الأيهم صالح
التكنوقراط 2: المشاعات الشاملة
التكنوقراط 1: الحوكمة الشاملة
الأيهم صالح: وفق نظام الحوكمة الشاملة، تصبح الحكومات مسؤولة عن سن القوانين التي تصيغها مؤسسات الحوكمة الشاملة مما يجعل هذه المؤسسات مصدر السلطة في كل دولة رغم أن الدساتير المحلية في كل مكان تقول أن الشعب هو مصدر السلطة وأن القوانين تصدر باسم الشعب. وهكذا تصبح القوانين التي تسنها الحكومات وسيلة إخضاع الشعب للإملاءات الخارجية التي تفرضها الحوكمة الشاملة.
أفكار من العالم الآخر: المحكومون بأفيون الأمل
استطاعت الشعوب في حالات قليلة فقط أن تنهي التاريخ الذي كانت تعيشه وتفتح صفحة جديدة في تاريخها، في بعض هذه الحالات مثلا نجح غاندي وحركته في إنهاء الاحتلال البريطاني للهند، ونجح ثوار الجزائر في إنهاء الاحتلال الفرنسي للجزائر، ونجحت المقاومة اللبنانية في دحر الاحتلال الاسرائيلي بعد أن سيطر على بيروت.
سناريوهات نهاية اللعبة: معركة الحرية الشخصية
الأيهم صالح: في العامين الماضيين خضع مليارات البشر لقوانين تمنعهم من تنفس الهواء النقي، ثم خضعوا لإغراءات بتلقي حقن مجهولة يمنع عليهم تحليلها ومعرفة محتواها، ويتم الآن تحويل إغراء الحقن إلى إلزام بالحقن. وطالما استمر البشر بالخضوع ستستمر الحكومات بإلزام مواطنيها بالمزيد.
بالمقابل، يدرك المزيد أن بعض حرياتهم الشخصية أصبحت مهددة بالفناء، بعض البشر الذين قبلوا سابقا أن تفرض عليهم الحكومة الحصول على رخصة سوق وعلى رخصة ممارسة مهنة وعلى شهادة لا حكم عليه أصبحوا يدركون أنه ليس من حق الحكومة أن تفرض عليهم الحقن والحصول على رخصة تلقي الحقنة، وبدأ بعضهم يتساءلون عن حق الحكومة في فرض الرخص الأخرى التي تفرضها.
مراجعة 2021 لسيناريوهات نهاية اللعبة
أفكار من العالم الآخر: الدين العلمي 3
الأيهم صالح: كان هانز روسلينغ من أبرز الباحثين في مجال الطب، قضى أغلب شبابه متطوعا في منظمة أطباء بلا حدود، ثم أصبح أستاذا لمادة الصحة العامة في معهد كارولينسكا في استوكهولم. اشتهر هانز روسلينغ بقدرته الأسطورية على تبسيط المعلومات الإحصائية لدرجة أن بعض أنواع الرسوم البيانات تسمى باسمه، ولكن أهم إنجاز له برأيي هو قياسه للجهل. أثبت هانز روسلينغ أن ما يسمى الثقافة العامة، أي المعلومات التي يحصل عليها الإنسان خلال حياته اليومية وخلال دراسته غير الاختصاصية، هي ما يسبب فشل المجتمعات في تجاوز امتحانات بسيطة حول المعارف البسيطة.
أفكار من العالم الآخر: الدين العلمي 2
هل تدور الأرض حول الشمس؟ نظرية زاركوفا تقول أن الأرض تدور حول نقظة متغيرة تقع دائما ضمن كتلة الشمس، ولكنها لا تدور حول مركز الشمس. وكما رأينا في المقالة السابقة، لا يستطيع العلم التأكد من ذلك، ولكن من الممكن نقض ذلك إن كان خاطئا، أو محاولة نقضه على الأقل. وزاركوفا لا تدعي صحة نظريتها، بل تقول أنها أنتجت توقعات يمكن التأكد منها أو نفيها بقياس النشاط الشمسي، وأنها طلبت من العديد من العلماء تكرار حساباتها ولكنهم رفضوا، والوحيد الذي قبل ذلك هو عالمة روسية شابة اسمها بوبوفا (المرجع محاضرة لزاركوفا من عام 2018). سلوك زاركوفا في هذا المجال يشبه سلوك عالم الفيروسات ستيفان لانكا في تجاربه التي تهدف لنقض علم الفيروسات من أساسه، وهذا السلوك تطبيق حرفي لما اقتبسته عن فاينمان في مقالتي السابقة، والتي اختتمتها بالقول أن العلم المستند إلى مبدأ الشك مازال موجودا، ولكن من الصعب العثور عليه.
أفكار من العالم الآخر: الدين العلمي
الأيهم صالح: لست عالما، ولكنني لا أحتاج لأكون عالما لكي أفهم حدود العلم. هناك شروحات وتبسيطات مفهومة لشخص عادي مثلي توضح أن منهج العلم لا يقيني ويبنى على التغيير وعدم الثقة بصحة أي شيء، ورغم ذلك نجد الكثيرين يتحدثون عن العلم ونتائجه بصيغة يقينية تصل حدود الإيمان، وتجعل من يقرأ أو يستمع إليهم يعتقد أن هؤلاء الناس يؤمنون بما يقولونه إيمانا ولا يقبلون أي احتمال لكون ما يقولونه غير صحيح.
لا أقصد الإعلاميين والمدرسين فقط، فهناك أشخاص يمارسون العلم بإيمان قد يصل حدود التدين، ومنهجهم في ممارسة العلم مختلف عن المنهج الذي شرحه فاينمان، وربما لا ينطبق عليه مبدأ الشك أيضا. هؤلاء العلماء ينشرون دراسات وأبحاثا علمية في المجلات المحكمة، أي أنها أبحاث على مستوى أي بحث يمكن أن يسمى علميا في هذا العصر..