ما هي خيارات الضربة العسكرية ضد إيران؟
الجمل: برغم صدور العديد من الإشارات المتفائلة بأن الضربة الأمريكية ضد إيران قد أصبحت غير محتملة الحدوث، فقد حملت اليوم التقارير الصادرة معلومات تلمح مرة أخرى إلى اقتراب شبح الضربة العسكرية ضد إيران، ومن أبرز هذه المعلومات، نستعرض الآتي:
* تقرير صحيفة هاآرتس الإسرائيلية:
كتب يوسي فيرتير مراسل الصحيفة في واشنطن، بتاريخ اليوم 20 تشرين الثاني 2006 تقريراً حمل عنوان (بوش: سوف أتفهم إذا اختارت إسرائيل مهاجمة إيران)، ويتضمن النقاط الآتية.
• أخبرت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية، السياسيين والدبلوماسيين الأوروبيين الذين التقت بهم مؤخراً، بأن الإدارة الأمريكية لن تقوم بتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران، وذلك لثلاثة أسباب:
- الرغبة الأمريكية في حل الأزمة عن طريق الوسائل السلمية.
- الضربة العسكرية لن تكون كافية وحدها في القضاء بشكل كامل على القدرات النووية الإيرانية وتدميرها.
- عدم كفاية المعلومات الاستخبارية المتاحة لدى أمريكا حالياً عن مواقع المنشآت الإيرانية المطلوب تدميرها.
• أخبر الرئيس الأمريكي جورج بوش نظيره الفرنسي جاك شيراك، في الأسابيع الماضية باحتمال قيام إسرائيل بتوجيه ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية، كذلك أضاف بوش قائلاً: إن هذا الأمر يتوجب عدم استبعاده.
* التقديرات الفرنسية الاستخبارية تشير إلى الآتي:
- إن البرنامج النووي الإيراني سوف يصل إلى (نقطة اللارجعة) في ربيع عام 2007، أي بعد خمسة أشهر من الآن على وجه التقريب.
- إن تنفيذ الضربة الإسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية سوف يكون كارثة لا على المنطقة، بل وعلى العالم أيضاً، وذلك لأنه:
- لا يمكن تحطيم وتدمير القدرات النووية الإيرانية بالكامل.
- إيران سوف تستعيد قدراتها النووية خلال عامين فقط بعد الضربة.
- إيران سوف تنسحب من اتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية.
- كل الجهود الدولية الجارية حالياً لإيقاف البرنامج النووي الإيراني سوف تنهار.
- سوف ترتفع أسعار النفط بشكل كارثي على الاقتصاد العالمي.
- سوف يتزايد العداء لإسرائيل في العالمين العربي والإسلامي وسوف يتضرر من ذلك (أصدقاء) إسرائيل في هذين العالمين.
- سوف تنشط حركة المقاومة المسلحة ضد إسرائيل.
- كارثة الانتقام الإيراني سوف يقع جزءها الأكبر على رأس إسرائيل، إضافة إلى أصدقائها وحلفائها في سائر أنحاء العالم.
* مجلة النيويوركر الأمريكية: كتب الصحفي والمحلل السياسي البارز سيمور هيرش تقريراً مطولاً حمل عنوان (تقرير: جواسيس إسرائيليون في إيران أفادوا ببدء حركة اختبار القنبلة النووية).
يقول التحليل: إن جواسيساً إسرائيليين عملوا داخل إيران هذا الصيف، استطاعوا تجميع معلومات استخبارية تؤكد أن طهران قد قامت بتطوير واختبار جهاز التحريك المحفز للقنبلة النووية.
وعموماً نقول: إن تحليل المعلومات والحيثيات المشار إليها، وتقويم دلالتها، تشير مجتمعة إلى الآتي:
- إن إسرائيل ترغب بإصرار في توجيه ضربة عسكرية ضد إيران.
- إن الإدارة الأمريكية ترغب أيضاً في توجيه هذه الضربة.
- إن ارتباط الموقف الإسرائيلي والموقف الأمريكي، يقوم على أساس اعتبارات توزيع الأدوار في تنفيذ سيناريو ضرب إيران.
- إن الملامح الأساسية للسيناريو تتمثل في الآتي:
• على المستوى الأول: تقوم إسرائيل بتنفيذ الضربة، أو ربما تنفذها القوات الأمريكية سراً.. وتعلن إسرائيل مسؤوليتها عن تنفيذ الضربة.
• على المستوى الثاني: أمريكا تقول بعدم رغبتها في توجيه الضربة العسكرية ضد إيران، وذلك حتى لا تخسر مصداقيتها أمام حلفائها الأوروبيين الرافضين لهذه الضربة مثل فرنسا، ولتفادي الحرج مع روسيا والصين، إضافة إلى ترتيب دورها المستقبلي في الأمم المتحدة خلال فترة ما بعد الضربة، بحيث يتسنى لها هامش الحركة واسعاً لكي تتفرغ لتوفير الحماية الدبلوماسية لإسرائيل في مجلس الأمن الدولي.
وأخيراً: نترجم بشكل مباشر اقتباس الصحفي سيمور هيرش الذي أخذه من دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى:
يقول الدبلوماسي: (بالنسبة لإسرائيل، إنها مسألة حياة او موت، فالولايات المتحدة لا ترغب الدخول في معركة مع إيران، ولكن، إذا أحست إسرائيل اهتماماً أكبر فأكبر –بالموضوع- فإنه سوف لن تكون هناك –لأمريكا- فرصة أخرى –بديلة-).
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد