ردا على واشنطن موسكو تؤكد ثبات موقفها تجاه المسألة السورية
شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، على تمسك موسكو بمواقفها من الأزمة السورية، مشيراً إلى أنها مستعدة للموافقة على إعلان أو قرار في مجلس الأمن يدعم مهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان شرط ألا يتضمن «مهلة»، فيما أعلن نظيره اللبناني عدنان منصور أن مواقف لبنان وروسيا متطابقة، موضحاً «أننا مع وقف العنف من كل الأطراف وضد التدخل المسلح في الشؤون السورية».
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع منصور في موسكو، «أظن أنه لا يمكن أن يجري الحديث عن إعادة نظر في موقفنا»، وذلك ردا على إعلان واشنطن أنها ترى أن الموقف الروسي من سوريا يشهد تطوراً، بعد تأييد روسيا واللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي الدعوة إلى هدنة إنسانية يومية.
وأضاف لافروف «نحن مستعدون لدعم مهمة أنان والاقتراحات المقدمة إلى الحكومة والمعارضة. نحن مستعدون لدعم اقتراحاته في مجلس الأمن الدولي وليس فقط في إعلان بل في قرار»، لكنه طرح سلسلة شروط، مشيرا إلى أن الاقتراحات المقدمة من انان للرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارة إلى دمشق لم يعلن عن مضمونها. وقال إن «روسيا تصر على ضرورة نشر اقتراحاته بشأن إيجاد حل للأزمة السورية، وترى ضرورة أن يقبل مجلس الأمن الدولي بها أساساً لمواصلة جهود أنان لتحقيق التوافق بين جميع السوريين حول كل المسائل الملحة، وليس كإنذار».
ووزعت فرنسا أول أمس بيانا صاغته دول غربية يدعم جهود أنان، لكنه يحتوي على تهديد باتخاذ «مزيد من الإجراءات» إذا لم تلتزم سوريا خلال سبعة أيام.
وقال لافروف إن «روسيا ترى ضرورة وقف العنف مهما كان مصدره في سوريا، وضرورة مطالبة الحكومة السورية والمعارضة على نحو سواء بإخراج القوات من المدن في وقت واحد، وضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا».
وقال «إن العمليات الإرهابية التي وقعت في دمشق وحلب ومدن أخرى عمليات استفزازية تهدف إلى إفشال مهمة كوفي أنان». وأعلن أن روسيا تجري اتصالات مع أنان لتحديد موعد زيارته إلى موسكو. واعتبر أن «استدعاء السفراء من دمشق لا يساعد جهود بعثة انان».
وأعلن لافروف أن موسكو وبيروت تدعوان إلى تحقيق التسوية في سوريا على أساس المبادئ الخمسة المتفق عليها بين روسيا وجامعة الدول العربية. وقال «روسيا ولبنان يدعوان إلى تسوية الأزمة السورية على أساس المبادئ الخمسة التي اتفقنا عليها مع جامعة الدول العربية خلال زيارتي إلى القاهرة».
ونفى لافروف «صحة أنباء عن وجود سفن حربية روسية في ميناء طرطوس السوري»، موضحا أنها «مختلقة». وأعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال نيكولاي ماكاروف أن روسيا لا تنوي إرسال سفن عسكرية إلى سوريا في هذه المرحلة.
وأكد لافروف إصرار روسيا ولبنان على منع تهريب الأسلحة إلى سوريا. وقال «تكمن مهمتنا المشتركة في أن نساعد على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع هذه العملية لأنها تصب في إطار تفاقم الوضع في سوريا وتغذي النزاع المسلح».
وقال منصور، من جهته، إن «لبنان بذل جهوداً لتأمين الحدود مع سوريا، وتمكن من ضبط محاولات تهريب الأسلحة إلى سوريا ومصادرة الأسلحة المهربة واعتقال مسلحين حاولوا التسلل إلى أراضي سوريا».
وشدد منصور على أن لبنان يعارض التدخل العسكري في سوريا. وقال إن «ما يجري في سوريا يولد القلق في لبنان، لأن الأحداث السلبية الجارية اليوم في هذه البلاد يمكن أن تؤثر سلباً على الوضع في البلدان المجاورة، ومنها لبنان». وأكد انه «ليس هناك من يعارض الإصلاحات وينتظر الجميع الإصلاحات لكن الجميع ضد العنف. ونشير في هذه المناسبة إلى تطابق مواقف روسيا ولبنان بصدد ما يجري في سوريا. ونحن مع إيقاف العنف من جميع الأطراف، ونعارض التدخل العسكري في الشؤون السورية. إننا ضد التدخل الخارجي السلبي».
وأعرب منصور عن قناعته بأن «السلاح والحرب لا يتجاوبان مع مصالح الشعب السوري. إن أي تدخل خارجي يفاقم الأزمة ويزج البلاد في وضع أسوأ. وإذا ما أردنا أن تخرج سوريا من الأزمة فيجب مساعدة القيادة السورية في تنفيذ الإصلاحات وضمان الأمن. ولا يجوز أن نطلب من الحكومة إيقاف استخدام القوة في الوقت الذي يواصل الجانب الآخر استخدامها».
وأدان لافروف قيام الطيران الإسرائيلي بانتهاك الأجواء اللبنانية بانتظام. وقال «نرى عدم جواز انتهاك قرار مجلس الأمن الدولي 1701 في ما يخص احترام سيادة لبنان في مجاله الجوي الذي تخترقه، للأسف، القوات الجوية الإسرائيلية بانتظام». وأضاف أن روسيا «تتضامن مع طموح القيادة اللبنانية لضمان السيادة ووحدة الأراضي واستقلال الدولة على أساس دستور البلاد والحوار الوطني بمشاركة القوى والمجموعات اللبنانية كافة ومع مراعاة مصالحها».
وأعلن منصور أن لبنان يأمل التعاون مع شركات النفط والغاز الروسية بعد العثور في الجرف القاري اللبناني على احتياطات كبيرة من المواد الهيدروكربونية. وأوضح أن لبنان يصبو إلى تعزيز التعاون الثنائي وتعميقه مع موسكو في مختلف المجالات، ومنها الاقتصاد والسياحة والمالية.
وأعرب لافروف، الذي أعلن انه سيلبي دعوة لزيارة بيروت، عن ثقته بأن «تنفيذ قرارات اللجان الحكومية المشتركة الثنائية سيساعد على زيادة التبادل السلعي بين البلدين»، موضحا انه بين أولويات مجالات التعاون، النقل والقطاع الزراعي - الصناعي والسياحة وصناعة الطاقة. وأعلن لافروف خطة إقامة «أيام الثقافة الروسية في لبنان» قريبا.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد