آلاف اليمنيين يتظاهرون في الجنوب تحت شعار «لا للحوار.. نعم للاستقلال»
بدأ أمس الاثنين في صنعاء حوار وطني مفصلي يهدف إلى وضع دستور جديد لليمن وحل مشاكله الكبرى، فيما اعتبر الرئيس عبدربه منصور هادي أن مفتاح النجاح يكمن في معالجة قضية الجنوب حيث تتصاعد الحركة الانفصالية التي قتل أحد مناصريها في مواجهات مع الشرطة.
وينعقد الحوار برئاسة هادي وبرعاية الأمم المتحدة الممثلة بمبعوثها الخاص جمال بن عمر، ومجلس التعاون الخليجي الذي حضر أمينه العام عبد اللطيف الزياني، وإنما في ظل مقاطعة من أغلبية مكونات الحراك الجنوبي المطالب بالعودة إلى دولة الجنوب التي كانت مستقلة حتى العام 1990، حيث ذكر تكتل «اللقاء المشترك» الذي يضم أحزاب الإصلاح والاشتراكي والوحدوي الناصري أنه سيكتفي بحضور حفل افتتاح المؤتمر فقط لتأكيد إيمانه بالحوار وحرصه على نجاحه.
وتغيب عن المؤتمر رئيس الحكومة محمد سالم باسندوه، وفيما لم يعلن عن سبب تغيبه ذكرت مصادر مستقلة «تسجيله اعتراضه على تسمية الرئيس هادي من كانوا سبباً في قتل الشباب المحتجين على نظام الرئيس السابق علي عبد اللـه صالح ضمن قوائم المشاركين في الحوار».
وتمت الدعوة إلى الحوار بموجب المبادرة الخليجية التي أسست لاتفاق انتقال السلطة وتخلي الرئيس صالح عن السلطة في تشرين الثاني 2011.
وقال بن عمر للصحفيين قبيل افتتاح الحوار، إنها «لحظة تاريخية واليمن هو نموذج للانتقال الديمقراطي في المنطقة»، مشدداً على أن «المجتمع اليمني متضامن ويساعد اليمنيين.. ومجلس التعاون الخليجحي قدم الكثير.. هذه الفرصة يجب أن يقطفها اليمنيون». ودعا بن عمر في كلمة في افتتاح الحوار الذي يفترض أن يستمر ستة أشهر إلى معالجة «المطالب المشروعة» للجنوبيين، وتداعيات الحروب مع التمرد «الحوثي» في صعدة. من جهته قال الرئيس هادي مخاطباً 565 من المشاركين بالمؤتمر إن «المفتاح الأساسي لمعالجة كافة القضايا هي القضية الجنوبية»، في إشارة إلى استمرار شريحة واسعة من الجنوبيين برفع مطالب العودة إلى دولة الجنوب أو بقيام دولة فدرالية.
ودعا هادي إلى «التوافق على رؤية عقلانية حول القضية الجنوبية» معتبراً أن ذلك «سيقودنا حتماً إلى عقد اجتماعي جديد من خلال دستور جديد.. بعيداً عن العصبيات الأسرية والقبلية والمناطقية»، محذراً من «العودة إلى النفق المظلم» إذا ما أخفق الحوار الذي قال إنه يشكل «لحظة فارقة تتطلب منا إرادة قوية.. ولن يكون اليمن بعدها كما كان قبلها».
ويفترض أن يؤدي الحوار الوطني إلى وضع دستور جديدة للبلاد وصولاً إلى تنظيم انتخابات رئاسية ونيابية في غضون سنة.
وفي الجنوب قتل ناشط في مواجهات بين متظاهرين انفصاليين معارضين للحوار الوطني والشرطة في مدينة «تريم» بمحافظة حضرموت (جنوب)، فيما نزل الآلاف إلى الشارع في عدن وفي مدن جنوبية أخرى رفضاً للحوار بحسبما أفاد ناشطون.
وذكر أحد الناشطين أن «الحراك الجنوبي نفذ عصياناً مدنياً في تريم لرفض الحوار وحصلت مصادمات مع الشرطة» ما أسفر عن «مقتل ناشط وإصابة آخر واعتقال أربعة». ويأتي ذلك فيما نزل الآلاف للتظاهر في ساحة «العروض» في عدن وفي مدينة المكلا، كبرى مدن حضرموت، رافعين شعار «لا للحوار، نعم للاستقلال».
ويتظاهر المحتجون منذ عدة أيام بدعوة من التيار الأكثر تشدداً في الحراك بزعامة نائب الرئيس اليمني السابق المقيم في المنفى علي سالم البيض.
ورفع المتظاهرون أعلام دولة جنوب اليمن السابقة، كما رددوا شعارات رافضة للوحدة والحوار مثل «القرار قرارنا والتحرير خيارنا» و«لا للحوار اليمني» و«معاً للتحرير والاستقلال» و«لا تراجع لا حوار نحن أصحاب القرار»، إضافة إلى شعارهم المعتاد «ثورة ثورة يا جنوب».
وفيما تقاطع معظم فصائل الحراك الجنوبي لاسيما تيار الزعيم الجنوبي حسن باعوم إضافة إلى تيار سالم البيض هذا الحوار فإن بعض الفصائل الجنوبية تشارك فيه، وأبرزها «المجلس الوطني لشعب الجنوب» الذي يقوده أحمد بن فريد الصريمة ومحمد علي أحمد، وهما قياديان عادا من المنفى في الأشهر الماضية، كما يشارك أيضاً «تيار المستقلين الجنوبيين» بقيادة عبد اللـه الأصنج المقيم في المنفى في السعودية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد