■ أكثر مَن يعرف الواقع
من يعرف الواقع ليس الواقعيّ، بل ذلك الذي يبذل قواه لتغيير الواقع ولو عَبْر تجاهله. رافعة الخيال، هذه الأمّ الحنون، أكرم سلطةٍ حظي بها الإنسان.
لكلّ شعب روح يجسّدها زعيم. الشعب الهندي روحه السلام، جسّدها غاندي. الشعب الروسي الفقير ظلّ ناقماً على دولته حتّى استعار لينين تراكم النقمة وفجّره في الثورة الشيوعيّة.
أعرفُ أن أحبّ. لا أعرف أن أعيش.
الحبّ ليس ميثاقاً دستوريّاً، ليس بنداً من بنود الواقع ولا يقع تحت أيّ من المسؤوليّات التي بمحض وجوده يُبدّدها.
الحبّ حالة مستقلّة عن «سَير الأمور». إنّه تَولُّع، تَعَلُّق، والتعلّق يلوذ بما يُهرّبه، التعلُّق فرار، لجوء، احتماء من جميع العالم.
ما قرأتُ عن فنّان أو كاتب إلّا حفزتني المطالعة على طلب المزيد. حياة هؤلاء مختبرات لأهوائنا، وأكثر ما يشدّ إليهم هو محاولة المطابقة بين أعمالهم وأشخاصهم. نريدهم آلهة ونريدهم بؤساء. نريد أن نحلم من خلالهم وأن يعيشوا ويعملوا بالنيابة عنّا. خلافاً للبعض، أرى أن السيرة أعظم خدمة للكاتب والفنّان.
يشهد هذا الأسبوع والأسبوع القادم حفلات تحييها فيروز في ساحل علما. هنا خواطر عامّة على حلقتين:
الكتابة عن فيروز أفضل ما تكون حين يعتقد الكاتب أنّ فيروز لن تقرأ.
تاريخ حياة جابر بن حيّان، غير واضح. قرنٌ بعد نبيّ الإسلام؟ 725 م؟ 812؟ 760؟ 940؟ من الكوفة أم من خراسان؟ أم من طرطوس على ما تقول رواية نقلها الدكتور زكي نجيب محمود في كتابه «جابر بن حيّان»
في عيد العمّال الفائت تلقّيت من صديق في الغربة ـــــ حيث لم يحالفه الحظّ ـــــ رسالة عاصفة حرْتُ ماذا أفعل بها. قال انشرْها وقال لا تنشرها. أمس غاب إلى الأبد.
بكت نجوى كرم لمّا فاجأتها التلفزيونيّة (ام.تي.في) جمانة بو عيد بأن بلديّة زحلة قرّرت تسمية شارع باسمها. قالت: «سألتِني في بداية المقابلة ماذا أخذ منّي الفنّ. اسأليني شو عطاني».
من أغرب ما قرأتُ هذه العبارة لبابلو بيكاسو مؤرّخة حزيران 1923: «لا يمكن الاكتراث لرجل يمشي وعيناه إلى الأرض، ينظر ما إذا كان الحظّ قد يضع على طريقه محفظة نقود».