبيراليين واليساريين من كل الاطياف.
يستوجب البحث في تأصيل الأصول العقائديَّة والفكريَّة للإرهاب السّياسيّ الإسلاميّ تجنب خطأين يهدّدان أيَّ بحث في الموضوع: يتمثَّل الأوَّل في إرجاع الظَّاهرة إلى القرآن والسّيرة النَّبويَّة والمنظومة المغلقة للفقه الإسلاميّ، والثَّاني ينزع إلى تبرئة الإسلام جملة وتفصيلا من أيّ علاقة بالإرهاب.
الغرب المتقدم صناعياً وتكنولوجياً، يبهر أنظار رجال عصر النهضة العربية، ولا يزال يبهرنا الآن في عصر الثورة العلمية والتكنولوجية الراهنة. هذا بوجه عام، وسواء أرادوا الحديث وحده أو الحديث مع القديم، سواء أرادوا العلم الأوروبي خالصاً أو أرادوه مع «التراث». قلما عادوا إلى ما قبل أوروبا القرن التاسع عشر، قلما تساءلوا عن أساسيات هذا التقدم. ركضوا إلى «النتائج». هذه النتائج ليست فلسفة.
حينما وردت إلى عبد العزيز آل سعود البشارة من قائد جيشه ابن بجاد تنبئه بأنه قد احتل مكة، في صباح يوم 16 تشرين الأول 1924، أدرك السلطان أنّ كبرى أمانيه قد تحققت أخيراً. فحُكم مكة يمنح لصاحبه قيمة في العالمين العربي والإسلامي ومكانة رفيعة لا تشبهان منزلة من يحكم سواها من البلدان... ولا شك أنّ ابن سعود كان يحسد الهاشميين على الوجاهة التي وفرها حكم البقاع المقدسة لهم.
الكتابة على الكتابة أو النص على النص هو ما فعله المترجم هاشم صالح حين قدّم لكتاب محمد أركون «من فيصل التفرقة إلى فصل المقال... أين هو الفكر الإسلامي المعاصر؟» الصادر حديثاً عن دار الساقي.
أدرك السعوديون أنهم حلّوا في ورطة كبيرة، وأنهم قد ارتكبوا خطأ فادحاً في تقدير حساباتهم. ذلك أنّ مسيرة «البراءة من المشركين والمستكبرين» التي درج الإيرانيون منذ أعوام على تنظيمها في مكة والمدينة، كلّ موسم حج، قد انقلبت عصر ذلك اليوم إلى تظاهرة مفزعة الحجم، تنادي بـ«الموت لأميركا، والموت لإسرائيل»، وتطلب من المسلمين أن يتحدوا، وتهتف بحياة الخميني وترفع صوره في قلب مكة...
رغم حرص تنظيم «الدولة الإسلامية» بزعامة أبو بكر البغدادي على إظهار الطاعة والولاء والتقدير لرموز تنظيم «القاعدة»، وبخاصة أيمن الظواهري، وقبوله التحكيم في العديد من القضايا الخلافية في الساحة العراقية والسورية، إلا أنه كان من الواضح أن ممارسات قيادات تنظيم «الدولة» غلب عليها «التقية» السياسية تجنباً لصدام مبكر مع التنظيم الأكثر شعبية (تنظيم القاعدة) بين المقاتلين المتشددين.
«كلّما حدثت حربٌ في بلدٍ عربيّ، نقصَ عدد مسيحييه». هذا عرفٌ لا يحتاجُ إلى أكثر من مراجعةٍ تاريخيّة بسيطةٍ لإثباته، لكنّه يحتمل استفهاماتٍ كثيرة تتعلّق بمفهومِ الانتماءِ لدى مسيحيّي الشّرق. هل تغوّلت الأسلمة السياسية في مجتمعاتنا إلى درجةٍ جعلتِ الأرض تضيق بالمسيحيين؟