اليوم العربي الاكثر دموية يشهد تحولات سورية خطيرة

16-08-2011

اليوم العربي الاكثر دموية يشهد تحولات سورية خطيرة

قد يكون يوم الخامس عشر من آب هو الاسوأ على العالمين العربي والاسلامي باعتباره اليوم الاكثر دموية في المنطقة حيث ذهب اكثر من ثلاثمئة وخمسين بين قتيل وجريح في العراق وحده، فضلا عن عشرات القتلى والجرحى في ليبيا، ناهيك عن سوريا التي شهدت في هذا اليوم بالذات تحولات خطيرة في مسار ازمتها على الصعيدين الدبلوماسي والعسكري.
على الصعيد العراقي، يمكن تسجيل ملاحظات اساسية يمكن التعويل عليها وربطها بمسار الازمة في المنطقة، وذلك على اعتبار ان بغداد ما زالت تشكل صندوق البريد الصالح لتبادل الرسائل الساخنة بين المحور السوري – الايراني من جهة والاميركي من جهة ثانية. فالتوقيت بحد ذاته يطرح اكثر من علامة استفهام حول الهدف من اعادة عقارب الساعة العراقية إلى الوراء من خلال هذا هذا الكم من التفجيرات،  من حيث النوعية، والاماكن المستهدفة، وذلك في ظل مفاوضات تجريها الحكومة العراقية مع الادارة الاميركية لتمديد مهام واشنطن رسميا في البلاد، ما يعني ان القوات الاميركية المسلحة قد تمدد اقامتها في بغداد بما يرضي محور الممانعة باعتبار ان وجود القوات الاميركية على مقربة منها يسهل عليها عملية استهدافها.
وفي حين تربط مصادر واسعة الاطلاع بين تسخين الوضع العراقي الداخلي واستهداف القوات الاميركية داخله من جهة، وتزايد الضغوط الدبلوماسية على سوريا من جهة ثانية، تلفت إلى ان التهديد التركي الجديد لن يكون اكثر تأثيرا على مجمل الوضع السوري عما سبقه من تهديدات وتلويحات تصب في الخانة عينها. فموقف انقره المتأثر بالضغط الاميركي لا ينبع اساسا من قدرة على التدخل في ظل وضع تركي غير مستقر، ودور مستقبلي مبهم يتراوح بين مواجهة مباشرة مع ايران وسوريا، وهي مواجهة غير مضمونة النتائج باي حال من الاحوال.
اما في التطورات السورية فترى المصادر عينها ان مجريات الامور هناك تؤكد ان نظام الرئيس السوري ماض في الحسم العسكري مهما اشتدت الضغوط ومهما تبدلت الظروف، فالامور تخطت الضوء الاخضر المسموح به في سوريا، اذ ان الموجهات بين التنظيمات المسلحة وقوى الامن تكاد تتحول إلى حرب استنزاف لا يقدر النظام على احتمالها، فضلا عن قناعة راسخة لدى النظام ورئيسه بان ما يحصل راهنا هو مؤامرة لا بد من القضاء عليها قبل ان تقضي هي على النظام وتأكل الاخضر واليابس، خصوصا بعد ان دخل العامل الفلسطيني على خط التطورات إلى جانب من تصفهم الحكومة بالعصابات المسلحة.
وفي هذا السياق، تؤكد المعلومات الواردة من اللاذقية ان الجيش السوري تمكن من محاصرة المسلحين في الاحياء الداخلية بعد ان اخرجهم من الشوارع ومن مخيم الرمل، وبالتالي فان القوات السورية قد تحسم الوضع الميداني في غضون ساعات او ايام قليلة، وهي بالتالي لن تقف عند حدود المدينة بل ستنتقل إلى مربعات جديدة للقضاء بشكل نهائي على المسلحين خصوصا بعد ان وجهت اليهم سلسلة من الضربات الموجعة، وبالتالي فانه من المستحيل الوقوف عند هذا الحد من التأديب.
تضيف المصادر ان النظام السوري استنسب هذا الخط لقناعته بان المجتمع الغربي لن يتدخل عسكريا في سوريا لعدة اعتبارات اولها ان الغطاء الدولي غير متوفر، وثانيها الظروف المحيطة بالمنطقة عموما، وثالثها عجز اميركي لافت حول حسم المعارك السياسية والدبلوماسية وحتى العسكرية التي يخوضها، ورابعها موقف تركي متردد في ظل حسابات اقليمية دقيقة ومعادلات تتعلق بموازين القوى. اما خامسها وابرزها فهي ان النظام لم يعد لديه شيء ليساوم عليه وبالتالي فان خسارته ستكون شاملة والعكس صحيح، وبالتالي فان الحلول الوسط باتت من سابع المستحيلات.

أنطوان الحايك

المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...