وزراء «الرباعية» يجتمعون بغياب السعودية: تفاهم حذر حول سوريا بانتظار بلورته في نيويورك

18-09-2012

وزراء «الرباعية» يجتمعون بغياب السعودية: تفاهم حذر حول سوريا بانتظار بلورته في نيويورك

انعقد في القاهرة أمس، اجتماع «اللجنة الرباعية» حول سوريا على مستوى وزراء الخارجية. لكن الاجتماع الذي بدا بحسب التسريبات معدّاً للخروج بتوافق نحو الوقف الفوري لأعمال العنف، ورفض التدخل العسكري الخارجي، وتلبية «طموحات» الشعب السوري، افتقد تمثيل أحد ضلوع «الرباعية»، السعودية التي لم ترسل بديلاً عن وزير خارجيتها سعود الفيصل ذي الحالة الصحية المتردية، وتقرر في ختامه التعبير عن تفاهم متواضع وحذر، والاعلان عن من مشاورات اضافية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال الشهر الحالي.
أما تركيا التي سيقصدها المبعوث المشترك الأخضر الابراهيمي اليوم، فاعتبرت أنه من الضروري تغيير طبيعة بعثة هذا الأخير، بشكل مختلف عن سلفه كوفي أنان، كي لا يسمح ذلك للرئيس السوري بشار الأسد «بكسب الوقت». كما استضافت أنقرة أمس، رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، للتباحث في ملفات أبرزها الملف السوري. محمد كامل عمرو وأوغلو وصالحي خلال اجتماعهم في القاهرة أمس (أ ب أ)
من جانبها، تمسكت روسيا بمطالبتها مجلس الأمن بإصدار قرار على أساس اتفاق جنيف في حزيران الماضي، ورفضها أي قرار بالعقوبات على سوريا. كما كان ملفتاً اعتبارها أن الأزمة في سوريا تتحول إلى «نزاع بين الحضارات».

واجتمع في القاهرة أمس، وزراء خارجية مصر محمد كامل عمرو، وتركيا أحمد داود اوغلو، وايران علي أكبر صالحي.

وقال وزير الخارجية المصري إنه «من المبكر أن نقول أن ثمة خطة محددة بشأن سوريا ولكن هذا هو الهدف النهائي».
أما الوزير التركي فقال «ما زلنا نسعى لمبادرة دبلوماسية اخرى. قررنا أن نجتمع للتشاور ومحاولة التوصل إلى وجهة نظر مشتركة لمستقبل منطقتنا والمقصود مستقبل سوريا. اليوم اتفقنا على بعض المبادئ، ولكن كما هو متوقع ثمة بعض الاختلافات في وجهات النظر». وأضاف «هدفنا النهائي هو ان تكون سوريا قوية... أما آليات تنفيذ هذه الأهداف فسنناقشها لاحقاً، إذ لا يمكن أن تكون هناك خطة متكاملة منذ اللقاء الأول». وتابع «سنجري محادثات إضافية في نيويورك وسنحاول ان نسلك كل السبل الدبلوماسية لمساعدة أخواننا السوريين».
بدوره، قال الوزير الإيراني إن «ثمة حاجة لمشاورات أكثر». وأضاف «لقد أكدنا على أهمية الاستمرار في التشاور وسنلتقي في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة وسنستمر في هذا التشاور بالتنسيق مع الأخضر الابراهيمي»، مشدداً على أنه «يجب أن نكون جبهة واحدة وأن نسير في اتجاه واحد لإيجاد الحل».
وقال وزير الخارجية المصري، خلال مؤتمر صحافي مشترك وسريع عقده مع نظيريه التركي والإيراني، إنه «من المبكر أن نقول أن ثمة خطة محددة بشأن سوريا ولكن هذا هو الهدف النهائي».
ووفقا للموقف المعلن من وزارة الخارجية المصرية قبل الاجتماع فان مصر ستركز خلال المرحلة المقبلة على الخروج بتوافق حول عدد من الثوابت، أهمها «الوقف الفوري لأعمال القتل والعنف، والحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، ورفض التدخل العسكري الخارجي في سوريا، وضرورة إطلاق عملية سياسية بمشاركة مختلف أطياف الشعب السوري ومكوناته وصولاً لتحقيق آمال وتطلعات الشعب في الديموقراطية والحرية والكرامة وفي نظام سياسي ديموقراطي وتعددي، ومساندة الجهود العربية والدولية المختلفة الهادفة لمعالجة الأزمة، بما في ذلك مهمة الابراهيمي».
كما أن المجموعة «منفتحة على أية مساهمات إيجابية من أطراف أخرى مستقبلاً، وتسعى للتنسيق ودعم كافة الجهود الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة، ودعم المبادرة المصرية والتأكيد على أهمية العمل على عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأربع».
وقد اختارت السعودية، التي هي في الأساس العضو الرابع لـ«الرباعية»، عدم المشاركة في اجتماع أمس. وقال مسؤول مصري إن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لن يشارك لأسباب صحية، لكنه لم يوضح لماذا لم يتم إرسال أي بديل عنه. كما قال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو، إن السعودية التي شاركت في الاجتماع التحضيري على مستوى كبار المسؤولين الأسبوع الماضي، ستنضم إلى الاجتماعات المقبلة للجنة.
ومن المرجح، حسبما صرّح في وقت سابق لوكالة «الأناضول» للأنباء مستشار الرئيس المصري للشؤون السياسية سيف عبد الفتاح أن قمة لدول اللجنة الرباعية ستعقد قريباً.
من جهته، التقى داود اوغلو بالرئيس المصري محمد مرسي في القاهرة. وعقب اللقاء عقد وزير الخارجية التركي مؤتمرا صحافيا في قصر الرئاسة قال فيه ان الادارة السورية تستغل المبادرات الجديدة لكسب الوقت وقتل المزيد من الاشخاص. وبالرغم من هذا فإننا نواصل مساعينا مع روسيا وايران وجميع هذه الدول ـ وايضا هذه المبادرة مهمة جدا بالنسبة لنا ..تركيا وايران ومصر ونأمل ان تنضم السعودية في المستقبل لحل هذه الازمة. ».
واشار داود اوغلو الى العلاقة بين سوريا وايران وقال في المؤتمر الصحافي «نحن نعرف العلاقات بين ايران والادارة السورية.. وبالطبع اذا اتفقنا على الاهداف فربما تمارس ايران نفوذها ..نفوذها المقنع على النظام السوري ونأمـــل الــــيوم ان نتفق على مبادئ محددة ونتبنى نوعا ما من النهج الاساسي ويمكن لايران حينئذ ان تتصرف بناء عليه».
واعلن مسؤول في وزارة الخارجية التركية ان الابراهيمي يصل اليوم الى تركيا لزيارة مخيم للاجئين قريب من الحدود مع سوريا. وقال هذا المسؤول ان الابراهيمي سيلتقي لاجئين سوريين في مخيم التينوزو في محافظة هاتاي (لواء اسكندرون السليب) وبحسب قناة «الحرة» فإن الإبراهيمي سيتوجه يوم السبت المقبل إلى نيويورك لإحاطة أعضاء مجلس الأمن الدولي بنتائج المحادثات التي أجراها في دمشق والقاهرة.
ونقلت صحيفة «المصري اليوم» عن مصادر ديبلوماسية مصرية أن الإبراهيمي قرر أن تكون القاهرة هي المقر الدائم لإقامته في مهمته المكلف بها بشأن سوريا، وذلك بالاتفاق مع وزير الخارجية المصرية كامل عمرو والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، والأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، مشيرة إلى أن الحكومة المصرية تبحث الآن عن مقر مناسب للإبراهيمي.
من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف معارضة موسكو لاتخاذ مجلس الأمن الدولي أي قرار يفرض عقوبات على سوريا مشيراً إلى إمكانية الوصول إلى اتفاق حول الأزمة السورية في مجلس الأمن.
وقال الديبلوماسي الروسي إن «مثل هذا القرار لن يكون مقبولا لنا لأنه سيخلق أساسا لمواصلة استخدام القوة ضد الحكومة السورية، وذلك مع غياب أي مراقبة على المعارضة». وحول سعي بعض الدول بما فيها الولايات المتحدة إلى استخدام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة قال غاتيلوف: «موقفنا حول القرار في الشأن السوري يختلف عن الموقف الأميركي. إن واشنطن تقترح فرض عقوبات واتخاذ قرار على أساس الفصل الذي ينص على استخدام القوة. هذا الموقف أحادي، وهذا القرار غير مقبول بالنسبة لنا».
وأكد غاتيلوف أن موسكو تتوقع من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إبداء الاتزان والحذر في تصريحاته حول سوريا. وقال: «لقد صرح الأمين العام للأمم المتحدة عن شلل في مجلس الأمن. يجب على الأمين العام كموظف رئيسي أن تكون مواقفه حذرة ومتزنة عندما يخص الأمر قضايا حادة مثل سوريا». وشدد على أن فشل مجلس الأمن الدولي في تحقيق الاتفاق لا يعني قط شلله، وقال: «ما يحدث في مجلس الأمن هو البحث عن إجماع واعتبار متبادل للمصالح. لا نشك في وجود إمكانيات لتحقيق هذا الاتفاق في مجلس الأمن الدولي».
وأكد غاتيلوف أن روسيا تقف مع اتخاذ مجلس الأمن الدولي قرارا يؤيد بيان مؤتمر جنيف حول سوريا. وأفاد غاتيلوف بأن روسيا لم تبدأ بعد العمل على مشروع مثل هذا القرار. وقال: «لا يوجد ذلك على الورق بعد. والأمر ليس في الأوراق. المهم أن نتوصل إلى ذلك جميعا، لكننا حتى الآن لا نرى إرادة سياسية من جانب زملائنا الغربيين».
وأكد الديبلوماسي الروسي أن النزاع السوري بدأ يكتسب طابع نزاع بين الحضارات منذ «زيادة نشاط تنظيم «القاعدة» في البلاد». وقال: «يتعين على المجتمع الدولي الآن أن يضع حدا ويوفر ضمانات لاحترام حقوق جميع الطوائف بما فيه المسيحيون. وهناك عملية سافرة لتسليح المعارضة السورية كي تواصل نشاطها من أجل إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. ليس لدينا ضمانات لتطبيق إجراءات المراقبة على كلا الطرفين في حال تــبني القرار بفرض العقوبات».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...