الازمة في سوريا والحل من طهران والرعاية لموسكو

18-03-2012

الازمة في سوريا والحل من طهران والرعاية لموسكو

اذا كانت الازمة السورية قد طوت عامها الاول وسط بورصة احداث وتطورات متأرجحة، فان ازمة العلاقات الاميركية الايرانية التي تبقى هي بيت الداء والدواء مرشحة لان تطوي عقدها الرابع مؤسسة لمزيد من التوترات المتنقلة بين الدول العربية والاسلامية والاقليمية من دون افاق وسقوف محددة، وذلك في ظل صراعات دولية واممية دخل على خطها العالم باسره، ساعدت على الانتهاء من احادية القرار الدولي العائد للولايات المتحدة، لتعود روسيا إلى لعب دور الشريك الفاعل والقادر على تحويل مسار الامور والازمات.
كلام واضح وصريح همس به دبلوماسي أوروبي متابع عن كثب لازمة المنطقة امام عدد من المقربين منه معتبرا ان حلول الازمة في المنطقة برمتها تدخل من البوابة الايرانية وتخرج من النافذة الاميركية، خصوصا ان معادلة ميزان القوى الجديد فرضت نفسها على اللاعبين مهما كان حجمهم، لاسيما بعد ان تحولت موسكو إلى لاعب يعتمد على حلفائه وقدراتهم من جهة، وعلى تنمية قدراته العسكرية بما يتماشى واحجام كبار اللاعبين على غرار الولايات المتحدة من جهة ثانية، وذلك بعد ان رفع بوتين موازنة الدفاع الروسية إلى اكثر من ترليون دولار، بما يسمح له بمقارعة خصومه مهما كان حجمهم، وما الموقف الروسي المتشدد في مجلس الامن سوى تعبير واضح وصريح عن الاصرار على الوقوف إلى جانب ايران وسوريا مهما كانت الاثمان.
ويكشف الدبلوماسي عن معلومات تتحدث عن انتقال المفاوضات من دمشق إلى موسكو عبر طهران التي ساهمت إلى حد كبير في المساعدة على الحسم العسكري الذي حققه الجيش السوري من خلال مساعدات ومعلومات استخبارية هامة عبر طائرات من دون طيار ايرانية الصنع من نوع " مهاجر 4 " التي ساهمت إلى حد كبير في نقل الصورة الميدانية للقيادات الامنية السورية، بحيث اصبح الوضع ملائما للمفاوض الايراني اولا  وللوسيط الروسي ثانيا بعد ان  تحصنت الساحة الروسية الداخلية الامنية فانقلب المشهد لصالح النظام بما يمكنه من تحسين الموقع التفاوضي لحلفائه الاقربين.
ويشير الدبلوماسي إلى أنّ العمليات العسكرية الاخيرة ساهمت إلى حد بعيد في محاصرة واشنطن واوروبا سياسيا وامنيا، بعد ان تمكنت دمشق من السيطرة على ادلب، بحيث يصح القول ان السيطرة العسكرية على هذه المحافظة يعني بشكل مباشر السيطرة على الحدود الفاصلة مع تركيا واقفال باب تسليح المعارضة  بشكل نهائي امام الغرب عبر اقامة منطقة عازلة، ولكن عسكرية وليست مدينة او مخصصة للنازحين. وتنسحب المعادلة ذاتها على حمص وريف دمشق والقصير، بحيث ان ابواب الدعم المباشر الذي كان الغرب يحققه عبر لبنان قد اقفلت بالكاما ايضا، كما انقلبت لعبة العزل لمصلحة النظام الذي بات قادرا على ممارسة سياسة القضم والاستنزاف، بما يعني ايضا ورقة مفاوضات اضافية بيد ايران وموسكو.
من جهة ثانية يؤكد الدبلوماسي ان المفاوضات التي استهلها المبعوث العربي الدولي إلى دمشق كوفي انان تدور عبر الوسيط الايراني، والرعاية الروسية والصمت الاوروبي الذي بات ثقيلا للغاية في تعبير دقيق عن استياء اوروبي لما آلت اليه الاوضاع بعد الربيع الاميركي اذا ما جاز التعبير، بحيث ان النتائج الاولية لهذا الربيع اظهرت تقدما اسلاميا على الحدود المباشرة مع القارة العجوز اكان من خلال الحدود التركية – البلغارية ام من حيث سيطرتها على الموانىء البرية والبحرية وحتى الجوية التي تصل بسهولة تامة إلى مجمل القارة.

أنطوان الحايك

المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...