153 يوما في الأسر: أنهار كوتشنيفا تروي تفاصيل اختطافها في حمص
التقى مراسل تلفزيون الخبر في حمص محمد علي ضاهر الصحافية الأوكرانية أنهار كوتشنيفا التي خطفت في حمص قبل نحو خمسة أشهر، حيث روت تفاصيل اختطافها و الايام التي قضتها لدى الخاطفين، وكيفية هربها.
وقالت "كوتشنيفا " : " كنت في طرطوس لحضور فعاليات بالمركز الثقافي وبالعوده كنت استقل سياره تكسي صفراء وعلى الطريق العام حمص دمشق أوقفتنا مجموعه من المسلحين عند منطقه آبل وتم خطفي مع السائق ".
وتابعت " بقيت ليومين في آبل وتم نقلي فيما بعد الى القصير وبقيت فيها ثمانية أيام وبعدها تم نقلي الى قرية البويض الشرقيه وبقيت فيها طيله مدة خطفي وعلمت أن الذي قام بخطفي شخص يدعى نواف علاوي وتم نقلي الى عمار البقاعي وعلمت أن الذين احتجزوني كانوا من حي بابا عمرو لم اعرف بقيه العناصر ".
وعن طريقة تعامل الخاطفين معها، قالت " كان التعامل في البداية سيئاً، قاموا بضربي لاجباري على الادلاء بتسجيلات صوتيه وتم بثها على الانترنيت وفضائيات لها صله بالامر مثل الجزيرة والعربية والتنسيقيات".
وتابعت "كنت اتحدث مع الخاطفين وأتناقش حول ما اذا تكلمت ضدهم في حال خروجي من ايديهم، وقلت لهم بأن الحقيقه لابد أن تظهر ولا يستطيع أحد حجبها ".
وأضافت "اتهموني بالكثير من الاتهامات التي يعرفون انها غير صحيحة.. تدهورت حالتي الصحيه وعندها طلبت طبيب فأحضروا لي صيدلانيا لم يقدم لي أي علاج ".
وقالت " في البداية حاولوا الترويج لأفكارهم بالإعلام الذي يقف خلفهم بأن هناك روس وايرانيين وحزب الله يقف ضدهم وليس الشعب السوري، التمست أنهم يكذبون على انفسهم بهذه الاقوال وبهذه الافتراءات، وقلت لهم لا تصدقوا انفسكم فالناس تعرفني من اسطنبول مرورا بسوريا والاردن والقاهره و انا اعمل بالسياحة من سنه 1997 ".
وأضافت "لأنهم لايريدون ان يعترفوا بأن الشعب السوري يقف ضدهم فأجبروني على تسجيل فيديوهات على أنني اعمل لصالح جهات أمنية".
واستمرت فترة خطف "أنهار" 153 يوما، وقالت " رأيت خلالها عدد من المخطوفين بعضهم تم قتله وبعضهم تمت مبادلته مقابل فدية ماديه ومنهم سائق السيارة التي كانت تقلني ، تم تعذيبه بشكل عنيف وبعدها تمت مبادلته مقابل المال، وأيضا شاب يدعى باسل المصري تم خطفه على حاجز للمسلحين وكان يظن بأنه حاجز للجيش السوري وتم تعذيبه وإجباره على إلقاء نفسه من سطح المنزل تحت الضرب لتتكسر عظامه وبعدها تمت مبادلته مقابل مال".
واستطردت قائلة " دونت كل ما حصل معي بشكل يومي خلال فترة خطفي ...وسأقوم بإنجاز كتاب حول ذلك". مشيرة إلى انه لديها عتاب كبير على وزارة الإعلام في سوريا، وقالت "أنا اقوم بمرافقه الوفود الاعلاميه واتنقل معهم ولا يتم تزويدنا بأسماء الطرق غير الآمنه فنتعرض بعدها للخطف، وطلبنا منهم خرائط للطرق ولم نزود بها".
وعن تفاصيل هربها قالت " قمت بالهرب من مكان خطفي بعد نوم الحارس واخترت الفجر كتوقيت مناسب جدا بعد دراسة مطولة واتجهت مشيا باتجاه اناس في قريه أخرى طلبا للمساعدة و ساعدوني ولا اريد ذكر أي تفاصيل عنهم خوفا على حياتهم".
وتابعت "هربت بملابسي فقط دون اوراقي وجواز سفري ومعداتي وكمبيوتري المحمول، سأسافر الى بلدي لتجديد جواز السفر وسأعود الى سوريا واتابع عملي الاعلامي والسياحي هنا في سوريا".
وأضافت " عدت إلى الحياة بعد خمسة اشهر من الخطف، وجدت ان البلد يتدهور، هذا مؤلم جدا بالنسبه لبلد كان الاكثر أمنا وجمالا في المنطقة".
وكانت أعلنت أنهار كوتشنيفا، بعد تمكنها من الفرار من الخاطفين نيتها رفع دعوى قضائية بحق قناة " الجزيرة" القطرية، وقالت حينها "من المنطقي بالنسبة لي أن أحاكم قناة "الجزيرة"، ففي الوقت الذى كان جميع صحفيي العالم يطلبون بإخلاء سبيلي، كان هؤلاء يتصلون ويقولون: لقد أنجزنا التسجيل، إلا أن صوتها غير واضح، دعوها تعيد تسجيله".
يذكر أنه تم اختطاف الصحفية الأوكرانية من قبل مسلحين ينتمون إلى المعارضة السورية في 10 تشرين الأول الماضي.
وتمكنت "أنهار" من الهروب من أسرها فى 11 آذار الجاري، وقطعت 15 كيلومتراً سيراً على الأقدام حتى وصلت إلى سكان ساعدوها للوصول إلى الجيش العربي السوري النظامي.
وتحمل أنهار كوتشنيفا الجنسية الأوكرانية، وكانت قد توجهت إلى سوريا لتغطية الأحداث في سوريا، وكتبت لعدد من وسائل الإعلام الروسية.
إضافة تعليق جديد