تـركيـا فـي مرمـى الصـواريـخ الروسـيـة
استنفرت تركيا إزاء التحذيرات التي تصل إلى درجة التهديد التي أطلقها الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف حول نظام الدرع الصاروخي.
فبعد إرسال روسيا لثلاث سفن حربية إلى شرق البحر المتوسط وميناء طرطوس بالذات، في حركة واضحة ضد التهديدات اليومية التي تطلقها أميركا وفرنسا وتركيا ضد النظام في سوريا، جاءت تصريحات ميدفيديف واضحة أيضا في أن روسيا لن تسمح بسقوط النظام السوري الحساس في التوازنات الإقليمية والدولية.
وجاء كلام ميدفيديف من دون مناسبة محددة تستدعي هذا التصريح، سوى تطورات الوضع في سوريا. وتساءلت صحيفة «ميللييت» التركية عما إذا كانت أنقرة تدخل ضمن نطاق الأهداف التي حددها ميدفيديف، وكان الجواب بالإيجاب على أساس بنود «التهديد» الروسي الخمسة، ومنها ما يخص نظام الدرع الصاروخي أينما وجد، والصواريخ والرادارات الموجودة غربي وجنوبي تركيا، وتركيا تقع إلى الجنوب من روسيا.
وكان ميدفيديف قد أعلن أن الولايات المتحدة رفضت إقامة نظام درع صاروخي مشترك مع روسيا، لأنها تريد أن تستهدف القدرة الدفاعية الروسية لا حمايتها. وشرعت ببناء شبكة الدرع الصاروخي في بولونيا ورومانيا واسبانيا وتركيا.
وتوزع التهديد الروسي على خمسة بنود، أولها تطوير نظام الإنذار المبكر الروسي في منطقة كالينينغراد، والثاني تقوية قوة الدفاع الروسية المرتبطة بالسلاح النووي، وثالثا نصب رؤوس صواريخ متطورة في السفن الحربية الروسية، ورابعا إعطاء أوامر للقوات المسلحة الروسية لتدمير مراكز مراقبة أنظمة الدرع الصاروخي ومراكز توفير المعلومات، وإذا لم تكف هذه الإجراءات نصب صواريخ هجومية على الحدود الغربية والجنوبية لروسيا تستهدف أساسا منظومات الدرع الصاروخي الموجودة في أوروبا، وعند الضرورة اتخاذ إجراءات قادرة على كسر تأثير نظام الدرع الصاروخي.
وتقول الصحيفة التركية انه إذا استمرت المشكلة فستنسحب روسيا من اتفاقية «ستارت» لخفض عدد الأسلحة النووية. وتتساءل عن موقع تركيا من هذه التهديدات الروسية، فتقول إن أنقرة تنظر إلى الأمر على أنها ضمن الأهداف التي وضعها الروس في حساباتهم، على أساس أن تركيا بدأت بنصب رادارات تابعة للدرع الصاروخي في منطقة كوريجيك بملاطية وسط تركيا، وستكون جاهزة للعمل بعد حوالي الشهر.
محمد نور الدين
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد