أدونيس على قناة «دبي»:ثلاث لاءات للثورة

21-03-2012

أدونيس على قناة «دبي»:ثلاث لاءات للثورة

لا للثورة التي تخرج من المساجد... ولا للثورة المسلحة... ولا للثورة التي تطلب التدخل الأجنبي. لاءات ثلاث شدد عليها المفكر السوري أدونيس، في حواره مع الزميلة زينة يازجي من باريس، عبر قناة «دبي». وهي لا تعجب طبعا الإسلاميين، ولا قسما كبيرا من المعارضة السورية، وفي جزء منها، لم تعجب أيضا يازجي، فقالت له: «إن التعليقات التي وردت إلى البرنامج، تشير إلى خيبة أمل من مواقفك».
وفي مقابل تلك اللاءات، شدد على ضرورة سلمية الثورة، وعدم التدخل الأجنــبي فيها، وشمولها مدن دمشق وحـلب واللاذقــية وبقية المدن، وليس فقط مناطق محددة... وإلا فإنها لن تكون ثورة. لذلك رد قائلا: «فليشتموني ولكن هذه هي الحقيقة. الفريقان يمارسان القتل في سوريا حاليا، النظام والمعارضة، ولكن لا أعرف أي منهما بنسبة أعلى». أدونيس وزينة يازجي في الحلقة
وقد توقفت يازجي مطـولا عند قــول أدونيس بأن ما يحصل في سوريا، يعطي انطباعا، بوجود مخطط استراتيجي دولي لتغــيير النــظام في سوريا، ووجـهت إليـه ما يشبه التهمة بقولـها له: ذلك كلام النــظام، فرد بــدوره سائلا: هل سمــعت أنــه حـصل في الـتاريخ الحـديث مــثل ذلك الإجماع العربي والغربي على إسقاط نظام... حتى فلسطين لم تلق مثل ذلك الإجماع؟
كما توقفت عند تسميته المجلس الوطني «بالمجلـس الاسطنــبولي» وقــالت له: إن تلك التسمية هي أيضا تسمية النــظام، فأوضح أن رئيس المجلس الوطني برهان غليون صديقه، لكـنه لا يتحـدث معـه بسـبب معارضته لموقف المجلس المطالب بالتسلح.
وتناول الحوار مسألة تثير جدلا كبيرا في الانتفاضات الحالية، وهي علاقة المثقف بالثورة، ولم يتم الوصول فيها إلى أجوبة واضحة لدى أي من المثقفين لأنها مشكلة موجودة قبل الانتــفاضات، وسوف تستمر بعدها. مع ذلك طرحت يازجي الســؤال نفسـه على أدونـيس: «إنك تقـيم في باريس، وتتحدث عن الثورة»، فرد بدوره أن «المثقف ليس موظفا، بل صاحب أفكار يطرحها».
وبحسب الخبر الذي وزعته قناة «دبي» عن الحوار، فإن أدونيس تراجع عن إعجابه بالربيع العربي، لكي يتحول إلى انتقاده، بسبب وصول الإسلاميين إلى الحكم في تونس ومصر، ولجوء المعارضة المتصدرة للمشهد السياسي في ليبيا وسوريا إلى الاستنجاد بدعم الغرب لإسقاط الأنظمة القائمة في بلدانها.
لكن التراجع أو عدمه، ليس هو الفكرة التي يجب أن تكون محور النقاش الفعلي، بل أفكار أدونيس نفسها التي يلتقي فيها مع معارضة حالمة بالحرية والديموقراطية وبنظام علماني، وهي الفئة القليلة نفسها التي تريد أن تكون، ومنذ زمن طويل، خارج الطوائف والأديان: هل تستطيع مجتمعاتنا قبول أفكارها والسير فيها؟


زينب ياغي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...