ثقافة

18-02-2022

الشهرة الأدبية بين المصادفة والاستحقاق

الجمل ـ عماد عبيد:
من منا لم يقرأ، أو على الأقل لم يسمع برواية (ذهب مع الريح) للروائية الأمريكية (مارغريت ميتشل 1900 – 1949)، روايتها اليتيمة هذه بيع منها مليون نسخة خلال الستة أشهر الأولى لنشرها، وفازت بالكثير من الجوائز أهمها جائزة (بليتزر) الشهيرة عام 1936، ثم تحولت الرواية إلى فلم سينمائي حصد أكبر ريع في تاريخ السينما الهوليودية، وفاز الفيلم بجوائز عديدة منها (الأوسكار) وترجمت الرواية إلى أكثر من 50 لغة عالمية، واعتبرت أشهر رواية أمريكية في القرن العشرين، ... نعم رواية واحدة صنعت مجدا غير مسبوق.

18-02-2022

هل الحب ممنوع حتى إشعار آخر؟

هاشم صالح:

بما أن العالم كله احتفل بعيد الحب يوم 14 فبراير (شباط) فاسمحوا لنا أن نثرثر قليلاً حول هذا الموضوع الذي يدوخ العقول، هذا إذا بقيت عقول...

يرى الفيلسوف الفرنسي المعاصر أندريه كونت سبونفيل أن الحب هو المشكلة الفلسفية الوحيدة الجادة التي تستحق الاهتمام وليس الانتحار على عكس ما زعم ألبير كامو. من المعلوم أن هذا الأخير كان قد كتب هذه العبارات الشهيرة في مطلع كتابه «أسطورة سيزيف»: «لا توجد إلا مسألة فلسفية جادة بالفعل: الانتحار. بمعنى أن السؤال المطروح هو التالي: هل تستحق الحياة أن تُعاش أم لا؟ الإجابة على هذا السؤال تعني الإجابة على المسألة الأساسية للفلسفة».

18-02-2022

في مفهوم الحبّ.. أندري كونت سبونفيل

ترجمة: حسن أوزال

“أنْ نُحِبَّ هوّ ما يعني أنْ نَفْرَح” أرسطو

إنّ الحبّ هو الموضوع الأكثر أهميّة من بين كلّ المواضيع. وذلك  جراء ذلك القَدْر من السعادة الذي  بقدرما يَعِدُنا به أو نَخَال أنه يَعِدُنا به من جهة أولى بقدرما يَعْمَل على  إِتْلافه ويُهَدِّد بالإجهاز عليه من جهة ثانية. فأيّ موضوع عند الأصدقاء يفوق موضوع الحب متعةً وحميميةً وقوةً؟ وأيّ خطاب مابين العُشَّاق يفوق خطاب الحب لطافةً و يَكُون أكثر منه إزعاجا وغَوْصا في الكثمان؟ وأيّ شيء أكثر إثارة للذات نحو ذاتها مِن العاطفة؟

12-02-2022

شللية الأدب وعداوة الكار

الجمل ـ عماد عبيد:


يروي فيما يروي الكاتب التشيكي الفرنسي (ميلان كونديرا) أنه في شبابه، في زمن الحيرة والضياع، استهدى على الكاتب الفرنسي (أناتول فرانس 1844-1924) مسترشدا بروايته (الآلهة عطشى) التي أمدته بطاقة معرفية أججت في داخله شغب التفكير والإعجاب بهذا الكاتب الفذ.


وحين هاجر (كونديرا) إلى فرنسا التقى بالفيلسوف الروماني (إميل سيوران 1911- 1995) وما أن أبلغه إعجابه بـ (فرانس) حتى مال عليه (سوران) وهمس في أذنه ضاحكا بخبث (لا تلفظ اسمه بصوت مسموع هنا وإلا سخر الجميع منك)

11-02-2022

إنهم لا يحبون إلا الموتى 

جودت هوشيار:

عبارة قالها سيرغي دوفلاتوف ( 1941 – 1990 ) وهو يغادر وطنه   ، بعد تضييق الخناق عليه ، ومنعه من النشر ، ووضعه بين خيارين أحلاهما مر : أما السجن أو الهجرة ، رغم أنه لم يكن معارضا ، ولا منشقاً .

 كانت تلك العبارة نبوءة  صادقة . فبعد وفاته بنوبة قلبية في نيويورك في 24 أغسطس عام 1990 ، أصبح بين ليلة وضحاها ، الكاتب الأشهر بين أبناء جيله . وبدأت دور النشر الروسية تتنافس وتتسابق في نشر مؤلفاته الرائعة . 

11-02-2022

سيوران توأم ديوجين 

آدم فتحي: سيوران في نظري توأم ديوجين . ينبح في كلّ شذرة يكتبها. في نباحه شطحة الشاعر ولمعة المفكّر. أَدركَ أنّ الفكر لم يعد يتحمّل «الأقمطة» النسقيّة، فاستعاد توهّج اللحظة ما قبل السقراطيّة. كتب النصّ الطويل لكنّه روّضه بالشذرة. أتاح لِلَّمْعَةِ الشعريّة أن تمنح الفكرة أجنحة أخرى وأن تعود بالمفكّر إلى مملكة الحواسّ. 

09-02-2022

أوراق الحلّاق الدمشقي...من باب بريد إلى دبلن

 سامي مروان مبيض:

بالتزامن من مهنتي، أنا أجمع الكتب النفسية والنادرة المتعلقة بتاريخ مدينة دمشق. وكلما اقتنيت مكتبة قديمة، وجدت بين رفوفها نسخة من كتاب البديري الحلّاق "حوادث دمشق اليومية"، المطبوع في القاهرة أيام الوحدة مع مصر. الكتاب غني عن التعريف طبعاً، وهو عبارة عن مذكرات حلّاق دمشقي من القرن الثامن عشر، عاش في حارة التعديل بالقنوات وعمل حلاقاً في باب بريد، حيث سمع أخبار الناس وقام بتدوينها.

المذكرات تحكي قصة دمشق في زمن آل العظم، وفيها تفاصيل دقيقة عن الوفيات والجرائم، جنون أسعار المواد التموينية ومظالم الحكام.

09-02-2022

على العلمِ ألّا يحاول امتصاصَ الدين وطرق المعرفة الأخرى

أحمد زايد: 

ذكَّرتني سيرةٌ ذاتيةٌ مثيرة عن “ستيفن هوكينج” بأيامِ العلم الخوالي الجيدة، أم أنها كانت أياماً سيئة؟، لا أستطيعُ الجزمَ، فأنا أتحدث عن التسعينيات في وقتٍ سادت فيه الغطرسة العلمية. كما يتذكر الصحفي “تشارلز سيف” في كتابه (Hawking Hawking: The Selling of a Scientific Celebrity)، أقنعنا هوكينج وغيره من الفيزيائيين أنهم على وشك الوصول إلي (نظرية كل شيء) التي من شأنها أن تَحُلَّ لغز الوجود وتكشفَ سبب وجود شيءٍ بدلاً من لا شيء (سبب وجود الوجود)، ولما هذا الشيء على ما هو عليه؟.