جنرالات واشنطن: سوريا هي الخطر رقم واحد الذي يهدد "الأمن القومي" الأمريكي

17-08-2013

جنرالات واشنطن: سوريا هي الخطر رقم واحد الذي يهدد "الأمن القومي" الأمريكي

الجمل- توماس غيست- ترجمة: د. مالك سلمان:

سافر رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع, ووصل إلى إسرائيل يوم الاثنين.
التقى ديمبسي بالجنرال الإسرائيلي غانتز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الاثنين لمناقشة "التهديدات التي يمكن أن تظهر في المنطقة – على المستوى الكوني وعلى الولايات المتحدة – وكيف يمكننا الاستمرار في العمل معاً لجعل بلدينا أكثر أماناً."
بعد انتهاء زيارته لإسرائيل, سيسافر ديمبسي إلى الأردن حيث يتمركز أكثر من 1000 جندي أمريكي, بالإضافة إلى طائرات "إف- 16" مع طواقمها وبطاريات صواريخ "باتريوت". وقد تعهدت الولايات المتحدة بمساعدة الأردن على تطبيق "تقنيات ضبط الحدود" للتعامل مع تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين.
طار قائد القوات الجوية الأمريكية, الجنرال مارك ويلش, إلى إسرائيل لعقد اجتماعات سرية (4- 8 آب/أغسطس) قبل زيارة ديمبسي.
بالإضافة إلى المهمة الرسمية في تعزيز العلاقات العسكرية مع النظامين الإسرائيلي والأردني, تأتي زيارة ديمبسي وسط الانتكاسات الخطيرة التي تتعرض لها المعارضة السورية المدعومة من الولايات المتحدة, كما أنه يعد لخطط تهدف إلى التصعيد العسكري في ذلك البلد, من خلال استخدام الحلفاء الإقليميين بمن فيهم تركيا والأردن وإسرائيل.
في مقابلة مع "وول ستريت جورنال" يوم الجمعة, قال نائب رئيس "سي آي إيه" الأسبق مايكل موريل إن الوضع في سوريا هو الخطر رقم واحد الذي يهدد "الأمن القومي" الأمريكي, وإن البلد يمكن أن يصبحَ الملجأ المفضل الجديد للقاعدة.
الهدف من زيارة ديمبسي إلى الشرق الأدنى هو تنسيق وتعزيز الدعم لخطط الحرب الأمريكية التي تستهدف سوريا. ففي تقريره حول زيارة ديمبسي, زعم موقع "ديبكا فايل" أن الغرض من الزيارة هو "تحضير الأرضية لقرار الرئيس باراك أوباما النهائي حول تدخل عسكري أمريكي محدود في الحرب الأهلية السورية".
يقول تقرير "ديبكا فايل" إن الولايات المتحدة تريد فرض منطقة حظر طيران فوق سوريا, وتقتطع "مناطقَ عازلة" داخل سوريا على الحدود الإسرائيلية والأردنية, وتعلنَ مدينة درعا الجنوبية السورية, بالقرب من الحدود الأردنية, عاصمة ﻠ "سوريا المحررة", وتدخلَ آلاف القوات الخاصة السورية – التي يدربها ويقودها الضباط الأردنيون والأمريكيون – إلى الأراضي السورية لشن الحرب على الأسد.
مع أن ديمبسي لم يتحدث عن هذه الإجراءات العدوانية بشكل صريح, إلا أنه مقتنع تماماً أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو إزاحة الأسد وتنصيب قوى المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة.
أثناء تواجده في إسرائيل, حذر ديمبسي من أن الحرب في سوريا "لن تنتهي على المدى القصير" وشخصَ سببَ الحرب في "إطلاق العنان للعداوات التاريخية الإثنية والدينية والقبلية والتي سيتطلب حلها الكثير من العمل والوقت".
في الحقيقة, إن سبب الحرب في سوريا هو تصميم الولايات المتحدة والإمبريالية الأوروبية على إعادة فرض الهيمنة الكولونيالية على الشرق الأوسط. إذ يتم إذكاء الانقسامات الإثنية والطائفية بشكل متعمد ومن ثم استغلالها من قبل القوى الإمبريالية كجزء من هذا المشروع.
يزعم ديمبسي أن أحد الأهداف الرئيسة للولايات المتحدة هو تعزيز القوى المعتدلة داخل المعارضة وتهميش العناصر المتطرفة.
فقد قال, "أنا قلق جداً من العناصر المتطرفة في المعارضة, كما أنني قلق من إمكانية أن تخطف هذه الإيديولوجيات المتطرفة الحركة الشعبية التي انطلقت في البداية بهدف الإطاحة بنظام قمعي".
إن تصريحات ديمبسي تقلب الواقع رأساً على عقب. ففي الواقع, تقوم الولايات المتحدة بتقديم المساعدات المادية والمالية للمسلحين داخل سوريا, بما في ذلك "جبهة النصرة", منذ 2011. فهؤلاء "المتطرفون" هم قوات الصدمة المدمرة التي ترعاها الولايات المتحدة في سوريا.
يعترف ديمبسي نفسه أن العناصر المعتدلة والمتطرفة داخل المعارضة غالباً ما تعمل سوياً. حيث قال, "لست مندهشاً من التعاون القائم بين هذين الطرفين من حين لآخر".
مما يزعج البنتاغون أن معظم التقارير تشير إلى أن الوحدات الأكثر فعالية داخل الائتلاف المعارض للأسد تنتمي إلى المجموعات الإسلاموية المتطرفة, المدعومة من قبل حلفاء الولايات المتحدة, إذ تشكل – في واقع الأمر – القوى "الطليعية" في "الثورة" السورية.
رداً على سيطرة القوات المناوئة للأسد على مطار منغ, قال محلل "جينز ديفينس ويكلي", تشارلز ليستر: "يبين هذا النصر مرة أخرى الدورَ الاستراتيجي الرئيسي الذي يلعبه المتطرفون الإسلامويون, وخاصة في شمال سوريا."
فتبعاً لليستر, "كل هجوم رئيسي حصل في شمال سوريا هذا العام أعلنت عنه وقادته ونسقت له القوى الإسلاموية".
في حديثه إلى "صوت روسيا", قال بيل روجيو من "لونغ وور جورنال", " الحقيقة هي أن هذه المجموعات المتمردة, المجموعات التي ترغب الولايات المتحدة في دعمها, ‘المجلس العسكري السوري’ و ‘الائتلاف الوطني السوري’ و ‘الجيش السوري الحر’, تقاتل جنباً إلى جنب مع جبهة النصرة ضد نظام الأسد ... يتم النظر إلى ‘الجيش السوري الحر’ بصفته علمانياً, ولكن عندما تراقب ما يحدث في سوريا يمكنك أن تكتشف أن أغلبية مكوناته ليست علمانية."
وفي عمود صحفي في "رَشا تودي أونلاين" كتب باتريك هينينغسن, "الجيش السوري الحر ضعيف جداً وتهيمن عليه مجموعات ضخمة من المقاتلين الإسلامويين الأجانب, حيث تظهر جبهة النصرة بصفتها الأضخم والأفضل تمويلاً".
جاء في "تلفزيون بريس" الإيراني يوم الأحد أن مسلحي جبهة النصرة قاموا بقتل 450 كردياً في 5 آب/أغسطس في بلدة تل أبيض شمال سوريا, معظمهم من النساء والأطفال.
كما جاء في صحيفة "العالم" أن "القتل الجماعي على يد الإرهابيين قد تزايد في سوريا في الشهر الأخير ... فمع استمرار الهجمة المدعومة من الخارج في سوريا, قامت الولايات المتحدة بزيادة دعمها السياسي والعسكري للمتطرفين التكفيريين".
قال الصحفي الكردي برزان إيسو إن الهجمات المسلحة ضد الشعب الكردي تعود إلى أواسط شهر تموز/يوليو: "بدأت القاعدة بمهاجمة القرى الكردية في 19 تموز/يوليو. وبعد هذه الهجمات قاموا بخطف العديد من الأكراد".
قابلت الحكومة الأمريكية والإعلام الأمريكي هذه المزاعم بالصمت, والتي – إن ثبتت صحتها – ستقود إلى تمحيص أكبر في بنية هذه الميليشيات الإسلاموية وارتباطها بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه".



http://www.globalresearch.ca/top-us-general-travels-to-middle-east-for-war-talks/5345890

تُرجم عن ("غلوبل ريسيرتش", 14 آب/أغسطس 2013)

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...