لافروف: التسليح الأميركي يعرقل عقد «جنيف» والمسلحون يتبلّغون طلباً سعودياً لاحتلال حلب
سارع وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى الاتصال بنظيره الروسي سيرغي لافروف، أمس، لبحث موضوع عقد مؤتمر «جنيف 2» بعد ساعات من اتهام موسكو لواشنطن بعرقلة فرص عقد مؤتمر «جنيف 2» من خلال المضي قدماً في خطط لتسليح المعارضة السورية، فيما بدا أن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خرج خالي الوفاض من باريس، مع تأكيد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند دعمه «سياسياً وإنسانياً» للمعارضة، من دون التطرق إلى موضوع تسليحها.
في هذا الوقت، بدأ رئيس بعثة الأمم المتحدة للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا آكي سيلستروم ورئيسة لجنة شؤون نزع السلاح في الأمم المتحدة أنجيلا كاين زيارتهما إلى دمشق، التي تستمر لمدة يومين، وذلك بعد سيطرة المسلحين على بلدة خان العسل الإستراتيجية في ريف حلب، التي تتهم السلطات السورية المسلحين باستهدافها بأسلحة كيميائية.
وقالت كاين، لدى وصولها إلى دمشق، إن مهمتهما تتمثل في الإعداد لإجراء تحقيق في استخدام أسلحة كيميائية. وسيلتقي المسؤولان الدوليان بوزير الخارجية السوري وليد المعلم وبخبراء فنيين.
وقال مصدر في المعارضة السورية، لوكالة «فرانس برس»، إن المسلحين يستعدون لهجوم شامل من أجل إحكام السيطرة على مدينة حلب وريفها، وذلك بدعم من السعودية، مضيفاً إن الرياض «قررت أن مدينة حلب وكل المحافظة يجب أن تصبح تحت سيطرة الثوار».
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن لافروف ناقش مع كيري، في اتصال هاتفي أجراه الوزير الأميركي، التحضيرات لمؤتمر «جنيف 2». وأضافت إن «لافروف وكيري بحثا أيضاً عدداً من المسائل، من ضمن أجندة العلاقات الثنائية بين روسيا والولايات المتحدة».
وكان لافروف قال، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته المولدافية نتاليا غيرمان في موسكو، «أنا وكيري دعونا إلى عقد المؤتمر من دون أية شروط مسبقة. وقد قبلت الحكومة السورية بهذه المبادرة، وأعربت عن استعدادها لإرسال وفد إلى المؤتمر من دون شروط مسبقة. لكننا لم نسمع بعد تأكيداً كهذا من المعارضة، التي يراهن الشركاء الغربيون على دعمها. بل على العكس من ذلك، فالقيادة الجديدة للائتلاف الوطني أعلنت أنها لن تذهب إلى جنيف ما لم تتحسن أوضاعها العسكرية في الأراضي السورية، وما لم تؤكد الحكومة أنها ذاهبة إلى جنيف لتوقيع وثيقة الاستسلام. وهذه الشروط تتعارض مع بيان جنيف ومع اتفاقاتنا مع كيري».
وأضاف «لذلك فإن شركاءنا الأميركيين يركزون في ما يخص الملف السوري على تسليح المعارضة، وكشف النقاب عن خطط يتم وضعها الآن في ما يتعلق بتوجيه ضربات إلى مواقع الحكومة السورية. ولا يتماشى هذا بالطبع مع الاتفاقات على عقد المؤتمر من دون شروط مسبقة، بل يتعارض معها». وتابع «حتى إذا كان الهدف من تلك الخطوات خلق أفضل المقدمات لعقد المؤتمر، حسب فهم واشنطن، فهي تتعارض مع مبادرتنا المشتركة».
وكان مسؤولون أميركيون ومصادر أخرى قالوا، لوكالة «رويترز»، إن «الخطط الأميركية الرامية إلى تسليح المعارضة السورية تخطت عقبة واحدة في الكونغرس، لكنها قد تواجه مزيداً من العقبات عندما ينفد التمويل خلال شهرين، ما يزيد من تأخر تدفق الأسلحة».
وقد وافقت لجنتا الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ مؤخراً على خطة البيت الأبيض الرامية إلى تقديم أسلحة إلى قوات المعارضة، بالرغم من تحفظات المشرعين على فرص نجاحها.
وقال هولاند، خلال لقائه رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا في باريس، إن «فرنسا تقف إلى جانب الائتلاف، وتعمل على المستويين السياسي والإنساني، وأيضاً على مستوى الممرات التي يمكن أن تفتح لتقديم المساعدات الضرورية إلى السكان».
وشدّد هولاند على ضرورة «مواصلة الضغط العسكري على النظام السوري»، إلا أنه اعتبر أن هذا الأمر «من مسؤولية الائتلاف وجيشه». وقال «لا علاقة للائتلاف بالمجموعات المتطرفة التي تستغل الوضع في سوريا لتغليب مصالح تختلف عن مصالح الشعب السوري».
ووصف الجربا، الذي يلتقي كيري في واشنطن اليوم، الاجتماع «بالمثمر»، مضيفاً «نحن سعداء لأن نسمع الرئيس (هولاند) يتكلم عن إمكانية فتح معابر أو ممرات إنسانية، وعن دعم سياسي».
وقال مصدر ديبلوماسي إن «وفد المعارضة السورية شدد على ضرورة أخذ مسألة التسلح بعين الاعتبار وعلى حاجة السكان للدفاع عن أنفسهم». وأوضح أنه «لا توجد أي فرصة» في الوقت الحاضر لقيام مجلس الأمن باتخاذ قرار يتضمن فتح ممرات إنسانية بسبب الموقف الروسي الرافض لهذا الأمر.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد